مسلسل الاختيار.. الحلقة 11.. الملازم أول أحمد حسنين عاد لبلده شهيدا قبل خطبته بـ 4 أيام

ستظل أرض سيناء تروي قصص أبطال ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الأرض، بصدق فنالوا الشهادة التي لا يحظى بها إلا الصادقون الذين لا يهابون الموت، وكان الاختيار هو ملاقاة رب العزة رجالا أوفوا بعهدهم أمام الله بحماية أرض الوطن وشعب مصر، ولم يموتوا جبناء أو مذلولين، خلدت أسمائهم في كل شبر من أرض الوطن، فلا تخلوا مدينة أو قرية، من جثمان شهيد شيع بها، من أجل أن نحيا آمنين سالمين.

الاختيار.. أسطورة شهداء كمين البرث

"قالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه.. منسي بقى اسمه الأسطورة.. من أسوان للمعمورة.. وقالوا ايه.. شيراوي وحسنين عرفان.. قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان.. وقالوا ايه.. خالد مغربي دبابة.. بطل وجنبه احنا غلابة.. وقالوا ايه.. العسكري علي من الشجعان.. مات رجال ومن الفرسان.. وقالوا ايه.. أبطالنا في سينا.. قالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه.. طيرنا فوقينا.. وقالوا ايه.. ابطالنا في سينا.. قالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه.. حاميين أراضينا.. قالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه.. قاهريم أعادينا.. وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه.. والدور جه علينا.. وقالوا ايه علينا دولا وقالوا ايه"، جملا بسيطة خلدت ذكرى أسماء أبطال معركة كمين الرث التي دارت في شمال سيناء بين إرهابيي داعش ومجموعة أبطال الكتيبة 103، على مشارف الارتكاز الأمني بقرية البرث في جنوب رفح، فجر يوم 7 يوليو 2017، وأسفرت عن استشهاد وإصابة 26 بطلا مقاتلا من رجال الصاعقة في الكتيبة الأقوى داخل الجيش المصري، بالإضافة إلى مقتل العشرات من صعاليك تنظيم داعش الإرهابي.

الاختيار.. قصص أبطال كمين البرث

تداول المصريون كلمات الأغنية ولم يعرفوا قصة أسماء الشهداء الذين خُلدت أسماؤهم فيها، (العسكري علي، وعمر الشبراوي، خالد المغربي دبابة، وأحمد محمد حسانين)، ولم يدركوا أن كلمات الأغنية كٌتبت لتمجيد بطولة شهداء الكتيبة 103 في معركة البرث، التي كانت الأشرس بين المعارك التي خاضها أبطال القوات المسلحة المصرية في سيناء ضد تنظيم داعش الإرهابي.

الاختيار.. ملازم أول أحمد حسنين الذي استشهد قبل 4 أيام من حفل خطوبته

تخرج الملازم أول أحمد محمد محمود حسنين، من الكلية الحربية في عام 2016، وكان يبلغ من العمر 23 عامًا، بعدها التحق مباشرة بالخدمة العسكرية بشمال سيناء، في أغسطس من نفس العام، كواحد من أفراد الصاعقة، وكان الأبن الأكبر لوالده، الذي لم ينجب غيره وشقيقه الأصغر محمود.

يروي زملاء الشهيد البطل أحمد محمد حسنين، أنه أثناء الهجوم على الكمين 103، بلحظات كان يجهز عدته ويتخذ مكانه في النباطشية مع زميلة الشهيد البطل سباعي، ويمرون على العساكر، ثم استعدوا للعودة إلى البيت، وفي هذا التوقيت بدأ العساكر يصيحون (حرس سلاح)، إلا أن كميات كبيرة من الرصاص بدأت تأتي من خارج المنزل، كان يصوبها التكفيريين من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، فسارع الملازم البطل أحمد حسنين وزميلة البطل سباعي، في التعامل مع وابل النيران، من البلكونة ومعهم الشهيد البطل العقيد أحمد منسي.

أخذ العقيد أحمد منسي، قائد الكتيبة، سلاحة من حجرته وصعد إلى سطح المنزل، بحسب الخطة المتفق عليها أثناء أي هجوم مفاجئ، إلا أن الإرهابيين اخترقوا حواجز الكمين بسيارتين مفخختين، وأمطرتهم قوات الكمين بوابل من الرصاص وقزائف الأر بي جي، غير أن سيارات التكفيريين كانت مصفحة ومتدرعة بحديد خارجي ولم تتأثر بأي من الطلقات، إلى أن وصلت إلى المنزل واصتدمت به وانفجرت واحدثت موجة انفجارية لا توصف إلا بأنها بركان أطاح بالبيت وهدمته ودفنت تحت انقاده الأسلحة والزخائر وانقطعت الكهرباء، وساد المكان ظلام دامس، إلا أن أبطال الجيش المصري لم يستسلموا لما حدث وأكملوا دفاعهم بكل بسالة وشجاعة، وتصدوا للهجوم بالاسلحة الالي التي كانت معهم، أمام عد الأسلحة الضخم الذي كان بحوذة التكفيريين.

وجه التكفيريين، صاروخا إلى إحدى غرف المنزل، كان بها جهاز الإشارة المسؤل عن إرسال الإحداثيات إلى قوات المدفعية، وفي هذه الأثناء، أصيب الملازم أول أحمد حسنين، واستشهد وهو يحمل سلاحه في يده لأخر لحظة من عمره وأخر نفس في صدره، ولم يتخاذل عن حماية زملائه من اعتداء التكفيريين أعضاء تنظيم داعش الإرهابي.

الاختيار.. زفة شهيد في الباجور

قبل استشهاده بأيام، نشر الملازم أول أحمد حسنين، دعوة عامة على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لحفل خطبته في بلده الباجور بمحافظة المنوفية، والذي كان مقررًا له عقده يوم 11 يوليو 2017، غير أنه زُف إلى قريته شهيدًا قبل 4 أيام فقط من موعد حفل خطبته.

الاختيار.. أسماء الأبطال شهداء كمين البرث

شهداء الكتيبة 103 صاعقة هم: البطل عقيد أركان حرب «أحمد صابر محمد علي المنسي»- البطل نقيب «أحمد عمر الشبراوي»- البطل ملازم أول « أحمد محمد محمود حسنين» – البطل عريف «محمد السيد إسماعيل رمضان»- البطل جندي «محمود رجب السيد فتاح» – البطل جندي «محمد صلاح الدين جاد عرفات» – البطل جندي «علي علي علي السيد ابراهيم» – البطل جندي «محمد عزت إبراهيم إبراهيم» – البطل جندي «مؤمن رزق أبو اليزيد» – البطل جندي «فراج محمد محمود أحمد»- البطل سائق «عماد أمير رشدي يعقوب» – البطل جندي «محمد محمود محسن»- البطل جندي «أحمد محمد علي نجم» – البطل جندي «علي حسن محمد الطوخي» – البطل جندي «محمود صبري محمد»- ومن قوات المدفعية البطل النقيب «محمد صلاح محمد».

أسماء شهداء الكتيبة 83 صاعقة وهم: البطل ملازم أول «خالد محمد كمال المغربي» – البطل جندي «محمد محمود فرج» – البطل جندي «أحمد العربي مصطفى» – البطل مندوب مدني «صبري».