في ذكرى سيد درويش ... موسيقار الثورة والعمال

الثلاثاء، 17 مارس 2020 09:37 م
في ذكرى سيد درويش ... موسيقار الثورة والعمال
سيد درويش
كتب مايكل فارس

تحل اليوم الذكرى الـ128 على ميلاد الفنان السكندرني الملقب بشيخ الموسيقيين سيد درويش، والذى يعد واحداً من عمالقة زمن الفن الجميل، لتشكيله طفرة في عالم الموسيقى العربية، ورغم أنه توفى في الثلاثينات من عمره  تحديدا في سبتمبر عام 1923، عن عمر ناهز الـ31 عامًا، وقد أنجب نجله محمد البحر، وأنجب من زوجته الثانية نجله حسن، لكن تأثير أغانيه وفنه لازالت حاضرة.

وقد ولد شيخ الموسيقيين سيد درويش في 17 مارس عام 1892 بمحافظة الإسكندرية، وتعلم تجويد القرآن في "شمس المعارف"، ثم أطلق العنان لموهبته في مجال الغناء بعدد من الأماكن العامة، حتى أصبح أحد أشهر ملحني الإسكندرية، لذا نصحه بعض المقربين بالذهاب إلى القاهرة حتى يحقق شهرة أوسع، وبدأ بالتلحين لعدد من الفرق المسرحية بـ عمادالدين مثل: "نجيب الريحاني، جورج أبيض، علي الكسار".

وسطر سيد درويش أغنيات لازالت راسخة عبر الزمن مثل: "أنا هويت، خفيف الروح، أنا المصري، شد الحزام، الحلوة دي، أهو ده اللي صار، وزوروني كل سنة مرة، والنشيد الوطني بلادي بلادي"، ومن أهم أغانيه التي رددت بقوة إبان الثورة المصرية "أهو ده اللي صار وادي اللي كان"، وقد لقب بالعديد من الألقاب مثل إمام الموسيقيين، وشيخ المسيقيين، وشيخ الملحنين، والزعيم الشعبي، ويكفي أن النشيد الوطني لمصر من بصماته، وعندما تردد "بلادي بلادي لكِ حبي وفؤادي"، تتذكر تلقائيًا الشيخ سيد درويش.

وعاش سيد درويش في أسرة فقرة، فوالده درويش البحر، كان بحارا فقيرا،، بخلاف امتلاكه ورشة صغيرة في كوم الدكة بالإسكندرية، لصناعة "القباقيب والكراسي الخشبية"، كان يتمنى رؤية صغيره "سيد درويش" شيخًا يرتدي "العمة والجِبة والقفطان"، يحفظ القرآن الكريم كاملًا ويجيد تلاوته، وبالفعل ألحقه بـ"كُتاب"، وبدأ شغف الصغير بالاستماع إلى الشيوخ، ويُفتن بأصواتهم، لاسيما "المشايخ" الذين كان يحيون المولد النبوي، والمناسبات الدينية، ويحفظ عنهم، ويسعى لتقليدهم.

وتوفي والده البحار الفقير، قبل أن يكمل "سيد درويش" عامه العاشر، وأصرت والدته أن تحقق حلم أبيه في التعلم، وفي المدرسة، جذب سيد درويش، انتباه معلمه، الذي جعله ضمن فريق الأناشيد الدينية بالمدرسة، الأمر الذي أسهم في انجذابه إلى عالم الموسيقى، وبعدها بعدة سنوات، ترك الدراسة، واكتفى بالغناء في الأفراح والموالد، و"يكسب" قوت يومه، حتى حدث كساد في سوق الفن، واضطر بعدها إلى العمل في "البناء" لينفق على أمه وشقيقتيه.

وبدأ مشوار سيد درويش الفني، حين كان يغني لزملائه العمال، ولعبت الصدفة دورها، عندما استمع إليه أحد الأشخاص يجلس على المقهى المجاور، وعرض عليه العمل بفرقة شقيقه، ووافق على الفور وبدأ الغناء مع "الكورس" في المسرحيات، وسافر معهم إلى لبنان، ولكن ألقت الأزمة الاقتصادية بظلالها على الفرقة التى تم حلها، ولكنه عاد للعمل معهم بعد عامين في عام 1910، وسافر معهم مرة أخرى، وقد ذاع صيت سيد درويش، في مجال تأليف الألحان، وعرض عليه الشيخ سلامة حجازي، العمل في المسرح الخاص به، وعمل بعدها مع فرقة جورج أبيض، وبدأت ألحانه تتغنى في المدن والقرى، وقرر تشكيل فرقته الخاصة به، ولكن اضطر إلى حلها لجهله بشئون الإدارة، والعودة لتأليف الألحان للفرق الأخرى.

وتاريخ سيد درويش الفني حافل بالعديد من الألحان والأغاني الخالدة، فله نحو 22 أوبريت، وما يزيد على 70 موشحًا و طقطوقة، وتصادفت وفاته، بالتزامن مع عودة سعد باشا زغلول من المنفى، الذي غنى له سيد درويش في ثورة 1919 "قوم يا مصري"، ولازالت ألحانه خالدة حتى هذه اللحظة، وتعد جزءًا لا يتجزأ من ثروة مصر في الموسيقى والغناء، ويتم تداولها جيلًا بعد جيل، "سالمة يا سلامة"، "زوروني كل سنة مرة"، "أهو دا اللي صار"، و"شد الحزام على وسطك"، "أنا هويت"، "خفيف الروح بيتعايق".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق