حاكموا المبتزين السياسيين والهاربين من المسئولية

السبت، 11 أبريل 2020 11:00 م
حاكموا المبتزين السياسيين والهاربين من المسئولية
محمد البرادعى
كتب - طلال رسلان

 
«لهذا الحد تعبث السياسة عندنا بالعدالة والنظام والأخلاق أعوذ بالله! شىء مخيف».. يبدو أن تلك المقولة الخالدة للكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم تنسحب بشكل صريح على السياسيين المبتزين والهاربين من المسئولية فى جائحة كورونا والقوائم المحسوبة عليهم.
 
على مدار الأيام الماضية امتلأت القائمة بأسماء شخصيات محسوبة على السياسة المصرية بل وكانت فى موضع قيادة خلال وقت سابق من الأحداث فى مصر، لكن أغلبهم رفع شعار «كأن على رءوسهم الطير» فى أزمة كورونا التى تهدد البلاد، وآخرون اختاروا البداية فى لعبة الابتزاز السياسى للضغط على النظام وإخراج محبوسين فى السجون على ذمة قضايا صدر فيها أحكام جنائية وقضايا إرهاب، بحجة مكافحة كورونا فى السجون.
 
قائمة المتملصين من تحديات الخير وطرح المبادرات لإنقاذ المجتمع مليئة بالأسماء، لكن أبرزها اسم محمد البرادعى، السياسى والمغرد الشهير، أحد قادة الجماهير بتغريداته على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، ففى الغالب لم يترك البرادعى مناسبة بمصر إلا وانبرى للتعليق عليها، مع خلع عباءة المنقذ بمزيد من التوجيهات نحو سوء الأوضاع الداخلية نتيجة غياب العدالة الاجتماعية، وتمرير عبارات التكافل والتكاتف المجتمعى على حد سواء، لكن يبدو أنه آثر غض الطرف هذه المرة عن التغريد طالما تعلق الأمر بالمشاركة الفعلية فى إنقاذ المجتمع والتوجيه لعمل الخير، وسيكتفى بالكلمات المجانية ونصائح العالم الآخر.

صباحى.. افتحوا السجون للإرهابيين
لم يختلف حمدين صباحى عن متصدر القائمة شيئا، فى السابق حمل السياسى الشهير على عاتقه لقب المتحدث الرسمى باسم المستضعفين ونصب نفسه- بمناسبة وغير مناسبة- مدافعا عن حقوق الشعب، بغض النظر عن فشله فى عدم إقناعهم بتجاربه السابقة، لكن يبدو أن التوجيه لعمل الخير حاليا اختلفت أبعاده وأصبحت له حسابات أخرى إذا تعلق الأمر بإنقاذ مجتمعى يقف على رأسه خصوم سياسيون، حتى لو ارتبط الإنقاذ بكارثة تجتاح العالم وتهدد مصر مثل كورونا.
اختفى صباحى الشهير بتجاربه التى لم تخلف للسياسة المصرية غير فصول جديدة من السقوط ورفض الشعب ثم تمخض بيانا من 4 ورقات كان لابد وأن يعنونه «افرجوا عن الإرهابيين» بدلا من محاولة ديباجة أكبر عدد من السطور لقذف كلمات فى الوسط يراد بها نيته من الرسالة.
 
لم يسترع انتباه صباحى فى الإجراءات التى اتخذتها الحكومة غير عدم وجود خطة للإفراج عن أسماء مدونة فى قضايا واتهامات تهدد أمن البلاد وآخرين صدر ضدهم أحكام جنائية، وقال فى رسالته للشعب «وقد تابعت بتقدير وتأييد حزمة الإجراءات التى اتخذتها حكومتكم لإبطاء انتشار ومن ثم احتواء الوباء والتى تماثلت مع الخطوات التى اتخذتها دول العالم من تباعد اجتماعى وحظر تجول وإغلاق لبعض البؤر ومنع السفر وغيرها من الخطوات التى أصبحت تمثل «خريطة طريق» دولية لمواجهة الوباء، غير أنى أسترعى انتباهكم  إلى أن الحكومة قد تجاهلت خطوة رئيسية فى هذه الوصفة الدولية هى الإفراج عن السجناء، وهو الإجراء الجوهرى الذى طبقته عديد من الدول، وتوحد عليه أعداء ألداء كحكومتى الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، وهذه نقطة ضعف فادحة فى أداء الحكومة تأخرت فيها كثيرا إلى الآن ما عدا عدد محدود استبشرنا به خيرا ووجهنا الشكر المستحق، ولا زلنا ننتظر لنوجه المزيد، إن الإفراج عن السجناء فضلا عن لزومه كجزء لا يتجزأ من جدية مواجهة الوباء هو خطوة فارقة فى البيئة السياسية والمجتمعية المواتية لتحقيق الوحدة والتضامن الوطنى فى هذه المحنة وما بعدها».
 
اختار صباحى الدخول فى معركة سياسية بلا جمهور أو متابعين، فى وقت انشغل فيه الجميع بخدمة المجتمع وإنقاذ الأرواح بمبادرات الخير، على مدار الأيام الماضية تبنى رجال مجتمع وسياسيون وفنانون مبادرات للمشاركة فى تخفيف معاناة المواطنين فى أزمة فيروس كورونا، وتعددت المبادرات والخير واحد، مع مزيد من المطالبات بتحركات أكثر تفاعلا تتزامن مع احتدام الأوضاع.

علاء الأسوانى.. أنا أؤيد صباحى إذن أنا سياسى
لم يفوت علاء الأسوانى فرصة أزمة فيروس كورونا لرمى النظام السياسى فى مصر بحجارة الانتهازية والابتزاز فى محاولة لجذب أضواء منظمات حقوق الإنسان المشغولة فى تقارير ضرب الأنظمة السياسية العربية.
 
اختار الأسوانى الدخول إلى أزمة كورونا فى مصر من باب حمدين صباحى، لم يهدأ عن مقالات من قبيل «جريمة قتل جماعى يرتكبها النظام المصرى»، ربما تطفئ شغف أتباعه، يفرد فيها مطالبات بالإفراج الفورى دون شروط عن المحبوسين فى قضايا سياسية من وجهة نظره لحمايتهم من كورونا، محاولا الضرب بإجراءات السجون المصرية لحماية الأرواح عرض الحائط والتقليل منها، وغض الطرف عن التهم والأحكام المثبتة على قوائم الأسماء التى اختار عرضها بطريقة مجملة ودون تسمية حتى لا يقع فى فخ عرض الصحيفة الجنائية بالجرائم.
 
مجمل ما يطالب به الأسوانى ويحوم حوله منذ بدء أزمة كورونا كتبه فى أحد مقالاته التى تقاذفتها حسابات معروفة بتوجهها ضد النظام قال فيه: «السجون المصرية بحالتها الراهنة هى قنبلة موقوتة قد تؤدى إلى انتشار وباء كورونا ليس فقط فى السجون وإنما فى مصر كلها، لقد ارتفعت مطالبات داخل مصر وخارجها بإطلاق سراح المعتقلين»، يقصد أسماء بعينها وما دونها يبقى فى السجن بإجراءاته التى يحاول الأسوانى إقناع العالم بأنها أخطر من الوباء ذاته.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق