"السلام لك يا مارجرجس".. الأقباط يحتفلون بعيد استشهاد "سريع الندهة"

الجمعة، 01 مايو 2020 08:00 م
"السلام لك يا مارجرجس".. الأقباط يحتفلون بعيد استشهاد "سريع الندهة"

تصلى الكنائس فى عيد استشهاد القديس مارجرجس الذى يحل فى الأول من مايو من كل عام، صلوات عشية خاصة تلك التى بنيت على اسم القديس وتطيب رفاته ليفوح عطره فى الأرجاء، وفى الصباح التالى يترأس الكهنة صلوات القداس التى تتزامن هذه الأيام مع احتفالات الكنيسة بأيام الخماسين المقدسة، وهى الخمسون يوما التى تتلو عيد القيامة المجيد، إلا أن كل هذه الطقوس اقتصرت على الكهنة فقط دون حضور شعبي بسبب إغلاق الكنائس جراء أزمة كورونا

"السلام لك يا مارجرجس ذو الاسم العجيب.. اختارك الرب القدوس ذاع ذكرك فى الأقاليم".. أمام إِيْقُونة القديس مارجرجس التى تتوسط الكنيسة بدير الملاك ميخائيل ببرية الأساس بقنا، توقفت إحدى المكرسات بصحبة اثنين من الكهنة، عقب صلوات عشية القديس مارجرجس فى عيده، وهى تنشد مديح القديس مارجرجس المعروف باسم سريع الندهة فى المخيلة الشعبية.

فى عظة القداس وبعد تطيب رفاته، قال الأنبا بيمن أسقف قوص ونقاده ، إن عيد مارجرجس هذه الأيام يأتى فى وقت تقضى فيه الكنيسة خمسين يوما تحتفل بأفراح القيامة أما اليوم الأول من مايو فهو عيد استشهاد القديس العظيم مارجرجس الرومانى، بينما يعيش العالم كله أياما صعبة في وباء كورونا، فإننا نتطلع إلى شفاعة القديس ليرفع عنا الوباء.

وأضاف: ننظر التحول الحادث فى جميع المؤمنين، هناك صفة غالبة فى كل المسيحيين، هذه الصفة هى الشجاعة، نحتفل بالقديس مارجرجس اقتنى الشجاعة وذهب ومزق منشور الإمبراطور الرومانى وقت أن كان لتلك الإمبراطورية شأنا عظيما تمتد فى معظم الأماكن شرقا وغربا حتى خرج مثل يقول "كل الطرق تؤدى إلى روما".

وتابع: قد كانت الإمبراطورية الرومانية تمتاز بالعظمى، وتمنح مواطنيها امتيازات فقد كان بالأحرى لمارجرجس ذو الرتبة العظيمة فى الجيش أن يستفيد من تلك المزايد ولكنه قرر أن يشهد للمسيح بشجاعة كبيرة، أما المسيح فقد طرد الباعة والصيارفة من الهيكل حتى قالوا له بأى سلطان تفعل هذا، فقد كان يفعل ذلك بالحق كمن له سلطان فقد قدم لنا المسيح صورة للشجاعة فى مواجهة الخطأ.

 

طيب الأنبا بيمن رفات القديس مارجرجس بالطيب والحنوط وطقس تطييب الرفات يجرى وسط صلوات واحتفالات، حيث يصنع حنوط البركة، وهو المادة المستخدمة فى التطييب فى طبق حديدى، يسكب الكاهن زيتًا من العطر، وزيت الناردين المعطر، وهو أحد الزيوت المقدسة لدى المسيحيين، حيث سكبته امرأة على وجه المسيح وفرح بذلك، ويوضع المزيج مع مواد كيميائية عطرة لتصنع منها ما يشبه العجينة التى تتلى فوقها الصلوات والتراتيل، ويدهن به الأنبوب المعدنى الذى يحتفظ برفات القديس.

للقديس مارجرجس الكثير من الألقاب التى تخصه نظرا للمكانة الرفيعة التى يتمتع بها لدى المسيحيين فيسمى جيئورجيوس وهو اسم يونانى، وجرجس وهو الاسم الذى عرف به فى فلسطين، وكلمة جرجس تعنى ( فلاح )، أما مارجرجس ( مار ) فهى  كلمة سريانية معناها السيد، ويسمى أيضا جرجس الملطى نسبة إلى مدينة فلسطينية موطن أبوى القديس وأجداده وهى مليطة فى إقليم كبادوكيا، وفى أوروبا يلقب بسان جوج أما عند غير المسيحيين فيسمونه الخضر، ويتسمى أيضا بأمير الشهداء وبكوكب الصبح المنير، بينما يلقبه العامة بسريع الندهة نظرا لسرعة استجابته لطلباتهم

للقديس مارجرجس دير يحمل اسمه ببلدة ميت دمسيس بالدقهلية، فيروى القمص مكارى غبريـال وكيل الدير قصته، فيقول إن المراجع التاريخية تروى أن أحد الأثرياء المصريين كان يزور القدس لأداء طقس التقديس، وزار ضريح القديس مارجرجس الذى دفن فى بلده «اللد» بفلسطين، ففكر فى إحضار رفات القديس مارجرجس ليؤسس عليها كنيسة فى مصر، حيث كانت الكنائس آنذاك تبنى على رفات القديسين، واستطاع بالفعل أن يحضر ذراعه.

يضيف وكيل الدير، قائلا: فى طريق العودة تعطلت المركب القادمة من فلسطين إلى مصر وتوقفت قرب «ميت دمسيس»، ورأى الرجل صليبًا معلقًا فوق دير، فعلم أنه دير السيدة العذراء العامر، وقرر زيارته، وقتها ظهر القديس مارجرجس فى السماء لرئيس الدير بكامل هيئته وخرج لاستقبال الرجل، وتسلم ذراع القديس وأبلغ البابا اثناسيوس بالخبر، وقرروا تأسيس الكنيسة الأثرية هنا والتى يعود تاريخها إلى أكثر من 1500 عام، وتم تغيير اسم الدير ليحمل اسم القديس مارجرجس

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق