في زمان الكورونا: شوادر الياميش بقت أونلاين.. والفانوس «بوكس»

الجمعة، 10 أبريل 2020 03:33 م
في زمان الكورونا: شوادر الياميش بقت أونلاين.. والفانوس «بوكس»
شواد الياميش - أرشيفية
أحمد سامي

 
تتعالى دعوات المصريين وتتسارع الابتهالات من أجل أن يأتي شهر رمضان الكريم وتنقشع غمة انتشار وباء فيروس كورونا بين المواطنين ويعود المصليين إلى المساجد وتصدح بأصوات المأذنين في صلاة التراويح، ولكن الفيروس اللعين ساهم في تغيير عادات الحياة اليومية للمصريين بشكل كبير، ففي مثل هذه الأيام كانت تمتلأ الشوارع والميادين بشوادر بيع ياميش رمضان والفوانيس ويمارس المصريين طقوسهم التي اعتادوا عليها منذ قديم الأزل.
 
وقد ساهمت الأزمة وانتشار الوباء بين المواطنين وفزعهم في العزوف عن شراء البلح ومكسرات الشهر الكريم رغم انخفاض أسعارهم بشكل مختلف عن السنوات الماضية، ومع اختفاء الشوادر الرمضانية للياميش والفوانيس فاصبح الحل أمام المتاجر الكبرى عرض الياميش من خلال المنصات الإلكترونية للبيع إونلاين والتوصيل المجاني، والتأكيد على أن الياميش مغلف وتم تعقيمه وتطهيره بشكل صحي وسليم.
 
خصصت بعد الصفحات الإلكترونية قسم كامل لبيع منتجات رمضان من الياميش ومنتجات المطبخ إلى زينة رمضان والفوانيس باشكالها المختلفة وكذلك بيع المصاحف الملونة وسجاجيد للصلاة والإسدالات والسبح وغيرها من منتجات رمضان، وحددت رسوم التوصيل المجاني للمنتجات في ظل قرارات الحظر المعلنة من الدولة.
 
ومن الأمور الجديدة التي لجأت اليها بعض الصفحات البيع الإلكتروني تصميم جزء من الغرف بالمنزل ليصبح شكلها أقرب إلى المسجد، تعويضا عن عدم الصلاة من خلال بيع ورق الحائط برسومات إسلامية ووضع المصاحف وسجادة الصلاة كما في المساجد.
 
ونظرا لاستغلال البعض للازمة ورفع الأسعار فقد طرحت وزارة التموين والتجارة الداخلية منتجات شهر رمضان «الياميش والمشمشية والزبيب والبلح والتين» بمنافذ المجمعات الاستهلاكية وفروع الشركات التابعة، بجانب تكثيف طرح جميع السلع الغذائية والخضراوات والفاكهة والبقوليات ومنتجات الدواجن المجمدة واللحوم الطازجة والمجمدة لتلبية احتياجات المواطنين في مختلف المحافظات وذلك تجنبا للزحام على الأسواق والمتاجر الكبري.
 
والياميش هو مُصطلح يُطلق على الفواكه المُجفّفة والمُكسرات، وأتت كلمة ياميش في الأصل من اللهجة المصريّة، وتَمّ استخدامها في العهد الفاطميّ، أما الآن فتناول الياميش من العادات الرمضانيّة التي سرعان ما انتشرت في الوطن العربيّ،
 وبدأ ظهور الياميش في أيام الفراعنة ولكن لم يكن بشكله المعتاد حاليا وبعدها اتخذ شكل اخر في العصر الفاطمي فكانت التسالي تأخذ اسم القيس، وتطورت مع العهد العثماني فجاء ظهور «الياميش» على يديهم، حيث أن الكلمة أصلها تركية وكانتباسم «يامِش» وهي اختصار لـ «النقل الرمضاني» حسب الفهم المصري لها، لكن العامية الدارجة جعلتها «ياميش» باعتبار أن المكسرات عبارة عن تسالي يستخدمها الذين يمشون في الطرقات الطويلة.
 
وبحسب كتاب «شهر رمضان فى الجاهلية والإسلام» للكاتب أحمد المنزلاوى، فإن كلمة «ياميش» خلت منها القواميس العربية، وقيل إنها تعنى بالتركية الثمار الجافة، كالتين والبلح وغيرهما، استخدمت فى مصر للدلالة على الجوز واللوز والبندق والتمر والزبيب وقمر الدين وغيرها من أطعمة شهر رمضان.
 
وكانت وكالة قوصون بشارع باب النصر أشهر أسواق بيع الياميش فى مصر، خلال القرن الثامن الهجرى، الرابع عشر الميلادى، ويأتى إليها التجار من الشام ومعهم بضاعتهم لبيعها قبل حلول الشهر الكريم، ثم انتقلت سوق الياميش فى  القرن التاسع الهجرى إلى الجمالية ثم وكالة البلح ببولاق أبو العلا، وساحل روض الفرج.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق