العلماء حائرون والمواطنون يمنون النفس برائحة اليود.. هل تقضي مياه البحر على فيروس كورونا؟
الأحد، 24 مايو 2020 07:00 م
بينما كان ينتظر المحبون والكارهون لفصل الصيف قدومه، أملاً في أن يعينهم على القضاء على فيروس كورونا المستجد، مثل ما كان يتم الترويج له عالمياً عبر أبحثا ثبت عدم صحة منهجها بالتجربة، خرج من يعلق البشرية بآمال جديدة لم يثبت العلم صحة منهجها، والتي يأتي على رأسها قدرة مياه البحر على تخليص الأجساد البشرية من فيروس كورونا.
العلم لم يثبت حتى الآن صحة أي نظرية مبنية على العلاقة بين ماء البحر وزوال فيروس كورونا، إلا أن مواطنين بريطانيين، لم يتمهلوا حتى يتيقنوا من صحة هذه النتائج، وراحوا رغم التحذيرات الشديدة ينتشرون على الشواطئ للاستمتاع بالطقس.
أحد علماء الفيروسات قال إن السباحة فى البحر أكثر أمانا من الجلوس على الشاطئ والرمال أثناء انتشار الفيروسات التاجية، وأوضح البروفيسور جون بول، من نوتنجهام، أنه طالما أن الناس يتبعون النصائح المعتادة للوقاية من كورونا ويبقون مترين على حدة، فلا توجد مشكلة فى زيارة الشاطئ أو الحديقة.
وأوضح أستاذ علم الفيروسات الجزيئية أن الفيروسات التاجية لا تحب مياه البحر ولا تعيش فيها، وأضاف أنه إذا كانت المسابح العامة مفتوحة، فإن الكلور لديه طريقة فعالة بشكل لا يصدق لقتل الفيروسات.
وتابع: "أعتقد أنه إذا اتبع الناس النصيحة فلا توجد مشكلة وأن التواجد فى الخارج أمر جيد للصحة العقلية والرفاهية، لكن يجب عدم لمس الأسطح الملوثة أو استخدام المراحيض العامة والقضبان اليدوية والمقابض لأنها تزيد من خطر انتقال العدوى، لذا ينصح عند الخروج من المنزل أو النزول للشواطئ والحدائق باخذ الاحتياطات اللازمة والابتعاد لمسافات عن الآخرين.
وفى جانب آخر قال بعض العلماء إنهم ليسوا متأكدين من مدى احتمالية إصابتك بالفيروس من الشواطئ، ليس فقط من الأشخاص الذين يخيمون بالقرب من بعضهم البعض، لكن من الماء نفسه، وذلك حسب ما ذكره موقع sun-sentine.
فلا يوجد دليل ملموس على وجود خطر أكبر للإصابة بالفيروس التاجى من الماء، أو حتى أن الفيروس يمكن أن يعيش فى المياه المالحة لفترة طويلة جدًا، لكن العلماء يدرسون ذلك، البعض لديهم شكوك حول سلوكه بناءً على تفشى الفيروسات فى الماضى.
ويشير بحث كيم براثر، كيميائى رائد فى الغلاف الجوى فى معهد سكريبس لعلوم المحيطات فى سان دييجو، إلى أن هناك فرصة للإصابة فى المناطق التى تختلط فيها مياه المحيط مع مياه الصرف الصحى غير المعالجة الملوثة بالفيروس، ويمكن لجفاف أمواج المحيط أن يتحول إلى جزيئات الفيروس والرياح الساحلية يمكن أن تنقله إلى الشاطئ، وتم تمويل بحث كيم براثر الشهر الماضى من قبل مؤسسة العلوم الوطنية لاختبار جدوى الفيروس التاجى الجديد فى المياه الساحلية الملوثة بمياه الصرف الصحى ورذاذ البحر، ومن المقرر أن تنتهى دراسته قرب نهاية الشهر.
وسلط باحثون فى جامعة بيزا فى إيطاليا الضوء على الفجوات البحثية المتعلقة بفيروسات التاجية وحذروا من أن احتمال انتشار الفيروس عبر المياه الملوثة بمياه الصرف الصحى لا ينبغى استبعاده.
وقال بريان لابوينت باحث فى معهد هاربورانش فرع المحيط الأطلنطى بجامعة فلوريدا إنه قد يكون مشكلة خاصة لجنوب فلوريدا بسبب تدهور نظام معالجة المياه، ومن المرجح أن يكون الفيروس التاجى مشكلة فى المناطق التى تفتقر إلى البنية التحتية الكافية لمياه الصرف الصحى والأنابيب المكسورة، إذا كان لديك نظام جيد لمعالجة مياه الصرف الصحى مع التطهير، فمن الرهان الآمن أن التطهير سوف يقتل الفيروس التاجى.
لهذا السبب ربما تكون آمنًا للسباحة فى حمامات السباحة التى تتم صيانتها بشكل صحيح، حيث يقتل الكلور الفيروس والخطر فى مياه البحر.
وتقوم الإدارات الصحية فى المقاطعات الساحلية بالولاية باختبار شواطئها بحثًا عن بكتيريا برازية، تسمى المكورات المعوية، كجزء من برنامج الشواطئ الصحية بالولاية، لكن لا يتم إصدار نصائح للسباحة إلا بعد اختبارين للمياه، والتى يمكن أن تستغرق ما يصل إلى أربعة أيام للقياس ولا يقوم البرنامج باختبار الفيروس التاجى.
وحتى الآن لم تحذر منظمة الصحة العالمية والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ووكالات الصحة المحلية من أن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق رذاذ المحيط أو النسائم الساحلية، لكنهم حذروا من أنه يمكن أن ينتشر عن طريق قطيرات العطاس والسعال، ومن خلال ملامسته لها على الأسطح.
وتقدر وكالة حماية البيئة معدل انتقال الفيروس التاجى من مصادر البراز بأنه منخفض، وقالت الوكالة انه لم ترد تقارير عن انتقال البراز عن طريق الفم لـ COVID-19 حتى الآن.
وقالت الوكالة إن الفيروسات البشرية التاجية الأخرى ثبت أنها أقل استقرارًا من الفيروسات البشرية غير المغلفة الأكثر شيوعًا فى البيئات البحرية لكنهم ما زالوا لا يعرفون ما إذا كانت معدية فى مياه الصرف الصحى فى المياه العذبة أو البحرية.