من الحرب الأهلية إلى كورونا.. "هارت أيلاند" جزيرة القبور تحكي تاريخ الأمريكان
الثلاثاء، 28 أبريل 2020 09:00 م
تقع أكبر مقبرة جماعية فى الولايات المتحدة على بعد 11 ميلا فقط من مانهاتن بنيويورك، وهى الجزيرة التي تعرب بهارت أيلاند.
وهذه الجزيرة التى كانت المثوى الأخير لسكان نيويورك الفقراء ومن لا يطالب أحد بدفنهم، أصبحت الآن فى دائرة الضوء داخل الولايات المتحدة منذ أوائل إبريل، بعدما أعلنت المدينة أنها ستستخدمها كمقبرة عامة لضحايا كوفيد 19 الذين ليس لهم أقارب.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الجزيرة الواقعة شمال برونكة ستصبح أكبر مقبرة جماعية فى الولايات المتحدة، ويدفن بها ألف شخص على الأقل سنويا ـ ويمكن العثور على أكثر من مليون جثة بها وتعرف باسم مقبرة المدينة. ومع ذلك فإن تاريخ هارت أيلاند بدأ قبل فترة طويلة من تحويلها إلى مركز وبائى بسبب فيروس كورونا.
كانت الجزيرة تستخدم فى البداية كأرض لتدريب الجنود أثناء الحرب العالمية. واشترتها مدينة نيويورك فى عام 1868، وكانت موطنا لأطفال الإصلاحية والسجون واللجوء ومراكز إعادة تأهيل وحتى صومعة صواريخ نووية، والتى كانت آثارها فى هياكل مهجورة منتشرة فى جميع أنجاء الجزيرة. وتم إجراء أول دفن موثق فى 22 إبريل 1869، وفقا لميلندا هنت، مديرة مشروع هارتايلاند، وهى منظمة غير ربحية تعدد المدافن فى الجزيرة وتتعقبها.
وتشير هانت إلى أن الموتى الذين لم يطالب بهم أحد يعنى ببساطة أن عائلاتهم لم توظف مدير جنازة خاص. وهذا لا يعنى أن الشخص غير مرغوب به، ولا يعنى حتى أن هذا الشخص أو العائلة فقراء. بل يعنى فقط انهم لم يتعاقدوا مع موظف جنازة خاص، لأى سبب من الأسباب.
المقبرة التي خدمة المدينة خلال أوبئة عديدة والتى لها معدل من الوفيات ليس له مثيل لهذا الجيل، كانت شاهدة على أوبئة انتشرت في الولايات المتحدة كالحمى الصفراء والسل فى القرن التاسع عشر، حيث استخدمت الجزيرة كمحطة للحجر الصحى لمن أصيبوا بالعدوى. وكانت أساسية أيضا فى التعامل مع موجات من الضحايا المرتبطين بجائحة الأنفلونزا الكبيرة عام 1918 عندما تم تسجيل أكثر من 30 ألف وفاة فى لمدينة، 20 ألف منها كانت فى الخريف وحده.
وتستطيع المدينة إعادة تدوير المقابر بعد 25 عاما، لذلك بعد أن يتحلل الجيد ويظل الهيكل العظمى، يكون قانونيا إعادة تدوير هذه المقابر. وهذا هو السبب الذى جعل هناك دائما مساحة للدفن فى نيويورك، وفقا لهانت، التى أضافت أنه حتى بعد وباء الانفلونزا عام 1918، لم تبدأ المدينة فى إعادة التدوير حتى تفذت منها المساحة فى عام 1931.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الجزيرة الواقعة شمال برونكس