كيف تحولت صناعة «جريد النخيل» من سراير ومقاعد إلى نجف وتحف؟ (صور)
الثلاثاء، 28 أبريل 2020 10:00 م
اختلطت عملية التطوير بالموهبة والفن في صناعة جريد النخيل لتخرج أشكال متنوعة في تصنيع الأسرة والمقاعد وسدد الزرائب، حيث تكتسب هذه الصناعة أهمية كبيرة في محافظة قنا وتحديدا في مركز نقادة قبلة القرى السياحية.
أحمد بدوى منصور القنائى، قرر تحويل موهبته فى تصنيع جريد النخل إلى حرفة إبداعية يغير فيها من نشاطه، حيث يلقب فى مركز نقادة بلقب «فنان الجريد»، لقدرته على صناعة الأبجوارة والستائر والأدوات المكتبية التى تزين القرى السياحية والتى تنشئ جلسات تُحاكى طبيعة الصعيد وجلساته، بالإضافة إلى تصنيعه الأشياء العادية المتمثلة فى صناعة الكراسى والطاولات والأسر المنزلية.
داخل مركز نقادة توجد صناعات متنوعة لمنتجات مختلفة تتم من جريد النخيل بصناعة يدوية خالصة، حيث قال بعض العاملين كيف تعلمها وقرر أن يطور فيها بعد غزو المنتجات الصينية للأسواق الشعبية، ومع تفشى ظاهرة فيروس كورونا، بدأت تنشط تلك التجارة مرة أخرى، حيث تمتلك هذه الصناعة أشكالا متميزة عن غيرها، خاصة أنها ترجع إلى شكل بيئة الصعيد، وتحاكى حياتهم، وأستخدامهم للجريد مثل أجدادهم من القدماء المصريين.
ويضيف: أحترفت صناعة الجريد فى عمر الـ 7 سنوات وكنت أجلس بجوار والدى وجدي، وأشاهد ما يقومون به من تصنيع أسرة ومقاعد من النخيل، لكن المهنة تضررت، وأصيب بالركود خلال الفترة الحالية فقررت أن أجد من نفسى وأطور فيها بعدما ورثتها عن والدى، وبطبيعة الحال كان لا بد من التطوير والتحديث لتلك الصناعة، خاصة بعد أن سيطرت الموضة على الأخشاب وصناعة المقاعد من البلاستيك فقمت بصناعة التحف والنجف، ولكن من الجريد، كما قمت بعمل مجسمات مختلفة فى المناسبات الدينية مثل شهر رمضان، وأعياد الأخوة الأقباط.
وأوضح: التغيير كان صعب لكن المحاولة والتكرار يصنعان المعجزات، فقمت بصناعة الستائر والأبجوارت وبعد محاولات عديدة أصبحت تخرج من يدى بدون غلطة، بل أنني أذهب للقرى السياحة، وهناك مقاهى وكافيها تحرص على تخصيص جانب يُحاكى طبيعة الصعيد وحياتهم وينشئون مقعد للزبائن يكون أغلبه من الجريد.
وأوضح، أن صناعة الديكورات من الجريد تجد رواجاً كبير فى الصعيد وخاصة فى الكافيهات، وبدأ التخلى عن البلاستيك الصينى لعد أسباب أن الجريد «متين» ويمتاز بدرجة حرارة رطبة ولا يسبب ارتفاع درجة الحرارة، خاصة أن الكافيهات والمقاهى بالصعيد تتعرض للشمس لأن أغلبها مكشوفة بجانب مجرد سكب الماء على الجريد يمتص ويعطيك برودة تشعر بها بمجرد الجلوس فضلاً أنه صحى جداً.
واختتم حديثه قائلا: «القرى السياحية والفنادق تطلب تصميم ديكورات الجريد وقبل التصنيع نقوم برش الجريد ضد السوس وهذا يطيل عمره، بالإضافة إلى النجف والابليك التى تستخدم للإضاءة فى المساء وذلك لخلق أجواء للزائرين وخاصة فى المناطق ذات الهدوء والطبيعة الجميلة التى تشهدها مواقع القرى السياحية».
وأكد أن الصناعات اليدوية بدأت تعود خاصة مع تفشى وباء كورونا وفانوس الجريد فى رمضان هذا العام كان عليه إقبال شديد، ويجب على الدولة أن تقدم لنا العون وتنهى مدينة الحرفيين ، ونأمل فى تسويق جيد لمنتجاتنا خلال الفترة المقبلة.