"كورونا" اللعين .. الحرب الوحيدة بكل لغات العالم
الثلاثاء، 17 مارس 2020 08:07 م
الفيروس الثعباني اللعين "كورونا"، فرض نفسه بالقوة الإجبارية على سكان المعمورة، وأصبح الخبر الوحيد دون منازع على مختلف الشبكات الإخبارية العالمية منها والعربية وبمختلف لغات العالم، تقارير إخبارية وتحليلات وإحصاءات دورية لحظة بلحظة، ومتواترة مخضبة بدماء آلاف الضحايا من مختلف دول العالم "صوت وصورة"، ومترافق معها خريطة الانتشار السريع للفيروس في الكرة الأرضية، وكأنها الحرب في اتجاه عدو واحد معلوم و"مجهول" في الوقت ذاته، حول كيفية القضاء عليه أو تحديد نقاط ضعفه للتغلب عليه عبر أجهزة الاستشعار عن بعد، وضربه بأحدث وسائل الأسلحة القادرة على التدمير في لحظات، وليكتشف العالم أنه أمام هذا العدو "المجهول" بات عاجزًا عن المواجهة.
ومع التصاعد المرعب في ارتفاع عدد حالات الإصابة، وأيضًا في ارتفاع عدد الوفيات في عدة دول بعينها تحولت ما بين ليلة وضحاها إلى بؤر للانتشار في أوروبا، وتتبوأ إيطاليا المركز الأول في عدد الوفيات والإصابات في بؤر بعينها في شمال إيطاليا، والتي اختارت طواعية العزل عن العالم، وتحولها إلى سجن وعقاب جماعي، ولتليها أسبانيا وإيران وانجلترا وفرنسا في الوقت الذي تراجعت فيه الصين في معدلات الإصابة.
العديد من التقارير الإخبارية والتحليلات بشأن أسباب الانتشار ومحاولات الحماية التي فرضتها الدول على نفسها منعًا لتسرب المزيد من تلك الحالات، وتجنبًا للمخالطة مع نشر العديد من حملات التوعية والتحذيرات من قبل منظمة الصحة العالمية تجنبًا للإصابة ، وفي ظل ما يحمله الوضع الراهن من قلق وتوتر وفزع وخوف، الأمر الذى أصاب الكثيرين بحالة من " فوبيا "، والتى ربما قد اصابت أو تصيب أصحابها بحالات مرضية نفسية أشد خطورة قد لايحمد عقباها، على الرغم من بساطة ما تردد من حلول متداوله، واتخاذ إجراءات احترازية سواء على المستوى الشخصي أو الأسرى، أقصاها الألتزام بعدم النزول إلا للضرورة القصوى .
وفى الوقت ذاتة تراجعت أنباء نقل النزاعات المسلحة والمعارك العسكرية في العديد من مناطق العالم شرقة وغربه لتصبح أنبائها خارج حسابات كل البشر، ولتحتل " كورونا " المرتبة الأولى من الأهتمام العالمى وكيفية مواجهتة في أقرب وقت لإنقاذ البشرية من الفناء.
حقيقة الأمر أن حالة الفزع والهلع اليوم لها ما يبررها بعد أن انكشفت حقيقة ودوافع ذلك الفيروس اللعين الذى تردد بشأنه الكثير حول "تخليقة "لأسباب يراها الكثير من المحللين والتقارير الإخبارية أنه فيروس سياسي اقتصادي، ليبدأ العالم في التسريب تدريجيًا أن هناك حلولا يجرى العمل عليها، ومن ثم الإعلان عنها مؤخرا من قبل القوى المتصارعة " الصين والولايات المتحدة "، وفي إطار السباق بينهما حول التوصل إلى لقاح يجرى تطويره لمكافحة فيروس كورونا المستجد.
فالصين من جانبها، أعلنت أمس الثلاثاء عن إجراء التجارب السريرية على أول لقاح يتم تطويره لمكافحة فيروس كورونا، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على اعلان الولايات المتحدة تجارب مماثلة، وكأنها حرب تقع في جانبها التجاري والأقتصادي، ومحاولة الولايات المتحدة احتكار ذلك اللقاح الجديد لصالحها بالدرجة الأولى، خاصة وأن صحيفة " الشعب" الرسمية الصينية اليومية، أوردت تقريرا أجازت فيه الصين إجراء التجارب السريرية على أول لقاح تطوره عبر فريق الباحثين يقوده الدكتور "تشين واي"، من أكاديمية "العلوم الطبية العسكرية" في الصين، بل وتحالفها الأستراتيجى مع شركة الأدوية الألمانية "بيونتيك"، والذراع الصيدلانية لمجموعة "فوسون غروب" الصينية لتطوير وتسويق اللقاح الجديد في الصين، وأنه بموجب الاتفاق، ستقوم شركة "فوسون فارما" الصينية بتسويق اللقاح في الصين بعد الموافقة التنظيمية، بينما تحتفظ الشركة الألمانية "بيونتيك" بحقوق تطوير اللقاح وتسويقه في بقية العالم ، ودون أن تحدد الشركتان الصينية والألمانية موعدا محددا لإطلاق اللقاح على المستوى العالم .
ويبقى السؤال حول حقيقة تحديد موعدا محددا للتخلص من فيروس كورونا بحلول يوليو أو أغسطس المقبلين كما اعلن الرئيس الأمريكي ترامب؟، وهل الهدف مجرد اجراء التجارب السريرية فقط أم فرصة للأستحواز وإحتكار اللقاح وتصبح بوصفها الدولة الوحيدة التي بيدها الخلاص من هذا الوباء اللعين ؟