أسامة نبيه يعيد ذكريات التفويت في الكرة المصرية

لاعب الزمالك يعترف برفضه التسجيل في مرمى الزمالك وهو يرتدى فانلة غزل المحلة ويؤكد: " قلبى لم يطاوعنى"

عادل هيكل يكشف دور "عبده البقال" في رشوة نادى الترسانة ليحصل الأهلى على بطولة كأس مصر 1966

جماهير القطبين يضعون طارق يحيى ومختار مختار في قائمة المدربين الأكثر تفويتاً للمباريات لصالح القلعتين الحمراء والبيضاء

أحمد شوبير: لاعبي الأهلي فوتوا مباراة للاتحاد ليتفادي زعيم الثغر الهبوط للدرجة الثانية

سيد عبد الرازق "بازوكا": الدراويش رد مجاملة الأبيض عام 1979.. وجماهيرنا الإسماعيلي كانت تحمل الأعلام البيضاء
 

لم يهدئ اعتذار الكابتن أسامه نبيه، من عاصفة غضب المحلاوية عليه، بل أن العاصفة وصلت إلى اركان القلعة البيضاء، التي رأت في حديث نبيه عن تفويت مباراة للزمالك حينما كان لاعباً في غزل المحلة، إساءة للزمالك، قبل أن تكون للاعب نفسه.

أسامه نبيه، المدرب السابق لمنتخب مصر، خرج قبل أسبوعين مع الإعلامى سيف زاهر عبر قناة أون تايم سبورت وقال: "لعبت ضد الزمالك مع غزل المحلة فى نصف نهائى الكأس، وأتيحت لى فرص للتسجيل فى شباك ولكن قلبى لم يطاوعنى على التسجيل فى شباكه، وأتيحت لى فرصة للتسجيل فى مرمى الزمالك فقلت لإبراهيم حسن وقتها ابعدها حتى لا أسجل في شباك الفريق الأبيض".

كان يظن الكابتن أسامة نبيه، نجم نادي الزمالك ومنتخب مصر السابق، أن هذا التصريح الذى أدلى به في لحظة غفوة سيمر مرور الكرام، وأن حديثه عن أنه مرر مباراة لناديه الزمالك أثناء ارتدائه فانلة نادي غزل المحلة العريق، ستقابله الجماهير بالتصفيق، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث، وخسر نبيه كل التعاطف، حتى من إدارة نادي الزمالك.

ورغم محاولات اسامه بينه التكفير عن ذنبه، الا أن مسئولو نادى غزل المحلة، باقين على موقفهم المطالب بمعاقبة لاعبهم السابق، وقرر مسئولو النادى تأجيل عقد جلسة اعتذار أسامة نبيه إلى ما بعد إجازة عيد الفطر المبارك، فيما قرر مجلس إدارة غزل المحلة تصعيد الشكوى ضد نبيه، حال تجاهل الشكوى المقدمة إلى الاتحاد المصرى لكرة القدم والذهاب إلى المحكمة الرياضية الدولية، حيث طالبوا باتخاذ اللازم نحو التحقيق فى هذا التواطؤ المنسوب إلى أسامة نبيه، وما يترتب عليه من آثار، بالإضافة إلى استرداد جميع المبالغ المالية التى تقاضاها خلال عمله بنادى غزل المحلة، كما طالبوا بالحصول على تعويض مادى وأدبى مناسب جراء ما أصاب النادى من عدم وصول فريق غزل المحلة إلى المباراة النهائية فى كأس مصر، واحتمالية الفوز بالحصول على لقب كأس مصر وقتها، فيما اختتم غزل المحلة الشكوى بالمطالبة بشطب أسامة نبيه من سجلات اتحاد الكرة.

وأكد مسئولو المحلة فى شكواهم ضد نبيه أن هذه التصريحات تمثل عدم احترام لنادى غزل المحلة ومكانته وتاريخه بين أندية مصر والعالم العربى والأفريقى، بالإضافة إلى عدم الأمانة فى الدفاع عن النادى المتعاقد معه، بالإضافة إلى أن أسامة نبيه ضرب بعرض الحائط أبسط قواعد اللعب النظيف، واعتبروه نزعا من أنواع التلاعب والتواطؤ فى نتيجة المباريات، وهى جريمة فى المجال الرياضى لابد لها من عقاب.

فيما وصف مسئولو نادى غزل المحلة، فى الشكوى المُقدمة فى اتحاد الكرة، أن أسامة نبيه يُعتبر خطرا على أى فريق يعمل به كمدرب أو مسئول فى الوقت الراهن، حيث إنه بذلك فقد مصداقيته كقدوة كى يقوم بالتصريح بقيامه بهذا الفعل على شاشات التلفزيون.

جاء ذلك فيما كشف مسئولو اتحاد الكرة، أنه سيتم نظر شكوى غزل المحلة، وقالوا أن الشكوى ستأخذ رقم مثل باقى الشكوى وسيتم نظرها والتحقيق فيها عندما يأتى دورها، موضحين أنه من الوارد رفض نظر الشكوى شكلا بسبب مرور 18 عاما على الواقعة، خاصة وأن لوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، تنص على تقديم هذا النوع من الشكاوى خلال عامين من الواقعة، لكن فى نفس الوقت يمكن قبول الشكوى موضوعا فى حالة وجود أدلة قاطعة على صحة الشكوى، لاسيما وأنها اعتراف صريح من لاعب الزمالك وغزل المحلة السابق، وهو ما سيظهر من التحقيق فى الشكوى.

وسبق أن أصدر مسئولو نادى غزل المحلة بياناً رسمياً أعلنوا خلاله تقدمهم بشكوى ضد أسامة نبيه، وقالوا أنه "نظراً لما بدر من المدعو/أسامة نبية من تصريحات تليفزيونية على قناة أون تايم سبورت مع الإعلامي/سيف زاهر تحدث خلالة عن تعمدة إضاعة الفرص وعدم إحراز أهداف خلال مباراة الدور قبل النهائى لمسابقة كأس مصر بين فريقى نادى غزل المحلة ونادى الزمالك وذلك خلال فترة تواجدة بالنادى طرفنا، وقررت إدارة نادى غزل المحلة تقديم شكوى بالاتحاد المصرى لكرة القدم بشأن هذه التصريحات غير المسئولة، حيث إن هذا الشخص يعد أحد العناصر الموجودة داخل منظومة لعبة كرة القدم فى مصر، والتى يديرها الاتحاد المصرى، مع الاحتفاظ الكامل بحق النادى فى التصعيد اللازم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية التى من كونها ومن شأنها الحفاظ على اسم وكيان وعراقة نادى غزل المحلة احد أكبر الأندية الشعبيةو الجماهيرية فى مصر والدول العربية والافريقية وأحد الأندية الكبار الحاصلة على بطولة الدورى الممتاز، حيث بدأ السير فى الإجراءات اللازمة للحفاظ على حقوق النادى المادية والأدبية المترتبة على ذلك، وسوف نوالى السادة مشجعى النادى و المتابعين بكافة الإجراءات المتخذة حيال ذلك خلال الفترة القادمة".

بينما أصدر نادى الزمالك، بيانا رسميا، عبر موقعه الرسمي، قال فيه: " يؤكد مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة المستشار مرتضي منصور أن ما ذكره أسامة نبيه لاعب فريق الكرة السابق بالنادي محض خرافات وأكاذيب ولا أساس له من الصحة، بعد ما ردده بخصوص مباراة الزمالك وغزل المحلة بكأس مصر في أحد البرامج ، مشددا على أن اللاعب أساء لنفسه و لكي يكسب شعبية مزيفه وسط جماهير الزمالك أطلق هذه التصريحات التي تسيء لنادى الزمالك العريق ،ويشدد مجلس إدارة الزمالك على أن  فريق الكرة بالنادي حصل على بطولاته وانتصاراته سواء المحلية أو الإفريقية بمجهود لاعبيه و ليس بتفويت المباريات أو التربيطات والمؤامرات مثل غيره ويحذر الزمالك، أسامة نبيه الزج باسم النادي في أي جملة مفيدة".

وبعيداً عن غضب المحلاوية والزملكاوية معاً، ومحاولات اسامه نبيه، لملمة ما بعثره، فإن ما قاله فتح ملفات كانت قد أغلقت عن التفويت في الكرة المصرية، ويعد أقربها إلى الذاكرة ما قاله الراحل عادل هيكل، حارس مرمى الأهلى الأسبق، حول دفع فريقه رشوة لنادى الترسانة للحصول على بطولة كأس مصر عام 1966، بقوله إن المارد الأحمر حصل على بطولة كأس مصر عام 1966، بعد الفوز على الترسانة بنتيجة 1/0، بـ"الرشوة"، مؤكداً أن بعض لاعبى الترسانة "باعوا الماتش" بعد أن حصلوا على رشوة من اللاعب الراحل "عبده البقال".

التفويت في الملاعب المصرية، طول الوقت يتجسد في اتهامات متبادلة بين مشجعي القطبين، فكان محمد عبد المنصف حارس مرمى وادي دجلة الحالي والزمالك السابق، أكثر ممن تم اتهامهم بالتفويت لفريقه السابق الزمالك، حتى يساعد الفريق الأبيض بالحصول على 6 نقاط غالية في مشوار المنافسة على لقب الدوري الموسم الماضي.  خاصة أن كل مباراة بين الزمالك ودجلة خلال الفترة الماضية، كانت تشهد خطا لعبد المنصف يمنح الأبيض الثلاث نقط.

عبد المنصف في كل مرة كان يرفض تلك الاتهامات،  مؤكداً أن تاريخه أكبر رد على مثل هذه الأمور، وعلى نفس النهج سارت الأمور مع أحمد عادل عبد المنعم، حارس مرمى مصر المقاصة الحالي والأهلي السابق، والذي طالته اتهامات من جماهير الزمالك بعدما شارك في هزيمة فريقه أمام الأحمر بنتيجة 2 / 1 في النسخة الماضية من الدوري الممتاز.

وعلى مستوى المدربين يبقى الكابتن طارق يحي والكابتن مختار مختار، أكثر من تطولهم اتهامات بالتفويت للنادي الأحمر والنادي الأبيض، كل حسب انتماءه، إلا أنها تبقى كلها مجرد اتهامات لا دليل على إثباتها.

أما عفت نصار نجم الزمالك السابق، فقد أكد سابقا اتفاق إدارتي الزمالك والمصري البورسعيدي، على خوض مباراة الفريقين بالدوري موسم 1990 - 1991 دون حماس أو عنف زائد وانهاء اللقاء بالتعادل خاصة وأن الأبيض كان اقترب من حسم بطولة الدوري، ولكن فوجئ لاعبي الفريق الزملكاوي بإحراز الفريق البورسعيدي هدفين والفوز باللقاء مما ساهم في خسارة الفريق لقب الدوري هذا الموسم لصالح الإسماعيلي.

كما أكد نصار تفويت مباراة الفريق الأبيض ضد كوتوكو الغاني،التي أقيمت في 20 سبتمبر 1987 في كوماسي، في إياب ربع نهائي دورى أبطال أفريقيا، وخسرها الزمالك 5 1، موضحًا أن الخسارة جاءت متعمدة بعد تهاون مجموعة من لاعبي الفريق في المباراة بعد إبلاغهم من الإدارة بعدم تجديد عقودهم مع القلعة البيضاء.

أحمد شوبير حارس الأهلي السابق ومنتخب مصر، اعترف أن لاعبي الأهلي قاموا بتفويت مباراة الاتحاد في أحد المواسم قبل النهاية الدوري، من أجل تفادي زعيم الثغر الهبوط للدرجة الثانية، وهو ما تحقق بتعادل بين الفريقين ساهم في الابقاء على الفريق السكندري في جدول الترتيب.

سيد عبد الرازق الشهير ب"بازوكا" نجم الإسماعيلي السابق أكد أيضاً أن الإسماعيلي قام بتفويت مباراة للزمالك خلال لقاء الفريقين عام 1979، مشيراً إلى أن الزمالك جامل الإسماعيلي قبل تلك المباراة بعام وخاض وديتين في اعتزاله وهو ما جعل الإسماعيلي يرد له الجميل في لقاء الموسم التالي بين الفريقين ويقوم بتفويت المباراة لصالح القلعة البيضاء كنوع من أنواع رد الجميل لهم، مشيراً إلى أن جماهير الإسماعيلي كانت تحمل أعلام الزمالك في تلك المباراة وكانت العلاقة قوية بين جماهير الناديين بشكل كبير للغاية، ومشهد حمل جماهير الإسماعيلي لأعلام الزمالك أثار دهشة رجال الأمن الذين حضروا اللقاء وقتها".

وقال محمد اليماني في تصريحات تليفزيونية إنه في موسم من المواسم، بعد أن ضمن الاتحاد السكندري التواجد في مسابقة الدوري، وكان هناك مباراتين أمام المقاولون العرب والمصري البورسعيدي، وفي هاتين المباراتين، تساهل بعض اللاعبين بالاتفاق بينهم من أجل بقاء الفريقين في مسابقة الدوري.

أشهر وقائع التفويت في مباريات الفريقين كانت في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري الممتاز موسم 2002-2003 عندما فاز الزمالك على الإسماعيلي بهدف نظيف في الوقت الذي خسر فيه الأهلي أمام إنبي بهدف دون رد.

ولعل السبب الرئيسي وراء تفويت الدراويش المباراة للزمالك، هو تسجيل الفريق الأبيض هدف الفوز في مرمى الإسماعيلي فور علمه بتقدم إنبي على الأهلي في المباراة التي أقيمت في نفس التوقيت على ملعب "عثمان أحمد عثمان".

وفي دوري 2008-2009 تساهل لاعبو الزمالك مع لاعبي الاسماعيلي الذي كان ينافس على الدوري هذا الموسم، وانتصر الدراويش في هذه المباراة من أجل منح وجعله هذا الانتصار ينافس الأهلي بقوة على اللقب حتى نهاية الموسم، وتساوى الفريقان بالفعل برصيد 63 نقطة قبل أن يخوضا مباراة فاصلة بينما أنهى الزمالك الموسم في المركز السادس برصيد 42 نقطة .

آخر موسم حقق فيه الزمالك لقب الدوري، شهد آخر انتصار للفارس الأبيض على الإسماعيلي في بطولة، وتم اتهام طارق يحيى نجم الزمالك السابق ومدرب الإسماعيلي في ذلك الوقت بالتفويت لصالح ناديه السابق، خاصةً أنه شارك في تصوير أحد الأغاني الخاصة بالنادي الأبيض وهي أغنية " في التالتة يمين" قبل المباراة بأسابيع.