طبيب بالحجر الصحي بالإسماعيلية: نرى الموت كل لحظة ولكننا نثق في الله

الخميس، 16 أبريل 2020 01:00 م
طبيب بالحجر الصحي بالإسماعيلية: نرى الموت كل لحظة ولكننا نثق في الله

"القصة ليست كوفيد وفقط" ... هذا هو عنوان المنشور المطول الذي قام الدكتور محمد خالد، مدير العناية المركزة بمستشفى الإسماعيلية العام، وأحد الأطباء القائمين على العمل داخل مستشفى الحجر الصحي بأبو خليفة بمدينة الإسماعيلية، بنشره علي صفحته علي الفيس بوك، والذي شرح فيه  كواليس رحلته مع فيروس كورونا المستجد منذ البدء في علاج أول حالة مصابة، وحتى الآن.

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (1)

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (2)

وقال "خالد": "استدعيت للعمل بمستشفي العزل بأبو خليفة الإسماعيلية باعتباري مدير العناية المركزة بالإسماعيلية، ولبيت النداء وسلمت نفسي الساعة ٢ فجر يوم ٨ / ٣ / ٢٠٢٠ لمهمة قتالية لمحاربه فيروس كورونا المستجد، حيث قمنا باستقبال أول حالة في المستشفي لحالة أجنبية توالت بعدها الحالات ما بين حرجة ومتوسطة، منها حالات عناية مركزة وحالات بالقسم الداخلي".

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (3)

وتابع: "مرض جديد العالم كله يقف حائرًا أمامه الحالات تتنوع ما بين كبار السن، وما بين شباب وأطفال لم يترك فئة، فأصاب من أصاب".

 

وأضاف: "حالات مصابة بفشل تنفسي نتيجة التهاب رئوي، وأخرى مصابة بفشل كلوي، والأخري بفشل متعدد بوظائف الجسم الحيوية، أحيانا كنا نفقد الأمل لكن نعلم أن الله معنا، حتى خرجت أول حاله تحسن شفاء تام فرحنا، تكلموا ونشروا واصبحنا #الجيش_الأبيض، وما تبع ذلك من اهتمام إعلامي واضح وجديد علينا".

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (4)

وأوضح: "ومع عجزنا أمام حالات كانت إرادة الله فوق الجميع استمر العمل ليل نهار من الكل "أطباء، تمريض ، إداريين، عمال، أمن، خدمات معاونة" قضينا ١٤ يوم متواصلين في حجر مع مرضي"الموجه الأولى"، نري معهم الأمل وكلهم ثقة في الله وفينا، كل الإمكانيات متاحة، "أجهزة ومستلزمات وأدوية وواقيات شخصية" لنا وللمرضي.

في البداية إذا أحد من الفريق الطبي ارتفعت حرارته كنا نهلع كلنا ونضطرب، لكن كان الله معنا. كلنا ثقة أن الله لن يضرنا أبدا نطمئن بعضنا، نراعي بعضنا، احضرنا ماكينات الغسيل الكلوي للمرضي التي قد تحتاج غسيل كلوي، وما يقرب من ٥٠ جهاز تنفس صناعي بالمستشفي، وكلنا جاهزون ومستعدون أملنا في الله كبير، رغم أننا فقدنا بعض الحالات التي لم يكتب لها الله الشفاء، كنا حزاني، نعزي بعضنا بعضا، كنا نلتقي أكثر من طبيب عند حالة واحدة في نفس الوقت لتقييم الحالة، كنا لا نعرف بعضنا بعضا بسبب بدل الوقاية التي كنا نرتديها، وفي الآخر نضع خطة علاجية طبقا للبروتوكول مع اتباع تعليمات مكافحة العدوي والجودة لتقديم خدمة طبية آمنة ذات جودة عالية".

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (5)

وأشار "خالد" إلى: "انهينا الـ( ١٤) يوم الأولى أو الموجه الأولى في الحجر الصحي، وقبل المغادرة بيوم تم سحب تحاليل وعمل مسحة للفريق الطبي قبل مغادرة المستشفي للتأكد من عدم وجود إصابات منهم، وفي هذه اللحظة تتوقف الأنفس خوفا من الإصابة، وبدل من أن تكون طبيب تكون مريض ويطبق عليك البروتوكول، لكن الله سلم وظهرت جميع نتائج التحاليل سلبية للفريق الطبي، وكانت فرحتنا كبيرة لستر الله بنا ورحمته".

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (6)

وأضاف: "المفروض نذهب إلي بيوتنا، وبالفعل ذهبنا كلنا لكن مع عزل منزلي في البيت ( ١٤) يوم أخرى "غرفة وحدك، تأكل وحدك، حمامك وحدك"، تتابع نفسك بنفسك لا قدر الله لو ظهرت عليك أي أعراض تتوجه للمستشفي لم نتمكن حتي أن نسلم علي أهلنا السلام عن بعد والأصعب في هذا الموقف هو عدم قدرتنا علي احتضان الأبناء منهم من يستوعب الموقف، ومنهم من اعتقد أن الأب أو الأم بعيد عنه لكنهم مع الوقت تفهموا".

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (7)

وأكد: "مرت الـ (١٤) الأخرى بالعزل المنزلي، وطلب منا العودة لاستكمال المسيرة في مستشفي العزل ودعنا الأهل والأبناء لنبدأ رحلة جديدة في علاج المرضي لمدة (١٤ يوم) أخرى تنتهي يوم ١٩ / ٤ ثم عزل منزلي أخر لمدة(١٤) يوم وهكذا حتي يقضي الله أمرًا كان مفعولا".

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (8)

وأختتم الدكتور محمد خالد منشوره قائلا: "فرحتنا لما حالات بتخرج شفاء تام، وحزننا علي فقدان مرضانا وأحبتنا، تعلمنا الكثير، صبرنا أكثر وأعظم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، الله ولينا، شكرا لكم جميعًا، شكرا لكل الفرق الطبية، شفى الله الجميع، ورحم الله موتانا، ورحم الله شهداء الواجب، وحفظ الله مصر وأهلها، ألزموا بيوتكم، ولنلتقي يوما نتذكر هذه الأيام بحلوها ومرها، ولنلتقي يوما بدون كمامات، ونفتخر بمصرنا وبأهلنا، والقصة ليست كوفيد وفقط، تحياتي.

طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (9)
 
طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (10)
 
طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (11)
 
طبيب يروي كواليس أصعب اللحظات داخل مستشفى الحجر الصحى بالإسماعيلية (12)
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق