في ذكرى رحيله الـ37.. " لا تصالح" أيقونة أمل دنقل الأبدية
الخميس، 21 مايو 2020 05:00 مايمان محجوب
- لا تصالحْ! ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟ هي أشياء لا تشترى لا تصالح على الدم حتى بدم! لا تصالح ولو قيل رأس برأسٍ أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟!
تمر اليوم الذكري 37 علي رحيل الشاعر أمل دنقل الذي بكي بين يدي زرقاء اليمامة علي نكسة عام 1967 والذي عارض معاهدة السلام في قصيدة "لا تصالح ".
انه الشاعر الصعيدي الثائر الذي عشق الشعر وصارع به الموت أربع سنوات في معهد الأورام في الغرفة "8" والتي أصبحت عنوان ديوانه الأخير.
ولد أمل دنقل عام 1940م في أسرة صعيدية بقرية القلعة ،مركز قفط على مسافة قريبة من مدينة قنا في صعيد مصر، وقد كان والده عالماً من علماء الأزهر الشريف مما أثر في شخصية أمل دنقل وقصائده بشكل واضح.
وفي سن العاشرة فقد أمل دنقل والده مما أثر عليه كثيراً واكسبه مسحة من الحزن تجدها في كل أشعاره.
انتقل أمل دنقل إلى القاهرة بعد أن أنهى دراسته الثانوية في قنا والتحق بكلية الآداب ولكنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل.
وعمل أمل دنقل موظفاً بمحكمة قنا وجمارك السويس والإسكندرية ، ولكنه كان دائماً صاحب يترك العمل وينصرف إلى كتابة الشعر.
كان متفردا بشعره فخالف لمعظم المدارس الشعرية لعصره واستوحى قصائده من رموز التراث العربي
وقد عاصر أمل دنقل أحلام العروبة والثورة المصرية مما ساهم في تشكيل وجدانه وصدم ككل المصريين بانكسار مصر في عام 1967 وعبر عن صدمته في رائعته "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" ومجموعته "تعليق على ما حدث "ز
وبعد انتصار أكتوبر كان لأمل دنقل موقف ضد معاهدة السلام، ووقتها أطلق رائعته "لا تصالح" والتي عبر فيها عن كل ما جال بخاطر كل المصريين، ونجد أيضاً تأثير تلك المعاهدة وأحداث شهر يناير عام 1977م واضحاً في مجموعته "العهد الآتي".
كما عبر أمل دنقل عن مصر وصعيدها وناسها، ونجد هذا واضحاً في قصيدته "الجنوبي" في آخر مجموعة شعرية له "أوراق الغرفة 8.
أصيب امل دنقل بالسرطان وعانى منه لمدة تقرب من ثلاث سنوات وتتضح معاناته مع المرض في مجموعته "أوراق الغرفة 8" وهو رقم غرفته في المعهد القومي للأورام والذي قضى فيه ما يقارب الأربع سنوات، وقد عبرت قصيدته السرير عن آخر لحظاته ومعاناته، وهناك أيضاً قصيدته "ضد من" التي تتناول هذا الجانب.
لم يستطع المرض أن يوقف أمل دنقل عن الشعر حتى انه كتب ديوانين من الشعر وهو مريض يصارع السرطان .
رحل أمل دنقل عن دنيانا في يوم السبت الموافق 21 مايو عام 1983م لتنتهي معاناته مع المرض ومع أحلام العروبة والانتصارات المبتورة.