على الرغم من التحذيرات الوقائية والإجراءات التى تقوم بها الدولة لمواجهة انتشار فيروس كورونا وفى مقدمتها حظر التجول ومنع أى تجمعات إلا أن الكثير من المواطنين فى المحافظات كان لهم رأيا أخر، حيث شهدت مكاتب البريد وماكينات الصرف الألى للبنوك زحاما شديدا من قبل الأهالى لصرف المرتبات والمعاشات دون أى اعتبار لمعايير الأمان والسلامة مما ينذر بوقوع كارثة محدقه وإمكانية إصابتهم بالاوبئة.
ففى محافظة الغربية تكدس المئات من المواطنين أمام البنوك المختلفة وماكينات الصراف الآلى لصرف المرتبات والمعاشات، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة وانتشار لفيروس كورونا، رغم التحذيرات المستمرة والتنبيهات بالحد من الزحام وعدم التكدس أمام البنوك أو التجمعات لمنع انتشار المرض بين المواطنين.
وفى مدينة كفر الزيات، خالف المئات من المواطنين والموظفين القرارات وتكدسوا بالمئات أمام ماكينات الصرف الآلى وأمام البنوك لصرف المرتبات والمعاشات، وتكالب المواطنون علي صرف مرتباتهم من ماكينات الصرف وكذلك إنهاء أعمالهم بالبنوك قبل الواحدة والنصف ظهرا خاصة مع تعديل مواعيد العمل الجديدة بالبنوك واغلاقها في هذا التوقيت، الأمر الذي اثار استياء الاهالى لما يفعله هؤلاء المواطنين بالتكدس امام البنوك.
من ناحيه أخرى شهدت شركة مصر للغزل والنسيج تكدس مئات العمال أمام شبابيك صرف المرتبات، لصرف المستحقات، بعد قرار تعطيل العمل داخل الشركة حتى نهاية الشهر أو لحين إشعار أخر بعد ظهور حالتى اشتباه بفيروس كورونا، رغم مطالب مجلس إدارة الشركة عمال الشركة باتباع القواعد الصحية وعدم التزاحم حرصا على الصحة والسلامة لجميع أبناء الشركة.
وفى محافظة البحيرة شهدت مكاتب البريد وماكينات الصراف الألى الخاصة بالبنوك ازدحاما شديدا من قبل الأهالى لصرف المرتبات والمعاشات، حيث اصطف المئات من المواطنين فى طوابير طويلة لصرف استحقاقتهم غير عابئين بإمكانية انتشار العدوى بينهم بفيروس كورونا.
وطالب المواطنون الأجهزة التنفيذية بتنظيم عمليات صرف المرتبات والمعاشات بشكل أمن حرصا على سلامتهم، كما شدهت مدينة دمنهور تدشين مبادرة جديدة تحت عنوان "سلامتك قبل مرتبك" وذلك بهدف توعية المواطنين باتخاذ الإجراءات الصحية قبل شروعهم فى صرف مرتباتهم من ماكينات الصرف الآلى حرصا على سلامتهم.
وقال أحمد سليمان طالب جامعى، إنه تم إطلاق هذه المبادرة على مواقع التواصل الاجتماعى واحتفى بها عدد كبير من الشباب الجامعى بمدينة دمنهور وقرروا المساهمة فى مواجهة انتشار فيروس كورونا، مشيرا إلى أنه تم تقسيم الشباب إلى مجموعات لتوعية المواطنين بمخاطر الزحام أمام ماكينات صرف النقود التابعة للبنوك ومكاتب البريد وكذلك وضع علامات ارشادية على الأرض للحفاظ على مسافة كافية بين المواطنين بالاضافة الى توزيع المطهرات والمناديل المعقمة لاستخدامها قبل وبعد عمليات الصرف.
وفى محافظة الشرقية شهدت مكاتب البريد والبنوك وأمام ماكينات الصرافة زحاما وتكدس شديد، حيث تواجد الأهالي من أصحاب المعاشات والموظفين لصرف معاشاتهم ورواتبهم من ما كينات الصرف أمام البنوك، وتجمع العشرات أمام بنك مصر فرع الزقازيق.
وقال أحمد على، "أنا حضرت قبل الساعة الثامنة من صباح اليوم الأربعاء، لصرف معاشي وتفاجأت بزحام شديد وتكدس أمام ماكينة صرف بنك مصر بمدينة الزقازيق"
وأضا سامى المكوجي من أصحاب المعاشات، للأسف التكدس أمام ماكينات الصرف بالبنوك أكثر وأصعب ما يمكن والاهالى ملتصقين بعضهم البعض دون وجود أي مسافات بينهم.
وفى محافظة القليوبية شهد سنترال بيجام بمدينة شبرا الخيمة، ازدحام ملحوظ أمامه، حيث اصطف المواطنين بطابور كبير حيث يدخل كل واحدا منهم بشكل فردى من خلال تلك الطابور، بجانب وجود تزاحم لأخرين بجوارهم يفترشون الأرض، دون الأخذ بالأعتبار التحذيرات الشديدة من عدم الاختلاط والأزدحام حرصا علي سلامتهم.
وقال أحد المواطنين، إنه جاء السنترال لتخليص إجراءات الحصول علي إجراءات شريحة التابلت لابنته طالبة بالصف الأول الثانوي، وشاهد ازدحام منذ الصباح، مشيرا إلى أنه يوجد تنظيم للمواطنيين ويتم الدخول بشكل فردى، موضحا أن هناك أولياء أمور ينتظرون علي الأرض حتي يأتي دورهم.
فيما اتخذت محافظة القليوبية عددا من الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تتخذها الدولة للوقاية من فيروس كورونا المستجد، وبناء على التعليمات الواردة من رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التنمية المحلية، فقد عقد عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، اجتماعا لبحث ومتابعة الإجراءات التي تتخذها جميع الجهات التنفيذية بالمحافظة لمواجهة فيروس كورونا المستجد.
وفى محافظة الاسماعلية تجمهر عدد كبير من العمالة المؤقتة، للمطالبة بالحصول علي 500 جنيه، والتى أعلن عنها محمد سعفان، وزير القوى العاملة، حيث تجمع قرابة 500 مواطن من محافظة الإسماعيلية، أمام مبنى مديرية القوة العاملة، لمطالبة بالحصول على المنحة، ولم يجدوا استجابة من المستشار ياسر سعيد، وكيل وزارة القوى العاملة، فتوجهوا إلي ديوان عام محافظة الإسماعيلية بالشيخ زايد، فقرر مسؤولي خدمة المواطنين استلام صور البطاقات من المواطنين لتسجيلهم كعمالة غير مؤقته للحصول علي منحة، صمن المرحلة الثانية للوزارة القوة العاملة.
كان هيثم سعد الدين المتحدث باسم وزارة القوى العاملة، كشف تفاصيل خطة الوزارة لحصر العمالة غير المنتظمة التي تأثرت جراء أزمة كورونا قائلاً " إن الوزارة خصصت منحة إستثنائية قدرها 500 جنيه تصرف عبر مكاتب البريد للعمالة المسجلة رسميًا في قواعد بيانات الوزارة كبداية تبعًا لمحل إقامة كل عامل.
فيما شهدت المنيا انتظام جميع المصالح والمؤسسات الحكومية فى مواعيدها المحددة، وفى المقدمة مكاتب البريد والبنوك، واللذان يشهدان إقبال كثيف من قبل المواطنين وتدافع فيما بينهم على أسبقية الدخول إلى الصالات التابعة للبريد أو البنوك، مما دفع القائمين عليها بتوزيع الأرقام على المواطنين وجعلهم ينتظرون خارج المصلحة حتى ينتهى من بالداخل ولا يحدث تكدث ولا زحام.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه كافة ماكينات الصراف الألى زحاما وتدافعا كبيرا بين المواطنين للتسابق للوصول إلى الماكينة لصرف رواتبهم، وعلى الرغم من محاولات الكثيرين لتنظيم التواجد امام ماكينات الصراف الآلى إلا أن الزحام الشديد بدد مجهود كل من يحاول مباعدة المواطنين، وطالب عدد منهم بتدخل الشرطة لفض المواطنين من أمام ماكينات الصراف الآلى وتنظيم المتواجديدين منعا للتزاحم خوفا من انتشار فيروس كرونا.
ومن ناحية أخرى فقد شهد مركز سمالوط ومطاى وبعض الأماكن من مدينة المنيا قيام مجموعة من الشباب بإطلاق مبادرة لتنظيم الصفوف أمام الصراف الآلى من خلال وجود كراسى أمام الماكينات، حيث قام الشباب باستئجار كراسى ووضعها أمام الماكينات منعا للتزاحم، بالإضافة إلى قيام أحد الشباب بتطهير وتعقيم الأيدى عقب استخدام الماكينات بين كل شخص وأخر.
وفى شمال سيناء شهدت أماكن تواجد ماكينات صرف العملة فى مدينة العريش تزاحم من الموظفين لصرف مرتباتهم من امام فروع البنوك، وكانت أكثر مناطق التزاحم بموقع بنك مصر الكائن أمام مجلس مدينة العريش، وسط المدينة، والماكينات المنتشرة والبنك الأهلى وبنك القاهرة وبنك التعمير.
وقال محمد حسنى، موظف، إنه اعتاد شهريا على الزحام مع كل نهاية شهر لصرف مرتبه وهذه المرة الأمر مختلف حيث لم تتخذ اجراءات تنظيم المتعاملين على كل ماكينة ولم تتوفر ماكينات إضافية او منافذ صرف عملة متنقله.
فيما تسائل رشاد حسن سالم، مدرس، عن دور البنوك لتلافى هذه المشكلة لافتا إلى أنه وقف بطابور كان أمامه 15 شخصا ومكث فترة قاربت 33 دقيقة حتى وصل لماكينة الصرف، وأجمع المتعاملون مع الماكينات فى كل موقع على ضرورة تدخل الجهات المسئولة بشمال سيناء حيث تعد هذه الأماكن الأن مناطق تجمع على مدار الساعة وأمر مجبر عليه الموظفين لسحب مرتباتهم.
