يوسف أيوب يكتب: عن أسبوع الاختبار.. هل تعود الحياة إلى طبيعتها أم يستمر الإغلاق؟
السبت، 23 مايو 2020 09:00 م
تزايد أعداد المصابين ووصولنا إلى عتبة الـ700 مصاب يومياً جرس انذار.. والسيطرة على أنفسنا وعدم الاستهتار بكورونا أول الطريق للنجاة
لماذا نصفه بأسبوع الاختبار؟.. لأنه الأسبوع الأصعب بل يمكن وصفه بالأخطر، في علاقة مصر بفيروس كورونا..
نعم، فوفقاً للأرقام المعلنة تباعاً على مدار الأيام الماضية، نشهد تزايداً مستمراً في أرقام المصابين، التي تخطت في اليوم الواحد حاجز الـ700 مصاب، وهو الرقم الذى كنا نخشى جميعاً من مجرد الاقتراب من نصفه، لكننا اليوم وصلنا إليه، وكلنا أمل الا نتجاوزه، شريطة أن نسيطر على حركتنا والا نستهتر بالفيروس، والسبب في ذلك معروف وواضح، وهو كما أكده المتحدث باسم مجلس الوزراء المستشار نادر سعد، بأن مدى الالتزام للمواطن المصرى بدء ينخفض تدريجيا، خاصة قبل المواسم مثلما وجدنا قبيل شهر رمضان والان نراه قبيل ايام عيد الفطر المبارك.
هو الأسبوع الأصعب، لأنه يشهد أكبر عدد من أيام الأجازة، منذ أن ظهر الفيروس في مصر، فوفقاً للقرارات الحكومية، تقرر منح العاملين في الجهاز الحكومى والقطاع الخاص خمسة أيام أجازة عيد الفطر، ستصل إذا ما أضفنا إليها الاجازات الأسبوعية إلى 10 أيام، وهى مدة طويلة قد تدفع البعض إلى التفكير في الاستمتاع بها دون التفكير في مخاطر ذلك عليه وعلى أسرته وكل المحيطين به.
هو الأصعب أيضاً لأن اجازة عيد الفطر ارتبطت في ثقافة المصريين إما بالخروج للمتنزهات إو الذهاب إلى المدن الساحلية أو زيارة الأقارب والأهل، وهنا مكمن الخطورة، فهذه الزيارات ستزيد من نسب الاختلاط، وهو ما قد يؤدى إلى تفاقم في أعداد الإصابات.
لماذا نقول أنه أسبوع الاختبار؟.. لأننا خلال الفترة الماضية شهدنا بعض الأصوات التي تطالب بالعودة التدريجية للعمل، خاصة في ظل أوضاع اقتصادية عالمية صعبة، وهو ما يتطلب تفكيراً يوازى بين مقومات استقرار الدولة، والحفاظ على صحة وسلامة المواطنيين.. ومن هنا يعتبر الكثيرون أن هذا الأسبوع يمكن وضعه في خانة "الاختبار" او المعيار الذى يمكن من خلاله البناء على اية قرارات مستقبلية مرتبطة بالعودة التدريجية، أو حتى فتح بعض المنشأت المغلقة، لذلك فإن سلوكنا في هذا الأسبوع سيحدد لنا إلى أين نسير، هل وصل وعينا إلى درجة عالية، تمنح الدولة الثقة في أن تراهن فعلياً على وعى الشعب، أم أن للأمر نظرة أخرى.
أسبوع الاختبار لأن هناك اتجاه بعدم السماح لكورونا أن يعطل حياتنا بل سنتعايش فى ظله مع اتباع كافة الإجراءات الطبية، ووفقاً للمتحدث باسم مجلس الوزراء ففي 15 يوليو المقبل ستعلن الدولة المصرية شروط العودة إلى الحياة تدريجياً ومنها الأندية الرياضية، وبالفعل وضعت الحكومة خطة للوضع ما بعد أجازة العيد، وتحديداً من 30 مايو ولمدة خمسة عشر يومًا، منها العودة مرة أخرى إلى مواعيد الحظر السابقة، بحيث يبدأ من الثامنة مساء حتى السادسة صباحاً، مع ألزم العاملين والمترددين على جميع الأسواق، أو المحلات، أو المنشآت الحكومية، أو المنشآت الخاصة، أو البنوك، أو أثناء التواجد بجميع وسائل النقل الجماعية؛ سواء العامة أو الخاصة، بارتداء الكمامات الواقية، لحين صدور إشعار آخر.
لكن كل هذه الإجراءات يمكن أن تتوقف فجأة، ونعود إلى المربع صفر مرة أخرى، إذا فشلنا في السيطرة على أنفسنا خلال هذا الأسبوع.
الحكومة من جانبها اتخذت مجموعة من الإجراءات والقرارات القوية، التي تحاول من خلالها إحكام السيطرة على حركة المواطنينة خلال فترة العيد، منعاً لأية زيادة في أرقام المصابين، منها زيادة أوقات حظر الحركة لتصبح من الخامسة مساء حتى السادسة صباح اليوم التالى طوال أيام إجازة عيد الفطر، مع استمرار إغلاق المقاهى والكافيتريات والكافيهات والكازينوهات والملاهى والنوادى الليلية والحانات، وما يُماثلها من المحال والمنشآت، والمحال التى تُقدم التسلية أو الترفيه، وغلق جميع المحال التجارية والحرفية، بما فيها محال بيع السلع وتقديم الخدمات، والمراكز التجارية " المولات التجارية " أمام الجمهور على مدار اليوم، والتوقف الكامل لجميع وسائل النقل الجماعى العامة على مدار اليوم، وحظر تحرك جميع حافلات الرحلات العامة أو الخاصة بين المحافظات، وحظر تحرك المراكب النيلية أو تواجد أى تجمعات أو تحركات جماعية للمواطنين، واستمرا إغلاق جميع الأندية الرياضية والشعبية ومراكز الشباب وصالات الألعاب الرياضية والحدائق العامة والمتنزهات والشواطئ وتعليق العروض التى تُقام فى دور السينما والمسارح والفاعليات التى تتطلب تواجد أية تجمعات كبيرة للمواطنين بكافة أنحاء الجمهورية.
بالتأكيد فإن قرارات الحكومة قوية، وسنشهد خلال هذا الأسبوع تشديد على تنفيذها بالكامل، خاصة مع إدراك كل المسئولين لخطورة الوضع اذا استمر الحال على ما هو عليه، لكن في النهاية سيكون المعيار الوحيد من وجهة نظرى هو قدرة المواطن نفسه على السيطرة والتعامل بوعى كامل مع الفيروس، فإما أن يزداد الوعى أو لتكن الكارثة التي ندعو الله ليل نهار الا نصل إليها.