«الكورونا» تصلك أينما كنت.. كيف تتحايل مراكز الـ«مساج» على الإجراءات الوقائية؟
الثلاثاء، 31 مارس 2020 12:00 مأحمد قنديل
لا شك أن مؤسسات الدولة تخاف على أبناء الوطن في ظل الظروف الراهنة تحسبا من أن يصيبهم الوباء المستجد كوفيد ١٩ المنتشر في العالم أجمع والمعروف إعلاميا بفيروس كورونا، وهذا ما تبين جليا في الإجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها الحكومة وهدفها تقليل التجمعات وحث المواطنين على البقاء في منازلهم أمنين، وكان من أبرز هذه الإجراءات اتخاذ قرار إغلاق المنشآت التجارية والسياحية والترفيهية التي تتضمن تجمعات، فضلا عن فرض حظر تجوال لعدد ساعات من اليوم، وقرارات أخرى في هذا السياق.
ورغم تشديدات الحكومة على ضرورة التزام الجميع بالتعليمات من أجل الحفاظ على سلامة الوطن والمواطنين، وأيضا ملاحقة الأجهزة الأمنية للمخالفين بغرض الحد من انتشار التجمعات، إلا أن هناك عدد من راغبي تحقيق الربح على حساب صحة المواطنين لا يستمرون في مخالفة التعليمات فقط، بل يبتكرون طرق ووسائل للتحايل على الدولة، ولا يضعون في اعتبارهم سلامة المواطن مطلقا.
"إن كنت ملتزما وباقيا قي منزلك أمن خلال ساعات الحجر الصحي وحظر التجوال، وتشعر بالخوف من النزول تحسبا من الإصابة بفيروس كورونا، فلا داع للقلق، فنحن سنوصل الفيروس حتى باب منزلك".. الوصف الأدق لشعار اتخذته بعض مراكز تقديم خدمة المساج والتدليك، فرغم تشديدات وزارة الصحة على ضرورة إغلاق كافة المراكز التي يمكن أن تنقل العدوى لتضمنها تجمعات، وتوجيه المواطنين بضرورة عدم الاختلاط ومصافحة الأخرين تحسبا لنقل العدوى، إلا أن هناك من لا يبالي بكل هذا إلا تحصيل الأموال فقط، ويساهم جليا بنشر العدوى في المجتمع.
انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، إعلانات لبعض مراكز المساج، تفيد بقيامهم بتقديم خدمة التدليك المنزلي خلال ساعات حظر التجوال، ما دفع بعض رواد منصات التواصل الاجتماعي لانتقاد المنشور الدعائي وحث المركز على الإغلاق، مؤكدين خلال التعليقات على المنشور أن تلك الخدمة تعد الأسرع في نشر العدوى كونها تعتمد على التلامس والاحتكاك المباشر، ولكن رد مقدمي الخدمة كان مثير للاستفزاز، حيث تضمن إشارة واضحة لعدم الاعتبار لتلك التنبيهات.
وفي هذا السياق يناشد مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي، الأجهزة الأمنية بضرورة ملاحقة المخالفين لتعليمات الدولة، وذلك في ظل جهودهم الجلية في مكافحة التجمعات والحد منها.
وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الصحة والسكان، في بيانها الأخير، ارتفاع عدد الحالات التي تحولت نتائج تحاليلها معمليًا من إيجابية إلى سلبية لفيروس كورونا (كوفيد-19) إلى 196 حالة.
وكشف الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، عن خروج 18 حالة بينهم أجنبيان و16 مصريًا من المصابين بفيروس كورونا من مستشفى العزل، وذلك بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 150 حالة حتى اليوم، من أصل الـ196 حالة التي تحولت نتائجها معمليًا من إيجابية إلى سلبية.
وأوضح أنه تم تسجيل 47 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، جميعهم من المصريين، بينهم عائدون من الخارج إضافة إلى المخالطين للحالات الإيجابية التي تم اكتشافها والإعلان عنها مسبقًا، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتا إلى وفاة حالة واحدة لمصرية تبلغ من العمر 44 عامًا من محافظة القاهرة، موضحًا أنها توفت فور وصولها المستشفى.
وقال "مجاهد" إن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الإثنين، هو 656 حالة من ضمنهم 150 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و41 حالة وفاة.
وأكد مجاهد مجددًا عدم رصد أي حالات مصابة أو مشتبه في إصابتها بفيروس كورونا المستجد بجميع محافظات الجمهورية سوى ما تم الإعلان عنه، مشيرًا إلى أنه فور ظهور أي إصابات سيتم الإعلان عنها فورًا، بكل شفافية طبقًا للوائح الصحية الدولية، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن "105"، و"15335" لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية.