قتل 50 مليون شخصاً.. حكاية وباء أرعب العالم أكثر من كورونا (صور)

الثلاثاء، 17 مارس 2020 11:00 م
قتل 50 مليون شخصاً.. حكاية وباء أرعب العالم أكثر من كورونا (صور)
كتب- محمد أبو ليلة

 
 
في ظل تسارع جميع دول العالم للإعلان عن عدة تدابير لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي عن أخطر أزمة صحية منذ قرن، وأشار إلى الأنفلونزا الإسبانية التي أودت بحياة ما بين 240 و250 ألف شخص في فرنسا عام 1919، هذا الوباء الذي اجتاح العالم أوائل القرن الماضي أودى بحياة 50 مليون شخص حول العالم وتمثل مرجعا حول الأوبئة الحديثة، لكن هل يمكن مقارنتها بوباء كوفيد-19 "كورونا"؟.
 
حتى الآن، ثمة فرق شاسع بين حصيلة الوباءين: فقبل قرن، توفي ملايين الناس في القارات الخمس، في حين يعد ضحايا وباء كورونا بالآلاف،  وهناك اختلاف في طبيعة الفيروسين، الأول أنفلونزا صنف أ إتش ون إن ون والثاني من فصيلة كورونا.

حكاية الإنفلوانزا الإسبانية
ويشير المتخصص في الجغرافيا في جامعة بول فاليري بمونبيلييه الفرنسية، فريدي فينيه، إلى اختلاف "السياقات" التي ظهر فيها الفيروسان، حيث سبق أن نشر فينيه عام 2018 مؤلفا حول تاريخ الأنفلونزا الإسبانية بعنوان "الأنفلونزا العظيمة" منشورات فانديميار، ويقول فينيه إنه خلال الموجة الأولى للفيروس في ماي ويوليو عام 1918 في أوروبا، "كانت السلطات منشغلة بقضايا أخرى ولم تقدر حجم المشكل".
 
ففي فرنسا، لم يبرز وعي حقيقي بجدية الوضع إلاّ في خريف 1918 مع بلوغ الوباء ذروته عمليّا، حينها طبقت إجراءات غلق للأماكن العامة، لكن بدرجات متفاوتة، وثمة فرق أساسي آخر: كانت الأنفلونزا الإسبانية "على الهامش الإعلامي للحرب العالمية الأولى، ويقول المختص في الكوارث والمخاطر الطبيعية: "احتلت الحرب العناوين الكبرى للصحف، والعكس صحيح في حالة فيروس كورون.

الفرق بينها وبين كورونا
كان عدد المرضى كبيرا، إلى درجة لم يعد يوجد عمال ولا أدوات عمل لتطبيق إجراءات، على غرار تعقيم الأماكن العامة، وتأثر الجيش الفرنسي بشدة بالوباء، لكن اتفقت جميع الدول على اعتبار أن الوباء لم يكن له تأثير حاسم على مجرى الحرب.
 
وجرت عمليات الحجر الفعالة الوحيدة في الجزر البعيدة مثل ساموا الشرقية، وقد أشرفت عليها البحرية الأمريكية، وهو أحد الأماكن القليلة التي لم تتضرر من الفيروس، ويبقى أصل الوباء غير معلوم رغم رصده أول مرة في الولايات المتحدة في مارس 1918، لكن بعض العلماء احتمل أن مصدره من الصين على غرار كوفيد-19، لكن لم يعثر على أي دليل لإثبات هذه الفرضيّة.
 
وسمي الفيروس بالأنفلونزا الإسبانية لأن الصحافة الإسبانية كانت من بين أول من تحدث عن المرض في أوروبا شهر مايو من 1918.

معدلات الوفاة وقتها 
وقتها حصد الوباء حوالي 5% من مجموع سكان الهند وقد قدر الرقم بنحو 17 مليون شخص، وفي اليابان أحصيت أكثر من 23 ميلون حالة إصابة نتج عنها حوالي 390 ألف حالة وفاة ، أصيب حوالي 28% من السكان في الولايات المتحدة بالمرض وحصد أرواح ما بين 500 و 675 ألف شخص ، وفي بريطانيا رصدت أكثر من 250 ألف ضحية وفي فرنسا بلغ العدد 400 ألف  وسقط في كندا حوالي 50 ألف مريض.
 
تميزت الإنفلونزا الأسبانية على عكس أنواع الإنفلونزا الأخرى بقدرتها على إحداث مضاعفات مميتة في من هم أعمارهم أقل من 45 سنة، فالإحصائيات تشير إلى أن 99٪ من الوفيات كانت في أشخاص أعمارهم أقل من 65 سنة، وأكثر من نصف الوفيات كانت في المجموعة العمرية ما بين 20-40 سنة. 
وكان السبب الرئيسي للوفاة هو الاختناق نتيجة نزيف رئوي أو التهاب رئوي ثانوي. ويرى البعض أن سبب مناعه كبار السن النسبة ضد الإنفلونزا الأسبانية يعود لتعرضهم للإنفلونزا الروسية عام 1889 مما أكسبهم مناعة جزئية ضد الفيروس.
 
وكانت الأعداد الهائلة للوفيات نتيجة لنسب العدوى العالي التي بلغت 50% من السكان كما ساهمت حدة أعراض المرض في ارتفاع الرقم نتيجة لما سببه المرض من ارتفاع هائل للسيتوكين داخل الجسم وبالتالي حدوث أعراض أكثر شدة وأعظم فتكاً.
 
WhatsApp Image 2020-03-17 at 10.03.19 PM (1)
 
WhatsApp Image 2020-03-17 at 10.03.19 PM (2)
 
WhatsApp Image 2020-03-17 at 10.03.19 PM

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق