رسالة إلى حمدان ولد الحاج مرجوشي

الأربعاء، 15 أبريل 2020 11:32 ص
رسالة إلى حمدان ولد الحاج مرجوشي
محمود الغول يكتب :

«حمدان واد عمي، بعد السلام عليكم ورحمة الله، كيف حالك وحال الأهل والأحباب في البلد، مشتاقين ورب الكعبة، لكنك خابر زين موضوع الفيروس اللعين اللي مانعنا نزوركم ونملي عيونا برؤياكم، أدعو الله إنكم تكونوا بخير، والسلام ختام».
 
يظن حمدان ولد الحاج مرجوشي عين أعيان كفر كمبوشة العسل أن فيروس كورونا الذي لم يعد مستجدا، بعيدا كل البعد عن بلدتهم النائية، إذ أنه حتى الآن – بفضل الله – لم تظهر أي حالة إصابة بين أبناء الجيهة كلاليتها، ولهذا فهمو وغيره من الطيبين في بلدنا مازالوا يتجولون هنا وهناك، فرادى وجماعات، ويتزاورون ويجتمعون، حيث البوس والأحضان المغموسة في السلامات، غير مهتمين لأمر الفيروس اللعين!!
 
وكلما هاتفت صديق الطفولة حمدان، وصيته على الالتزام بإرشادات الحكومة والسلطات الصحية، كما التزامه بإرشادات مديرية الزراعة بخصوص الأرض والقطن والدودة، وكذا إرشادات الوحدة البيطرية التي تهتم لأمر المواشي أعزكم الله، لكنه في كل مرة يقول لي: «يا عم خليها على الله»!
 
طبعا، في كل مرة يكون ردي «ونعم بالله»، لكنني أقولها مصحوبة ببعض التوصيات الأخوية، بأن يرعي هو وأهالينا في البلد ما أوصانا الله به بأن نأخذ بالأسباب وألا نلقي بأيدينا إلى التهلكة، ثم نقول «ده قضاء وقدر».
 
يرى حمدان أن القرية الصغيرة مقفولة على ناسها، مثل كموبوندات الكبار في التجمع والهضبة وبيفرلي هيلز، معتبرا أن كورونا بالنسبة لكفر كمبوشة العسل المحروسة بمثابة الغلبان الذي لا يمكنه اقتحام الأسوار المحيطة بالكمبوندات، ولهذا فلا دعي للخوف واتباع تعليمات وزارة الصحة بشأن التباعد الاجتماعي والذي منه..
 
عزيزي حمدان، يؤسفني أقول لك إن الفيروس والعياذ بالله قد يأتي في شكل ضيف غريب قادم لرؤية أحد المعارف أو لزيارة قريب في بلدكم المصون، ذلك الضيف الذي قد لا تظهر عليه أعراض المرض، لكنه حامل – لا مؤاخذة – للفيروس، لهذا وجب الاحتياط.
 
نقول تاني، عزيزي حمدان، وراس جدك حمدان الكبير، احترس من الخط.. قصدي الفيروس، فهو كما العفريت قد يأتيك – والعياذ بالله – راكبا طائرة أو ميكروباص ولا عبارة ويمكن في قطار الصعيد، فالزم بيتك ولا تخرج إلا للضرورة، وكفى في السلام بين الأهل والأحباب بالإشارة من بعيد لبعيد، أو حتى يا أخي ضع على القلب إيد..
وختاما، سلمكم الله من كل شر وحفظكم من كل ضر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة