عيوب "العداد بكارت".. لماذا لجأت "الكهرباء" لـ "العدادات الذكية"؟
الإثنين، 04 مايو 2020 12:08 صمحمد الزيني
لجأت وزارة الكهرباء في السنتين الماضيتين لنوع جديد من العدادات وهو العداد الذكي ، ويخلط بعض المستهلكين بين العداد الذكي ، والعداد مسبق الدفع " بكارت " لكن الفارق بينهما كبير جدا ، ويبدو أن وزارة الكهرباء لم تلجأ لهذا النوع من العدادات الا حينما اكتشفت عيوبا في العداد مسبق الدفع جعلتها تلجأ اليه ، صوت اأمة تستعرض في التقرير التالى ، الفرق بينهما ولماذا لجأت الوزارة للعداد الذكي مع أن تكلفته باهظة؟
المهندسة نهى عبد الوهاب رئيس قطاع العدادات بشركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء قالت فى تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة": إن الاحتياج الشديد لعدد كبير جدا من الكشافين ، والمحصلين لمتابعة اﻻعداد الهائلة من المشتركين والعدادات الخاصة بهم ،والذي وصل لـ 36 مليون عداد ، بالاضافة الى شكاوى المشتركين المتكررة من أخطاء القراءة ، وشكاوى المشتركين المتكررة من المحصلين ، كل هذا جعل وزارة الكهرباء تفكر في العداد مسبق الدفع "بكارت "
تابع المهندسة نهى عبد الوهاب :"من مميزات هذا العداد أنه يقوم بالقضاء على تلك المشاكل السابقة ، يضاف اليها إن العداد به إمكانية تسجيل الاستهلاك ، وهى إمكانيه لا توجد مثلا فى الميكانيكى ، كما أن العداد مسبق الدفع يفصل فى محاولات فتح غطاء العداد ، او روزيتة التوصيل ، ولا يمكن إعادة التيار إلا بمعرفة فنى الكهرباء ، كما أن من مميزاته أنه يفصل الكهربا عن المشترك فى حالة إرتفاع الاحمال عن حمل العداد المقنن له ، مما يحمي المشتركين من مخاطر زيادة الاحمال لا قدر الله .
وكشفت "عبد الوهاب" عن عيوب العداد مسبق الدفع وهي أنه بعد اكتشاف ازدياد حجم السرقات للعداد مسبق الدفع ، احتجنا لمتابعته من قبل لجان المرور الفنية المختلفة وهي : لجان تجارية و فنية ولجان من قطاع العدادات، وهذه اللجان تختص بمراجعة العداد من الحاله الفنية ومراجعة التوصيلات ، لاكتشاف حالات السرقه والتلاعبات .
وأكدت رئيس قطاع العدادات أن ما سبق لا يمكن متابعته من خلال البرنامج إلا مثلا فى حالات عدم الشحن لمدة معينة ، بالاضافة أن هناك اماكن حيوية مثل المستشفيات والمدارس ، وأجزاء من السكة الحديد وهو الجزء الخاص بتشغيل الإشارات ، والبنوك وهذه اﻻماكن لايمكن تركيب عداد مسبق الدفع لها ، لضرورة استمرارية التغذية دون انقطاع لاى سبب ، خاصة ان العداد مسبق الدفع يحتاج متابعة دائمة لمعرفة الرصيد وإعادة الشحن.
وأضافنت المهندسة نهى عبد الوهاب أما العداد الذكى فيعد احدث تكنولوجيا فى مجال العدادات فى العالم ، بل وأصبح العديد من المدن الاوروبية بأكملها عدادات ذكية ،ويتعامل المشترك مع العداد الذكى مثلما يتعامل تماما مع الموبايل ، من ناحية طرق الشحن والاطلاع على تفاصيل الاستهلاك ، وتجربة العداد الذكى فى مصر لازالت تحت الإنشاء والتقييم ، كما أنه عداد مراقب عن بعد يتم قراءته وحساب فاتورة الاستهلاك الخاصة به ، ومراقبة أداء العداد من حيث محاولات التلاعب والسرقة ، للحصول على حسابات جودة التغذية لكل من المشترك ومحول التغذية ، وبالتالى يقوم بحساب الفقد فى الشبكة من اول المشترك وحتى المحول ، كما يكشف العداد الذكي لوزارة الكهرباء حساب الفقد على الشبكه القومية ، ومن المنتظر أن يقلل هذا العداد من محاولات التلاعب فى العداد والسرقة
أما عن عيوبه ، فلايمكن تقييم عيوب أى منظومة الا بعد تشغيلها لفترة ، ويمكن القول بأن البنية التحتية لمشروع العدادات الذكية وادارتها مكلفة جدا ، ولكن لا مانع من ذلك مقابل الحصول على النتائج التى من أجلها تم التفكير فى منظومة العداد الذكى ، وخاصة ان شركات التوزيع تنفق سنويا مبالغ كبيرة فى تجديد البنيه التحتية ، من كابلات ومحولات وغيرها لضمان استمرارية التغذية الكهربية ، كما أن العدادات الذكية تحتاج إلى كوادر جديدة تتقن التعامل مع تكنولوجيا المعلومات واستخدامها ، حيث ان العداد منذ دخوله المخزن وحتى التركيب لا يتم الا باستخدام أجهزة الحاسب الالى ، وأجهزة إدخال بيانات يدوية ، كما تحتاج البرامج التى تدير المنظومة لمستخدم ذو خبرة فى مجال تحليل البيانات .
وتابعت :"هذا المشروع الزمنا جميعا بالعمل كفريق عمل ، وتعلمنا قيمة العمل الجماعى ، وكيفية تكوين مجموعات عمل فعالة ، وكيفية توزيع المهام ، ومشروع العدادات الذكيه يجري تنفيذه في ست شركات توزيع فقط من إجمالى التسع شركات".