بعد غلق المراكز التعليمية.. بيوت المدرسين "سناتر" بلا رقابة
الأربعاء، 18 مارس 2020 01:47 مأحمد سامي
وضعت وزارة التربية والتعليم شروطا للمدرسين من أجل التواصل مع الطلاب خلال فترة الاسبوعين القادمين لتعويضهم عن اليوم الدراسي من خلال التواصل عبر مواقع السوشيال ميديا وأحدي تطبيقات التواصل والتعليم عن بعد على أن يقوم أخصائي التكنولوجيا بالمدرسة بتقديم الدعم الفني للمساعدة على أن تضم المجموعات طلاب الصفوف التى يقوم المعلم بتدريسها وفق الخطة الرسمية على أن يكون مدير المدرسة وموجه المادة ضمن هذه المجموعة.
وجاءت تعليمات الوزارة بشكل واضح لكافة المدرسين من أجل الحفاظ على صحة الطلاب والسيطرة على انتشار فيروس كورونا المستجد، كما شنت كافة الجهات المعنية حملات على المراكز التعليمية من أجل منع الاختلاط بين الطلاب وانتشار العدوي، وفي الوقت الذي تعمل فيه كافة جهات الدولة على قدما وساق من أجل حماية الوطن والمواطنين من انتشار هذا الوباء، نجد إن بعض المدرسين لا يحملوا هم صحة الطلاب على أكتافهم بل اعماهم الجشع وكسب الأموال، حولوا منازلهم إلي مقرات لتقديم الدروس الخصوصية للطلاب.
ففي منطقة الجيزة لجأت مُدرسة للغة الإنجليزية وزوجها مدرس رياضيات إلى جعل منزلهم وكر لإعطاء الطلاب الدروس دون أن يعلم أحد من المسئولين بما يدور داخل المنزل، وبعيدا عن رقابة مديرية التربية والتعليم بالمنطقة وقد أثار تجمع الطلاب أمام منزل المدرسة على مدار اليوم استياء القاطنين بالمنطقة نظرا لما يمثله الأمر من خطورة على الطلاب وعلي أولياء أمورهم.
ففي صباح كل يوم تبدأ المجموعات في القدوم لمنزل المُدرسة والتى لا تقل عن 20طالبا فى المجموعة الواحدة بصحبه اهاليهم من أجل الاطمئنان عليهم، الأمر الذى يزيد من مخاطر العدوى وانتشار المرض، وقد حاول الأهالي التواصل مع المُدرسة وتحذيرها من خطورة هذا الامر علي صحة المواطنين، ولكنها لم تنصاع للنصائح وأكدت انها تعطي الدروس بناءا على رغبة اولياء الامور وأنها تحرص علي تعقيم المنزل بعد كل مجموعة دراسية، الأمر الذي دفعهم إلي تهديدها بتقديم شكوي ضدها لمديرية التعليم بالجيزة للتراجع ولكن دون فائدة من جانبها.
نفس الأمر تكرر في منطقة شبرا فقد استمر مدرسي المرحلتين الابتدائية والإعدادية في استقبال الطلاب بمنازلهم من أجل اعطائهم الدروس بعد الحصول على المقابل الشهرى للحصص المقررة ورفض رد أموال أو تعويض الطلاب عنها بعد انتهاء الاسبوعين القادمين، الأمر الذي دفع الأهالي إلي المخاطرة وإرسال أبناءهم لتلقى الدروس في منازل المدرسين حرصا على مستقبلهم الدراسي.
وتقول منال محمد ولية أمر أحدي الطالبات بمدرسة بشبرا، أن مدرس الرياضيات أصر على اعطاء الطلاب الدروس فى نفس الوقت المعتاد دون النظر إلي الظروف الحالية ومنح الطلاب إجازة خوفا على صحتهم، ولكن المدرسين لا يراعوا ضمائرهم فالمدرس يشرح للطلاب مرتديا الكمامة وبالتالي فإن الطلاب لا يتسوعبوا شيئا فضلا عن أن عدد الطلاب في المجموعة الواحدة لا يقل عن 14 طالب وبالتالي فإن فرص انتشار المرض بينهم كبيرة ولهذا رفضت ارسال إبنتي للدرس دون النظر لرفض المدرس تعويضها عن الدروس التي لن تحضرها.
ومن جانبها قالت سمر سعيد، أن مدرس نجلها كريم الطالب بالصف الخامس الابتدائي، رفض ارسال المواد الدراسية لنجلها عن طريق "الواتس اب " كما جاءت التعليمات ولكنه اصر علي جمع الأطفال في أحد المنازل من أجل اعطاءهم الدروس دفعة واحدة والانتهاء من المنهج بشكل نهائي ومن يرفض الانصياع لأوامره أبلغه بأنه لن يكمل مع الطالب سوي بهذه الطريقة.
وأكملت سمر قائلة:" للاسف أحنا مش عارفين نعمل أيه كأولياء أمور الوزارة علقت الدراسة بس سابتنا للمدرسين للتلاعب بنا وبعد ما اخدوا فلوس الدروس بيتحكموا فينا ورافضين يكملوا غير بتجميع الطلاب ودا خطر علي صحتهم وعلي اهاليهم، ولو المدرس مش خايف علي نفسه احنا خايفين علي عيالنا وخلاص في داهية الفلوس قدام الخطر دا".