عيد قيامة مجيد «أون لاين» لأول مرة

سر منع التقبيل في أسبوع الآلام.. ولماذا لعن المسيح شجرة التين غير المثمرة؟

الأحد، 19 أبريل 2020 10:00 ص
سر منع التقبيل في أسبوع الآلام.. ولماذا لعن المسيح شجرة التين غير المثمرة؟
عيد القيامة
عنتر عبداللطيف

 
7 أيام روحانية يعيشها الأقباط، تعرف بأسبوع الآلام، ولأول مرة- منذ دخول المسيحية إلى مصر- يحتفل المسيحيون بالقداسات فى الكنائس «أون لاين»، نظرا لوباء «كورونا».
 
قصة هذه الأيام السبعة، تبدأ من مدينة أورشليم وتنتهى فى «الجلجثة»، وهو مكان يقع خارج مدينة القدس القديمة، حيث يبدأ هذا الأسبوع المقدس بأحد السعف، أو أحد الشعانين، وهو اليوم الذى استقبل فيه أهل أورشليم السيد المسيح، وينتهى بأحد القيامة، حيث يحتفل المسيحيون بانتهاء فترة صوم امتدت لـ55 يوما تضم العديد من الطقوس الدينية.
 
وكلمة «شعانين» وفق تفسيرات كنسية هى كلمة عبرانية من «هوشعنا»، ومنها أخذت لفظة «أوصنا» اليونانية وترتلها الكنيسة فى هذا العيد، وهو يأتى قبل الفصح بأسبوع، وهو الأحد الأخير من الصوم، واليوم الأول من أسبوع الآلام، وفيه يبارك الكاهن أغصان الشجر من الزيتون، وسعف النخيل، ويجرى الطواف بالبيعة بطريقة رمزية تذكارا لدخول السيد المسيح الاحتفالى إلى أورشليم، ذلك أن المسيح غادر «بيت عنيا» قبل الفصح بستة أيام، وسار إلى الهيكل فكان الجمع الغفير من الشعب يفرشون ثيابهم أمامه، وآخرون يقطعون أغصان الشجر ويطرحونها فى طريقة احتفاء به، وهم يصرخون «هوشعنا لابن داود مبارك الآتى باسم الرب هوشعنا فى الأعالى».
 
وكانوا يدعون هذا اليوم قديما بأسماء مختلفة منها «أحد المستحقين»، وهم طلاب العماد الذين عرفوا الدين المسيحى، وأرادوا اعتناقه، فكانوا يذهبون ويطلبون التنصير يوم سبت النور «سبت لعازر» طبقا لاصطلاحات الكنيسة فى أول عهدها، كذلك كانوا يدعونه «أحد غسل الرأس» وهى عادة كانت لهم وقتها.
 
يتميز كل يوم من أيام أسبوع الآلام بطابع خاص به، وقد عرف صوم هذا الأسبوع  فى مصر فى القرن الثالث الميلادى سنة 329 ففى يوم الأحد، والمسمى بأحد السعف، يشترى الأقباط نبات السعف ويعكف الكبار والصغار على تشكيله بأشكال عديدة، فهو يرمز للاحتفال بذكرى دخول السيد المسيح عليه السلام لمدينة القدس، ممتطيا «جحش أسرة بنى آتان»، ليستقبله أهل المدينة مرحبين وهم يرفعون سعف النخيل.
 
وفى يوم الأحد يؤدى الكهنة صلاة الجناز العام على الأقباط جميعا برش الماء المقدس، حيث تمنع صلاة الجنازة على أى شخص يتوفى فى خلال أسبوع الآلام وحتى العيد، مع منع رفع البخور داخل الكنيسة إلا فى خميس العهد وسبت النور.
 
أما فى «اثنين البصخة»، فهو يوم ذكرى خروج السيد المسيح من بيت عنيا قاصدا الهيكل، وفى طريقه مرّ بشجرة التين غير المثمرة فلعنها، وهى شجرة كانت ترمز للشعب اليهودى وتمثل رذيلة الرياء، حيث لها المظهر وليس فيها ثمر، ويأتى ذلك استنادا لنص الكتاب المقدس: «فى الغد لما خرجوا من بيت عنيا جاع، فنظر شجرة تين من بعيد عليها ورق وجاء لعله يجد فيها شيئا فلما جاء إليها لم يجد شيئا إلا ورقا لأنه لم يكن وقت التين، فأجاب يسوع وقال لها لا يأكل أحد منك ثمرا بعد إلى الأبد وكان تلاميذه يسمعون» وقد نهت التعاليم الكنسية عن إقامة القداسات فى هذا اليوم حيث تبدأ الكنيسة فى الدخول فى فترة من الحزن وتستعد لصلوات البصخة المقدسة المتواصلة صباحا ومساء، وتعلق الستائر السوداء، كما تزيد فترة الصوم الانقطاعى حسب مقدرة الفرد.
 
وفى يوم ثلاثاء البصخة وقع الصدام بين السيد المسيح ورؤساء الكهنة، وسأله مجمع «السنهدرين»- المحكمة العليا للأمة اليهودية- عن مصدر سلطاته، ففى مساء هذا اليوم ترك المسيح عليه السلام الهيكل ومضى وفى نيته عدم العودة إليه مرة أخرى، وذهب إلى بيت عنيا خارج القدس، ليستريح بعد أن قال لليهود: «هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا لأنى أقول لكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب».
 
ويأتى يوم الأربعاء، يمنع تقبيل الناس لبعضهم البعض، ومنع التقبيل يعود إلى الإشارة لقبلة الخائن يهوذا الإسخريوطى تلميذ السيد المسيح، الذى وشى به وسلمه للرومان مقابل 30 قطعة من الفضة، حيث قام بتقبيله، ما جعل الأمر علامة للخيانة، ففى هذا اليوم الذى يعرف أحيانا فى الكنائس الشرقية الأرثوذكسية بـ«الأربعاء المقدس أو العظيم»، تآمر «يهوذا الإسخريوطى»مع مجمع «السنهدرين» ليسلمهم السيد المسيح مقابل ثلاثين دينار فضة.
 
وفى خميس العهد، تناول السيد المسيح العشاء الأخير مع تلاميذه، ويقوم الكهنة بغسل أرجل الرجال اقتداء بالسيد المسيح، حين غسل أرجل تلاميذه كى يعلمهم التواضع، ويؤكل فى هذا اليوم العدس، فعقب العشاء، غادر المسيح ومعه التلاميذ إلى خارج القدس نحو جبل الزيتون، حيث كان يمضى أغلب وقته، وفى الجثمانية، أخذ معه بطرس وابنى زبدى، ثم انفرد بنفسه لكى يصلى، وأعلن عن حزنه؛ وعندما فرغ من صلاته، عاد إلى التلاميذ، فوجدهم نياما، وبعد فترة قصيرة، حضر يهوذا برفقة حرس الهيكل وجند رومان وعدد من الشيوخ، وكانت العلامة المتّفق عليها بين يهوذا والجند، أن من يقبّله يكون هو المطلوب اعتقاله، وبالفعل قبّل يهوذا المسيح، واعتقله الجند.
 
وفى يوم الجمعة الحزينة وبمنطقة «الجلجثة» صُلب المسيح- وفق الاعتقاد المسيحى- مع لِصين، ورفض أن يشرب خلا ممزوجًا، بمر لتخفيف الآلام، وفى هذا اليوم يأكل بعض الأقباط الفول النابت والطعمية، كما يشرب «الخل»، إشارة إلى طلب السيد المسيح للحراس أثناء صلبه برغبته فى شرب الماء فأتاه أحدهم بقطعة من القماش مغمورة بالخل ليشرب منها.
 
أما سبت النور، وهى ليلة العيد عند الأقباط فتستمر الكنيسة فى صلواتها، ويقوم الأقباط بتكحيل أعينهم، وهى عادة قديمة اعتاد على فعلها البعض، كما يعرف سبت النور أيضا بـ»السبت المقدس»، أو «سبت الفرح»، ليبدأ الاحتفال بعيد القيامة وفق المعتقد المسيحى.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق