«بلازما المتعافين» في مواجهة كورونا.. بدء حقن المصابين من الفيروس لأول مرة بمصر
الإثنين، 20 أبريل 2020 02:00 م
يمثل "مصل النقاهة" أو بلازما المتعافين من فيروس كورونا المستجد، سبيلا جديدا لمواجهة كوفيد 19، وتحقيق الشفاء من الفيروس خاصة أنها آمنة تماما وليس لها مخاطر صحية علي صحة المعالجين بها.
وفى الوقت الراهن يسلك العالم كل الطرق لوضع حد لزحف هذا الفيروس المجهري أو العدو الخفي ما دفع الفرق البحثية لوزارة الصحة والسكان، للقيام بسحب عينات دم من متبرعين متعافين من كوفيد 19 لفصل البلازما على أن تمنح للأشخاص المصابين لتعينهم على التعافي السريع من الفيروس.
البلازما هي أكبر مكون في الدم، وتشكل حوالي 55ُ% من المحتوى الكلي له، وعندما تكون البلازما معزولة، تكون سائلة وصفراء فاتحة اللون، وتحمل الأملاح والإنزيمات.
الغرض الأساسي من البلازما هو نقل العناصر الغذائية والهرمونات والبروتينات إلى أجزاء الجسم التي تحتاجها، كما تحتوي البلازما البشرية أيضًا على مكونات مهمة، مثل الجلوبولين المناعي (الأجسام المضادة)، وعوامل التخثر، وبروتينات الألبومين والفيبرينوجين، وعند التبرع بالدم، يمكن عزل هذه المكونات الحيوية عن البلازما الخاصة بالشخص وتركيزها في منتجات مختلفة.
وعندما يصاب الشخص بجراثيم أو فيروسات معينة، يبدأ الجسم في إنتاج بروتينات مصممة خصيصًا تسمى الأجسام المضادة لمحاربة العدوى، وبعد أن يتعافى الشخص، تطفو هذه الأجسام المضادة في دم الناجين، وتحديداً البلازما وهي الجزء السائل من الدم لشهور وحتى لسنوات.
وتحتوي البلازما من شخص تعافى من COVID-19 على أجسام مضادة IGG يصنعها جهاز المناعة وتستخدم لقتل الفيروس، وقد يؤدي نقل هذه البلازما الغنية بالأجسام المضادة إلى مريض COVID-19 - وهو مريض لا يزال يقاتل الفيروس - إلى تحويل قوة الأجسام المضادة إلى علاج شافي ،لإنقاذ الأرواح.
ويُعرف المفهوم بعلاج مصل النقاهة ، ويعود تاريخه إلى أكثر من قرن، عندما تم استخدام علاجات مماثلة خلال وباء الإنفلونزا الإسبانية عام 1918، وتفشي الدفتيريا في عشرينيات القرن العشرين، ووباء بكتيريا يأكل اللحم في ثلاثينيات القرن العشرين، وخلال فاشيات أخرى أمراض معدية.
وبينما تكثر الأبحاث حول النظرية القائلة بأن المناعة يمكن أن تنتقل من فرد سليم إلى فرد مريض باستخدام بلازما النقاهة.
وقالت مصادر بحثية بوزارة الصحة والسكان إنه تم فصل البلازما من المتعافين وتجهيزها للحقن في أشخاص مصابين بكوفيد 19 خاصة بعدما أثبتت نجاحها في عدد من المحاولات والتجارب البحثية مشيرة إلى أن مصر لديها الخبرة الكافية في نقل البلازما مشيرة إلى أن البروتوكول العلاجي الذي تعمل به الوزارة بمستشفيات العزل لعلاج مصابي كورونا هو الأفضل حتى الآن.
وكشفت المصادر البحثية أن الباحثين في إيطاليا قاموا بتشريح جثث المتوفين بفيروس كورونا وأظهرت النتائج في الفحص والتحليل الخاص بالجثث أن الفيروس يسبب جلطات دموية بالأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الأعضاء الحيوية في الجسم مؤدية لفشل الأعضاء الحيوية مثل الكلي والكبد والقلب.
وتابعت المصادر إنه لا يسبب الوفاة فقط بالالتهاب الرئوي الحاد، مضيفة أنه تم إضافة مذيبات الجلطات إلى البرتوكول العلاجي للمصابين بفيروس كورونا لمنع حدوث أي جلطات محتملة للمصابين بالفيروس كوفيد19