من داخل الحجر الصحي.. قصص وحكايات ممرضات في مواجهة فيروس كورونا
الأحد، 29 مارس 2020 03:24 م
بالتاج الأبيض والبالطو والكمامات، تسلح الجيش الأبيض من الممرضين والممرضات لمواجهة الحرب علي فيروس كورونا المستجد في مستشفيات العزل بكافة المحافظات، بعضهم ترك خلفه أسرته وأطفاله، لأنهم معرضين بدرجة كبيرة للإصابة بالمرض في كل لحظة، فقد اصيب 19 منهم، ولكنهم لم يتراجعوا عن مسئوليتهم رغم قلة الإمكانيات التي يعانوا منها، فهم تعاهدوا علي مساندة الوطن في هذه المحنة.
"صوت الأمة" رصدت قصص لبعض الممرضات في مستشفيات الحجر الصحي، وكيفية تعاملهم مع الحالات المصابة.
ففي مستشفي اسنا، ضرب الفريق الطبي أروع الأمثال في مواجهة أزمة كورونا، ولأن الأطباء لا يعملون بدون التمريض، فكان للممرضة سناء عبد الله، دورا كبير في دعم المصابين ومساعدتهم علي الشفاء، فهي تعمل في المستشفي منذ عدة سنوات وعندما علمت بخبر تحويلها لمستشفي الحجر الصحي لم تتخلي عن مسئوليتها، وقررت الاستمرار في العمل، رغم محاولات اهلها لإعادتها للمنزل، لكنها لم تتراجع عن دورها خاصة أن منع نشر الفيروس يصب في مصلحتهم لحمايتهم.
وأضافت سناء أن يومها يبدأ بمستشفيي الحجر فى السابعة صباحا للإشراف على إفطار الحالات التى تتولى مسئوليتها، وتناولهم لأدويتهم فى مواعيدها المحددة، على أن تعود بعد ذلك إلى غرفتها بعد الخضوع لتعقيم كامل، من أجل تناول وجبة الإفطار، قبل أن تستأنف عملها من جديد داخل قسم العزل وتستكمل ورديتها التى تستمر لـ٨ ساعات، لتخرج بعد ذلك من مبنى العزل بعد تسليم الوردية.
وعن دور أسرتها في مساندتها تقول سناء ":" اتحدث يوميا مع والدى ووالدتى وأبنائى، وأوجه شكر خاص لزوجى الذى قرر الاهتمام بأبنائنا خلال فترة بقائى فى المستشفى، فقد تفهم مسئوليتي منذ اليوم الأول، كما أنه جعلنى أطمئن على أبنائى فى غيابى".
وقالت صابرين احدي الممرضات المصابين بعد خروجها من الحجر الصحي بالعجمي، أنها كانت تأخذ كافة الإجراءات الاحترازية اللازمة، ولكنها تعرضت للإصابة نتيجة مخالطة حالة غير موكدة، وأجرينا أنا وزميلاتي فحص PCR وأتت النتائج إيجابية، ومن هنا بدأت رحلتي مع الفيروس المستجدّ منذ ثمانية أيام.
وأشارت إلي أنه بعد ظهور نتيجة التحليل تم إقرارها من قبل إدارة المستشفي بضرورة الانتقال لمستشفى الحجر الصحي بالإسكندرية لمدة 14 يومً، وهي المدة المطلوبة لضمان خروج الفيروس من جسم المريض، إلا أنه والحمد لله أخر 4 أيام جاءت أغلب نتائج العينات سلبية، لتقرر إدارة المستشفى خروجنا بعد أن تلقينا العلاج لمدة ثمانية أيام".
وقالت سها مصطفي، نقيب تمريض الاسكندرية، أن عدد الحالات في مستشفي حجر صحي العجمي يبلغ 18 ممرضة من بينهم 7 من محافظة دمياط، و10من مستشفي طلبة الجامعة، وممرضة من القاهرة، فالحالات المشتبه فيها يتم تحويلها للحميات لإجراء التحليل وأخذ المسحة، وإذا ثبت أنها ايجابية يتم تحويلها إلي مستشفي الحجر .
وأضافت سها، إن التعليمات لكافة طاقم التمريض هي الالتزام بارتداء كافة أدوات الوقاية " البدلة الصفراء في حالة الإصابة والجوانتي والماسك" بشكل دائم للتواصل مع الحالات في المستشفيات، مشيرة إلي أنها علي تواصل مستمر لمعرفة أي نقص للمستلزمات ومتابعة الحالات المصابة.
وقدم عدد من الممرضين والمرضات بعض الاقتراحات لمساعدتهم في تجاوز الأزمة والقيام بدروهم، وجاء في بيانهم المقدم لنقابة التمريض إن الفرق الطبية بشكل عام والتمريض بشكل خاص ( بحكم أنهم الأكثر تعاملا مع الحالات) يعانوا من نقص كبير في التزويدات الطبية من ماسكات وجوانتيات ونظارات وكحول وتأخير في سحب عينات دورية للتمريض، مما أدي إلي إصابة بعد الممرضين بالكورونا، ولكننا نطلب من النقابة والوزارة توفير ٥ خطوط ساخنة ( يفضل أرقام موبايلات) لاستقبال مكالمات من أي تمريض في أي مستشفي للإبلاغ عن عجز المستهكلات وايصاله في أقرب وقت.
وأضافوا في بيانهم، بضرورة سرعة التعاقد مع احدي شركات التوصيل، وعمل شراكة ومنفعة متبادلة نستفيد منهم بتوصيل التمريض للمستشفيات في أوقات الحظر، مع اطلاق تطبيق وتسجيل بيانات كل ممرض وممرضة لتسهيل التواصل لأمر المواصلات، وسرعة الابلاغ عن أي مشكلة، والنقابة لديها كل التفاصيل والمعلومات الشخصية عن كل ممرض، متمنين عدم التأخر في هذه الخطوة.
وأوضحوا أن تسهيل التواصل بين النقابة والتمريض سيشعر الممرضين بالأمان، وأنه ليس عليهم سوي العمل بكل قوة، مع دعم كل المؤسسات لهم ، نكرر لدينا الكثير من الأماكن التي تعاني من العجز وعلي اتصال دائم بكل المستشفيات بشكل عام ومستشفيات الحجر بشكل خاص، ونتمني التواصل والتكاتف لمصلحة الجميع، مع استخدام عدد من المتطوعين كمساعدين تمريض لتقليل الضغط والمجهود علي التمريض، وصرف تعويضات مناسبة لكل المصابين.