100 يوم كورونا في مصر.. إجراءات حكومية مشددة ووعي شعبي غائب (صور)
الجمعة، 15 مايو 2020 12:59 م
قبل 100 يوم من الآن، استطاعت وزارة الصحة المصرية، اكتشاف أول حالة مصابة بفيروس كورونا في مصر، وكانت لشخص صيني، تم عزله بمدينة مرسى مطروح، بعدما نسقت وزارة الصحة المصرية، مع منظمة الصحة العالمية، بشأن الخطة الاحترازية الواجب اتباعها للحد من انتشار فيروس كورونا على أرض المحروسة.
وقتها اتخذت الوزارة اجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة والتي ثبت سلبيتها كلها، بعد أن تم عزلهم ذاتياً في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يوماً، كما تم تعقيم المبنى الذي كانت تقيم به الحالة والمخالطون لها.
الدكتور جون جابور، ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر، أشاد بالاجراءات التي اتخذتها مصر حيال الحالة المصابة، وسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف.
كانت هذه الحالة هي الأولى على مستوى قارة أفريقيا، وكشفت منظمة الصحة العالمية وقتها أن مصر من أوائل الدول بإقليم شرق المتوسط التي أمدتها المنظمة بكواشف دقيقة للكشف عن المصابين بفيروس كورونا المستجد.
كورونا.. ستاند اب كوميدي
كعادتهم قابل المصريون أنباء انتشار كورونا في مصر بمزيد من السخرية، التي سبقت حتى إعلان وزارة الصحة عن أول إصابة بالفيروس المستجد، وبعد إعلان وزارة الصحة والسكان المصرية عن ظهور أول إصابة بفيروس كورونا في مصر، لم يتغير الأمر كثيراً، بل رحب المصريون بشكل عام بالخبر، وبشكل خاص كان الخبر سار جداً على قلوب الأمهات في البداية اللاتي كن يمنين النفس بأن يتسبب انتشار الفيروس في غلق المدارس والحضانات، ومن هنا بدأت حرب من نوع خاص بين «الماميز» من طرف والحكومة من الطرف الآخر.
قطعاً لم تسلم زيارة وزيرة الصحة والسكان هالة زايد للصين من سخرية المصريين، على الرغم أن هذه الزيارة كانت نقطة تحول محورية في تعامل مصر مع انتشار الفيروس، لما أعلنته الحكومة عن تسلم الوثائق الفنية المشتركة لكل من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الصينية عن سياسات مكافحة الكورونا.
اجراءات حكومية مشددة
الاختبار الذي تعرضت له الحكومة المصرية بكافة غرفها، أثبت أن لمصر كوادر إدارية قادرة على قراءة المستقبل والتخطيط له بشكل جيد، فمجرد أن بدأت الأعداد تتزايد قررت الحكومة اتخاذ حزمة من الاجراءات الاحترازية لمجابهة الفيروس المستجد، كإغلاق المدارس والجامعات والأندية وتعليق كافة الأنشطة الرياضية وإغلاق المتاحف والمواقع الأثرية في مصر أمام وغلق كافة المطاعم و النوادي الليلية والصحية وحمامات السباحة الموجودة بجميع الفنادق، وتعليق جميع الفاعليات والحفلات والمناسبات الاجتماعية داخل عموم فنادق البلاد، بالإضافة إلى المساجد والكنائس، وأي مكان من الممكن أن يحدث داخله تجمعات بشرية تعرض المواطنين لخطر الإصابة بالفيروس، قبل أن يتم تطبيق حظر حركة المواطنين على مراحل مختلفة، انتهت في شهر رمضان بالحظر من الساعة التاسعة ليلاً حتى السادسة صباحاً.
وفي مقابل ذلك حاولت الحكومة اتخاذ عدد من الاجراءات التعويضية للقطاعات التي تعطلت بسبب الاجراءات الاحترازية، وكان أهمها وأبرزها تدبير 100 مليار جنيه لمواجهة الأزمة، و50 مليار جنيه لدعم قطاع السياحة، و20 مليار من البنك المركزي لإنعاش البورصة.
وفي سياق متصل، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى حزمة قرارات تستهدف التخفيف من أثار كورونا على الاقتصاد، والعمالة غير المنتظمة، وكان على رأسها صرف منحة للعمالة غير المنتظمة 500 جنيه لمدة 3 أشهر، كما قرر إسقاط الضريبة العقارية على المنشآن الفندقية والسياحية لمدة 6 اشهر، وإرجاء سداد كافة المستحقات على المنشآت السياحية والفندقية لمدة 4 اشهر دون غرامات أو فوائد تأخير، وتوجيه البنك المركزى بدراسة تقديم تمويل من البنوك للمنشآت السياحية والفندقية بفائدة مخفضة.
كما وجه السيد الرئيس بدراسة قيام وزارة المالية بتحمل بعض الأعباء المالية على قطاع الطيران المدنى،، وسداد 30% من مستحقات المصدرين لدى صندوق دعم الصادرات بما لا يقل عن 5 مليون جنيه لكل مصدر قبل نهاية العام المالى الجارى
كما تقرر تقسيط ضريبة الإقرار الضريبية على 3 أقساط تنتهى في 30 يونيو من العام الجارى، تأجيل سداد وتقسيط الضريبة العقارية لمدة 3 أشهر بدون غرامات أو فوائد، وتأخير تقسيط الرسوم المستحقة عن الخدمات الإدارية للشركات والمنشآت بالقطاعات المتضررة لمدة 3 اشهر بدون فوائد.
شفافية رسمية
في حقية الأمر أن الحكومة لم تكتف باتخاذ هذه الاجراءات ورجعت لغرفها المغلقة وانعزلت عن الشارع، بل حرص الدكتور مصطفى مدبولي على أن يطلع الشعب على كافة المستجدات بشكل مستمر، عبر ظهور تليفزيوني عقب اجتماعاته مع أعضاء حكومته.
وكانت تتسم تلك اللقاءات بالخلط بين الصيغة الرسمية، والخطاب الشعبوي، الذي كان الغرض منه توصيل المعلومة لكافة المواطنين بأسهل طريقة، ومطالبتهم بتحمل المسئولية مع الحكومة، في الحفاظ على أنفسهم وذويهم، بتطبيق الاجراءات الاحترازية.
وعي شعبي غائب
راهنت الحكومة على وعي المصريين، في معركتها لمجابهة الفيروس المستجد، إلا أن الحقيقة التي لا خلاف عليها، أن الشعب لم يكن عند حسن الظن، وراحت جماهير عريضة بمختلف الفئات والطبقات والخلفيات التعليمية تكسر القواعد والتعليمات التي نصت عليها الحكومة.
أفراح في الفور سيزون، مظاهرات بشوارع الإسكندرية، تجمعات لباعة جائلين بمنطقة العتبة، حفلات ليلية لجماعة من علية القوم بالتجماع الخامس، كل هذه المشاهد كشفت وأكدت أن الحكومة تخسر كل يوم رهانها على وعي الشعب في مجابهة الفيروس المستجد.
مسيرات
التنمر ضد مصابي كورونا
مظهر من مظاهر انعدام الوعي لدى البعض ما واجهه مصابو كورونا بشكل عام والأطباء بشكل خاص من حملات تنمر من جيرانهم، والتي انتهت برفض سكان قرية شبرا البهو بمحافظة الدقهلية دفن جثمان طبيبة توفت بسبب كورونا.