في إيطاليا وداع بلا مودع.. ماذا بعد وفاة 3000 حالة بسبب كورونا؟
الجمعة، 20 مارس 2020 04:17 م
تتزايد معاناة الشعب الإيطالي يوماً تلو الاخر في ظل ارتفاع معدل الإصابات بها بفيروس كورونا المستجد. وتعد إيطاليا من أكثر بؤر المرض في العالم، بعد وصول عدد الإصابات 35.713 شخصا، منهم 2257 فى العناية المركزة، والوفيات وصل عددهم 3000 حالة. وقررت الحكومة مد الحجر الصحى والعزل فى المنازل إلى 3 أبريل المقبل، فى محاولة لوقف انتشار الفيروس.
رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبى كونتى، فى مقابلة مع صحيفة الكورييرى ديلا سيرا، قال إن الإجراءات التى اتخذناها من إغلاق معظم الشركات والمدارس ستستمر حتى 3 أبريل، لضمان وقف انتشار فيروس كورونا، مضيفا أن حالات الوفاة بسبب الفيروس وصلت إلى 3000 شخص، وهو قريب للغاية من الصين، ولذلك فإنه لابد من استمرار الإجراءات التقييدية مع الاستعداد للعمل وفقا لاحترام القواعد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الأسبوع الماضى، هناك 60 مليون إيطالى أصبحوا لا يستطيعون التنقل إلا لأسباب مهنية وعاجلة، والمدارس مغلقة والاجتماعات ممنوعة، كما تحاول زيادة مركبات النقل العام خلال ساعات الذروة ووقفها فى أوقات أخرى، وتحديد عدد المواطنين الذين يسمح لهم بصعود أي وسيلة من وسائل النقل العام، فى محاولة لتفادى عدوى فيروس كورونا.
ونقل الجيش الإيطالى 60 جثمانا من ضحايا فيروس كورونا ، لحرقها في المقابر، ونقل حفنة من رماد كل متوف إلى ذويه في مدينة Bergamo الأكثر ابتلاء بالفيروس في مقاطعة لومبارديا بالشمال الإيطالى.
ومن بين الإجراءات التى اتخذتها إيطاليا بعد توقف الحياة بسبب فيروس كورونا، خفض رواتب لاعبى كرة القدم. وأكد الاتحاد الإيطالى لكرة القدم تخفيض رواتب لاعبى كرة القدم بنسبة تتراوح بين 20 و30% فى سياق الطوارئ التى تمر بها البلاد بسبب تفشى فيروس كورونا، والذى أجبر على تعليق النشاط بالكامل. ومن بين النجاحات والإخفاقات يشرح عدد من الخبراء الإيطاليون فى الطب والاتصالات والسياسة تجربتهم مع الفيروس والاستنتاجات التى توصلوا إليها، والتى من الممكن أن تخدم البلدان الأخرى التى تعانى من الفيروس.
وقال جورجيو بالو، عالم الفيروسات فى جامعة بادوفا، شمال إيطاليا، لصحيفة الدياريو الإسبانية، إن الإيطاليين تعلموا من الصينيين، العزل، فمن الواضح أن الصين أدركت خطر الفيروس سريعا، حيث أن مخاطره ليس على القطاع الصحى فقط بل أيضا على القطاع الاقتصادى والاجتماعى، ولكن العزل والحجر الصحى أهم الخطوات للسيطرة على الفيروس، وذلك يتم بتدابير صارمة وقسرية، مصحوبة بعقوبات صارمة، وهذا ما نجح بالفعل فى الصين وإيطاليا.
وأكد بالو، أنه حتى الآن تم القبض على 161 إيطاليا من قبل رجال الشرطة بسبب انتقالهم فى البلد دون سبب، فليس الجميع يحترم أمر البقاء فى المنزل، ولكن فى إيطاليا يتم تطبيق هذا العزل فى حدود دستورنا، مشيرا إلى أن من بين الأخطاء التى ارتكبتها إيطاليا، الهوجة الإعلامية والهيستيريا التى انتابت المواقع الاجتماعية، حيث أدى إلى نشر المزيد من المعلومات الخاطئة. في الوقت ذاته، حذر ماركو جيرينى، باحث فى مؤسسة برونو كيسلر فى ترينتو، وخبير فى الظواهر الاجتماعية اللغوية على الشبكات الاجتماعية لصحيفة الدياريو الإسبانية من استغلال المواقع الاجتماعية لنشر العديد من الأخبار غير الصحيحة، وهو ما أثار جدلا عند الإيطاليين، فهناك من يؤكد تلك الأخبار وهناك من يراها زائفة، ولذلك فإن المواقع الاجتماعية ساهمت بشكل كبير فى تأخير السيطرة على الفيروس.