كأن على رؤوسهم الطير.. قوائم البرادعي وصباحي تدير ظهرها عن مبادرات الخير في زمن الكورونا
الأربعاء، 25 مارس 2020 01:44 م
على مدار الأيام الماضية تبنى رجال مجتمع وسياسيون وفنانون مبادرات للمشاركة في تخفيف معاناة المواطنين في أزمة فيروس كورونا، وتعددت المبادرات والخير واحد، مع مزيد من المطالبات بتحركات أكثر تفاعلا تتزامن مع احتدام الأوضاع.
إحدى هذه المبادرات كان "تحدي الخير" الذي انتشر بين فنانين ومشاهير، كل منهم يخرج على صفحته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتبنى التكفل بعدد من المواطنين غير القادرين، أو الذين يعتمدون في عيشهم على العمل باليومية، ثم يرسل التحدي لغيره باسمه.
وسط مبادرات وتحديات الخير اختفت أسماء، لم تكن في وقت سابق تفوت فرصة لفرض رأيها والإدلاء بدلوها في توجيه قوائم تابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي في أوقات حالكة كانت تحتاج إلى السكوت وقتها لجمع الشتات ولم الشمل.
قائمة المتملصين من تحديات الخير وطرح المبادرات لإنقاذ المجتمع مليئة بالأسماء، لكن يحتل مقدمتها اسم محمد البرادعي، السياسي والمغرد الشهير، أحد قادة الجماهير بتغريداته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر.
في الغالب لم يترك البرادعي مناسبة بمصر إلا وانبرى للتعليق عليها، مع خلع عباءة المنقذ بمزيد من التوجيهات نحو سوء الأوضاع الداخلية نتيجة غياب العدالة الاجتماعية، وتمرير عبارات التكافل والتكاتف المجتمعي على حد سواء، لكن يبدو أنه آثر غض الطرف هذه المرة عن التغريد طالما تعلق الأمر بالمشاركة الفعلية في إنقاذ المجتمع والتوجيه لعمل الخير، وسيكتفي بالكلمات المجانية ونصائح العالم الآخر.
لم يختلف حمدين صباحي عن متصدر القائمة شيئا. في السابق حمل السياسي الشهير على عاتقه لقب المتحدث الرسمي باسم المستضعفين ونصب نفسه بمناسبة وغير مناسبة مدافعا عن حقوق الشعب، بغض النظر عن فشله في عدم إقناعهم بتجاربه السابقة، لكن يبدو أن التوجيه لعمل الخير حاليا اختلفت أبعاده وأصبح له حسابات أخرى إذا تعلق الأمر بإنقاذ مجتمعي يقف على رأسه خصوم سياسيون، حتى لو ارتبط الإنقاذ بكارثة تجتاح العالم وتهدد مصر مثل كورونا.
لم يفرض أحد على البرادعي وصباحي عمل الخير "وقائمة المنظرين المجتمعيين"، ولكن على الأقل المشاركة ولو بالتحريض عليه من قبيل خدمة المجتمع التي ملأت خطاباتهم للجماهير.
المتتبع لهاشتاجات تحدي الخير سيرى المطالبات لأسماء مثل البرادعي وصباحي وآخرين يوضع قبلهم لقب ناشط سياسي بالمشاركة، وموجة السخط التي تبعت التجاهلات أو ردود من قبيل "أن الخير بين العبد وربه أو لا مزايدات في عمل الخير"، تبعتها كتابات بأن الكارثة الحقيقية والشدة أسقطت الأقنعة ورفعت رداء المتاجرة بالوطنية.
ربما ستشهد الأيام القادمة خروج البرادعي وصباحي وقوائمهم بمادرات لكن من نوع آخر يتعلق بتحقيق مكاسب سياسية مثل إخراج المحبوسين من السجون، بالطبع ليس كل المحبوسين لكن نوعهم المفضل، بزعم حمايتهم من كورونا، رغم الأحكام المثبتة بتورطهم في أعمال جنائية وتهم ثبتت عليهم من واقع التحقيقات.