صحابيات الهدى.. الرميصاء بنت ملحان ضحت بخير متاع الدنيا لرفعة دينها

الخميس، 07 مايو 2020 07:00 م
صحابيات الهدى.. الرميصاء بنت ملحان ضحت بخير متاع الدنيا لرفعة دينها
ولاء عكاشة

كانت الرميصاء من أعجب نساء المسلمين، واعظمهن شأن عند الله ورسوله، فما فعلته أم سليم، لم يكن بالهين، على مثيلاتها في يثرب، فالأم التي ضحت بكل متاع الدنيا من مال وبنون، لرفع شأن الأسلام، ونشره بالطريقة الصحيحة، تستحق أن تكن مثلا يحتذى به لكل أمهات المسلمين.
 
أم سليم وهي والدة الصحابي أنس بن مالك، كانت من أوائل المسلمات في يثرب، قبل هجرة النبي، وكان إسلامها سببا في غضب زوجها مالك بن النضر، الذي طالبت منه مرارا وتكرارا الدخول في الإسلام، ولكنه رفض وتعنت، وعندما  جاءت الهجرة الشريفة، كانت أم سليم، من أوائل النساء اللائي بايعن رسول الله، في الوقت ذاته الذى قرر زوجها مغادرة المدينة والذهاب إلى الشام، فرفضت الزوجة، الذهاب معه متمسكة بدينها ونبيها، ويقال أن زوجها قتل هناك.
 
جاءت الهجرة، وابنها أنس صاحب العشر سنوات، متفوقا في القراءة والكتابة، الأمر الذي كان يتميز به الأقلية من أهل المدينة وقتها، فقررت الأم أن تقدم ابنها، فلذة كبدها، كهدية لرسول الله، فلم تكن تملك ما يملكه الأنصار، الذين استقبلوا النبي بالغالي والنفيس.
 
عاش أنس بن مالك، خادما لرسول الله، فكان سبب في نشأته دينيا، وتميزه في تعاليم الإسلام ورواية الأحاديث، فما أعظم أن ينشأ أحدهم في كنف النبي، فيكن له الأب والمعلم.
 
عندما تقدم أبو طلحة لخطبة أم سليم، لم توافق الأم التي لم تملك قوت يومها، على الزواج من رجل يعولها، إلا بشرط هام، وهو دخول أبو طلحة الإسلام، حين طلبت منه أن يكون مهرها منه إيمانه برسول الله، ووافق أبو طلحة وتزوجا وانجبا صبي. 
 
ذاقت الرميصاء مرارة الفراق، عند فقد صغيرها، ولقوة إيمانها، صبرت ورضت بقضاء ربها، حتى أنها طلبت في هذا اليوم، أن تكن أول من يخبر والده، وعندما جاء أبو طلحة، أستقبلته الأم الملكومة، بقوة وثبات، واخبرته رويدا رويدا، بالحادث الأليم، وحاولت أن تهدأ من روعة. وتزيد من صبره.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق