تفاءلوا بالخير تجدوه
الجمعة، 29 مايو 2020 03:34 م
هناك حكمة هامة تقول " أفكارك تجلب أقدارك "، وأنا شخصيا من أشد المؤمنين بهذه الفكرة وبنظرية الجذب، فما نفكر به ونتوقعه عادة هو ما يحدث، فكل "متوقع آت"، لذا عادة ما نجد أن من يتوقع لنفسه النجاح ويراه في خياله رُأى العين يحققه، ومن يتوقع الشفاء ويثق في قدرة الله على شفائه يشفى حتى وإن يأس من شفائه أطباء العالم كله، وعلى النقيض نجد المتشائم الذي يرى دائما أن حظه "نحس" ولا يأمل في غدٍ خيراً لا يحصد إلا توقعاته.
الأسوأ من ذلك أن المتشائم حتى ولو حصد خيرا في المستقبل إلا أنه قد عانى وتكبد ألما نفسيا وحياة تعيسة دون داعٍ، وانطبق عليه المثل الشعبي القائل " قدر البلاء قبل وقوعه"، وربما دون وقوعه أصلا وبذلك فهو لم يستفد شيئا سوى تكدير حياته وقت صفائها دون مبرر.
قرأت مؤخرا كلمات رائعة تقول "أنت من خوف المرض في مرض، و من خوف الفقر في فقر، و من خوف الشدة في شدة، ومن توقع المصيبة في مصيبة أكبر منها"، لذا دربت نفسي - عند زيارة الشيطان لأفكاري ومحاولته بث الرعب فيها حول المستقبل- أن أذكر نفسي بقول الله تعالى " أنا عند ظن عبدي بي "، فأجدني أبدأ في ظن الخير كي أحصل على ما وعدني به ربي، وعادة ما أُذكِر نفسي بهواجس وتخوفات سابقة تملكتني ولم يحدث منها شيء، أو مشكلات قديمة مرت بي وأتاني الله بحلولها دون حول مني ولا قوة، فأسلم أمري إلى الله واستبشر خيرا ولا أُحمِل نفسي عناء أيام ربما لن تأتي أصلا.
أكتب هذه الكلمات لما أجده في كلمات البعض من يأس في حل الأزمة الحالية، وتوقع الفناء والدمار والرعب على فراق الأحباب.. أعلم جيدا أننا بشر طبيعيون ولسنا ملائكة ولا من أولياء الله الصالحين، لكنني أثق أيضا أن رحمة الله وسعت كل شئ لذا فمن واجبنا الأخذ بالأسباب والحذر والحيطة مع الثقة في أمن ورحمة الله، ولا يجوز بالطبع الاستهتار والإلقاء بأنفسنا إلى التهلكة فهو ليس من الإيمان في شيء، لكن في اعتقادي ما نحتاج إليه في هذه الفترة المقلقة هو الحرص واتباع كل ماهو ضروري لحماية أنفسنا، لكن مع التحلي بالهدوء والثقة بالله وأن نعمل بقوله تعالي "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ".
دعونا نملأ أنفسنا بالأمل وبالطاقة الإيجابية ونتوحد جميعا وندعو الله في كل وقت ونعلي أصواتنا مسلمين ومسيحيين بـ"يارب"، فإنه قريب مجيب دعوة الداع إذا دعاه..
استبشروا خيرا وتفاءلوا بالخير تجدوه إن شاء الله.