انقلاب في جامعة المستقبل بسبب متصفح التجسس.. طلاب غاضبون ومطالبات بتدخل الوزير
الثلاثاء، 14 أبريل 2020 01:23 مريهام عاطف
أزمة جديد داخل جامعة المستقبل تسبب فيها متصفح Respondus LockDown Browser الذي فرضت إدارة الجامعة تثبيته علي أجهزة الكمبيوتر خلال أداء الطلاب للامتحانات "أونلاين" بالمنزل حيث وصف الطلاب المتصفح ببرنامج للتجسس علي حياتهم الخاصة، وانتهاك خصوصيتها، وذلك بعد أيام قليلة من رفضهم لامتحانات الـ" Quiz"، والتي بلغت 46 كويز على مدار الشهر تعويضًا لامتحانات "الميدتيرم"، رغم قرار الوزارة بإلغائها.
الطلاب دشنوا هاشتاج "#جامعة المستقبل تنتهك الحقوق الشخصية# اعتراضًا على قرار إدارة الجامعة، بإلزامهم بتحميل تطبيق على أجهزة الحاسوب الشخصية؛ لمراقبة الطلبة أثناء الامتحانات أونلاين، بدعوى ضمان عدم الغش.
ويعد Respondus متصفح خاص يزيد من مستوى ألامان في بيئة الاختبارات الالكترونية التي تعقد داخل نظام البالك بورد.
فعندما يستخدمه الطالب وقت الامتحان يصبح غير قادر على الطباعة، النسخ ، فتح نافذة جديدة ، أو الانتقال إلى مواقع إنترنت أخرى ، أو الوصول إلى التطبيقات الاخرى وذلك حتي يقوم الطالب بإنهاء وتقديم الاختبار، وهو ما دفع الطلاب بالتقدم لشكوي لوزير التعليم العالي اعتراضا علي ما تقوم به الجامعة من أساليب للضغط وإستخدام أدوات من شأنها التجسس علي حياتهم الخاصة بعد أن طلبت منهم فتح الكاميرات أثناء الامتحان (quiz) مما يعد انتهاكا واضحا و صريحا لخصوصيه الطالب و خصوصا داخل منزله وفق قولهم.
كما جاء بالشكوي ان البرنامج يريد التحكم تحكم كاملا و تاما بالمتصفح و الولوج إليه و الجهاز المستخدم في الولوج مما يشكل انتهاكا للخصوصيه ،بالاضافه لذلك تقوم الجامعه بالتحكم بكافة الأجهزه الإكترونيه للطالب في وقت الامتحان.
كما جاء بالشكوي أن عقوبات انتهاك حماية البيانات الشخصية في القانون رقم 309 مكرر لسنة 2019 " أن يعاقب القانون بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تجاوز مليون جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وذلك بأن ارتكب أحد الأفعال الآتية فى غير الأحوال المصرح بها قانونا أو بغير رضاء المجنى عليه، والتقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أيا كان نوعه صورة شخص فى مكان خاص ولا يقتصر التجريم على الشخص القائم بالتقاط الصورة فقط وفقا للنص السابق، ولكن التجريم يمتد ليشمل كلا من سهل أو أذاع أو شارك فى نشر الصورة
وأكد أن بنود القانون تتوافق مع اللائحة الأوروبية لحماية البيانات الشخصية والمعروفة باسم “GDPR” والتى دخلت حيز التنفيذ فى 25 مايو الماضى مع مراعاة خصوصية المجتمع المصرى والمخاطر المحيطة به".
ومع تفاقم الأزمة أصدر اتحاد طلاب جامعة المستقبل بيان، بشأن الأزمة، وجاء في نص البيان"رأينا جميعا القرارات التي أخذتها الجامعة بخصوص استخدام برنامج (Respondus) في امتحانات الأونلاين، هو ما رفضناه جملة وتفصيلًا.
وسعينا من وقتها أن نصل إلى حلول للموقف تضمن للجامعة أن تمر الامتحانات بدون مشاكل وتضمن للطلاب أن لا يُجبروا على اختراق خصوصياتهم ومنازلهم، وهذا الاختراق يرفضه مجتمعنا وأعرافنا.
وقال الطلاب أن التواصل مع إدارة الجامعة المتمثلة في رئيس الجامعة، الدكتور عبادة سرحان، وكان الرد يحتوي على ردود لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا في مواجهة هذه الازمة" وسردوا خطوات التواصل مع الإدارة فى نقاط كالتالي:
– تحدثنا عن المشكلة الأساسية في البرنامج لا يوجد به ما يثبت أنه يوافق لمعايير الأمان وعدم انتهاك الحقوق الشخصية، وجاء على على هذه النقطة: "أنت عندك حسابات بنكية خايف عليها ولا ايه!"، في سخرية واضحة من مشكلة الطلاب!
– تحدثنا هناك مشكلة في العادات والتقاليد التي تتنافى مع مجتمعنا الشرقي فكان الرد على الجامعه تطبق معايير عالمية، متغاضيًا عن عاداتنا وتقاليدنا المتعارف عليها، والتي ترفض ذلك الفعل.
– تحدثنا في أن هناك مشكلة مع بعض الطالبات اللواتي يرتدين النقاب، فكان الرد إنها يجب عليها إظهار وجهها وهذا ما يحدث في الجامعة قائلًا: "الأمن اللي مش هيشوف وش الطالبة قبل الامتحان هيترفد من الجامعة"، في تهديد واضح أنه في حال كنت طالبة منتقبة ورفضتي كشف وجهك قبل الامتحان سيتم رفدك من الجامعة.
– تحدثنا عن عدم قدرة بعض الطلبة المادية أو المالية على شراء أجهزة حديثة تتوافق مع متطلبات الجامعه ولم نجد الرد المناسب، وجاء رد الجامعة صادمًا: "الطالب اللي دافع 100 الف ما عندوش إمكانية يجيب لاب توب!".
وقال رئيس جامعة المستقبل، إنه لا يمانع من امتحان الطلبة غير القادرين ماديًا، عقب استئناف الدراسة.
وأشار اتحاد الطلاب في بيانه إلى، أنه منذ بدء تطبيق نظام "الأونلاين"، سعى إلى أن يكون أداة وصل؛ لمساعدة الطلبة في حل المشكلات التي تواجههم مع النظام الجديد، لافتًا إلى استقبال أكثر من 1000 مشكلة خلال 5 أيام، وحلها من خلال التواصل مع أصحابها.
وأكد الاتحاد أنه حاول توفير المناخ الآمن للطلبة أثناء أداء الامتحانات، لافتًا إلى أن ما يحدث ليس كذلك، بل يعد انتهاك للخصوصية، موضحًا أن هنالك حلول بديلة يمكن اللجوء إليها؛ لضمان سيرالامتحانات بدون غش، مثلما يحدث في العديد من الجامعات الأجنبية والدولية.
واختتم اتحاد الطلاب بيانه باستنكار إصرار الجامعة على انتهاك خصوصية الطلبة، في حين يرفض الأساتذة تسجيل المحاضرات وعدم الظهور أونلاين في فيديو يشرح المادة العلمية، بزعم أن ذلك يعد اختراقًا لخصوصياتهم ومنازلهم، "فهل اختراق الخصوصية يكون للطلاب فقط!".