أين تذهب مخلفات كورونا الطبية.. وماذا نفعل مع القمامة؟

الثلاثاء، 19 مايو 2020 09:00 ص
أين تذهب مخلفات كورونا الطبية.. وماذا نفعل مع القمامة؟
إعادة تدوير القمامة

بأكثر من 2 مليار طن من النفايات الصلبة كل عام، قبل تفشي وباء فيروس كورونا «كوفيد-19»، مثلت النفايات الطبية إشكالية كبيرة لعدد من دول العالم، خاصة البلدان الغنية، حيث يعيش 16% من سكان العالم فقط، التي تنتج وحدها أكثر من ثلث النفايات العالمية.
 
وبحسب تقديرات، إذا استهلك الجميع قدر ما تستهلكه تلك الدول الغنية، فإننا بحاجة إلى 5 كواكب لامتصاص كل النفايات، التي لا يتم إعادة تدوير 13% فقط في العالم، بينما ويتراكم الباقي في مدافن النفايات والمحيطات أو يتم حرقها.
 
ورفع فيروس كوفيد-19، من الطلب على استخدام المستلزمات الطبية، بدء من الكمامات والقفازات، التي يرتديها الملايين، ما يعني تحول تلك المستلزمات بالأخير إلى مخالفات وقمامة، وهو ما دفع دول العالم إلى التفكير في آلية آمنة للتخلص من تلك النفايات، حتى لا تشكلا تهديدا صحيا أخر.
 
وتشير مجلة «اللاتينو»، الإسبانية إنه قبل انتشار فيروس كورونا كانت 15% من نفايات المستشفيات العالمية تعتبر خطيرة، حيث 10% من حمولتها معدية و5% ممكونات كيميائية، ولكن هذه النسبة زادت كثيرا بعد انتشار الوباء، فعلى سبيل المثال فى إسبانيا زادت النفايات بنسبة 300%، والمثير للقلق إنها تتجه دائما إلى المحارق.
 
المدير التنفيذى للجنة الوطنية للطاقة فى إسبانيا CNE، أنخيل كانو، يرى أن «الحل الأمثل للنفايات فى زمن الكورونا هى تحويلها إلى طاقة واستخدامها لتوليد الكهرباء». يقول كانو لصحيفة «الديا» الإسبانية: إذا أصبحت القمامة مدخلا هاما لتوليد الكهرباء، فسوف نساهم فى أمن الطاقة فى الأعوام المقبلة.
 
ويحذر كانو من «حرق القمامة، التى تؤثر بشكل سلبى على البيئة مثل المياه والمحيطات وتلوث الانهار والتنوع البيولوجى بشكل عام، وكذلك الإنسان الذى أصبح يعانى من أمراض الجهاز التنفسى والحساسسية والتى أدت إلى سهولة إصابته بعدوى فيروس كورونا».
 
ويشير المدير التنفيذى للجنة الوطنية للطاقة فى إسبانيا، إلى أن الدول الأكثر فقرا هى التى تمثل مشكلة كبيرة في العالم، إذ تعمل على دفن النفايات حول المنازل وأماكن العمل، وبذلك فهم عرضة للإصابة بالأمراض.
 
وذكرت صحيفة «الموندو» الإسبانية، أن المشكلات البيئية لتراكم النفايات تتجاوز الروائح الكريهة والمناظر السيئة إلى تسرب السموم وتكون بيئات خصبة لانتشار عديد من الأمراض والأوبئة، بالإضافة إلى زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال حرق الوقود الأحفوري أثناء عمليات إتلاف النفايات، أو من خلال انبعاثات غاز الميثان والأمونيا وثاني أكسيد الكبريت من النفايات مباشـرة، مما يسهــم بتعمق ظاهرة الاحتباس الحراري.
 
ولهذا، كانت المبادرة لإيجاد حلول لإدارة هذه الكميات المتراكمة وغير المنقطعة من النفايات. من ذلك فرز ودراسة مكوناتها المختلفة، ومعرفة مدى إمكانية الاستفادة من بعض هذه المكونات إما عن طريق إعادة الاستخدام والتدوير، وإما من خلال معالجة بعض المكونات لإنتاج الطاقة.
 
وتطالب المنظمات البيئية الأوروبية، بتنفيذ مجموعة من السياسات فى مجال النفايات التى تنتج من الوباء وذلك لبناء مجتمع أكثر استدامه لديه اقتصاد حقيقى، خاصة وأنه يتم التخلص على ما يقرب من 90% من المواد المستخدمة فى الاتحاد الأوروبى بعد استخدامها لأول مرة.
 
في وقت سابق، أصدرت مجموعة واسعة من المجتمع المدني الأوروبي ، بقيادة مكتب البيئة الأوروبي (EEB) ، الذي يجمع أكثر من 160 كيانًا بيئيًا من القارة، و Zero Waste Europe (ZWE) ، وثيقة مع الأولويات العشر أن يؤخذ في الاعتبار عند نقل توجيهات النفايات من أجل «تحقيق تحول إيكولوجي حقيقي وفعال في أقصر وقت ممكن».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق