الأوقاف والأزهر يلجأن إلى الإنتاج الدرامى لمواجهة الأفكار المتطرفة
الأحد، 15 مارس 2020 04:00 صمنال القاضى
الدمرداش والقرموطى وافقا على المشاركة فى أحد الأعمال الدرامية دون مقابل
طريقة جديدة لجأت إليها وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر الشريف فى إطار معركتهما لتصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة الأفكار المتطرفة الهدامة، حيث سعتا إلى إنتاج أعمال درامية وبرامج دينية بمشاركة عدد من الممثلين والإذاعيين المعروفين بعد الاتفاق مع الإذاعة والتليفزيون على توعية المواطنين بحقيقة الأفكار الهدامة للجماعات المتطرفة.
وعرض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية جميع إصداراته فى قالب درامى وبرامج دينية، وتم الاتفاق على تسجيل حلقات إذاعية لعدد من المؤلفين لشرح ما تضمنته كتبهم بطريقة مبسطة وسهلة للعامة تتناسب مع مستواهم الفكرى لمواجهة الأفكار المتطرفة، لنشر صحيح الإسلام الوسطى، حيث تأتى هذه الخطوة من جانب وزارة الأوقاف إيمانا منها بدور الفن والإبداع فى توعية المواطنين.
من ناحيته عقد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اجتماعا موسعا مع عدد من المبدعين والمخرجين ورؤساء شبكات الإذاعات والتليفزيون وممثلى اتحاد الإذاعة والتليفزيون والهيئة العامة للاستعلامات، وأعضاء المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية، حيث تم الاتفاق على تخصص حلقتين لكل مؤلف فى برنامج «فى رحاب القرآن الكريم» ليعرض ما يتضمنه كتابه كنوع من تجديد الخطاب الدينى.
وأكد وزير الأوقاف أنه تم تشكيل للجنة من علماء الدين وعلماء الاجتماع والنفس، وعدد من المتخصصين وخبراء الإعلام لعرض القضايا التى تشغل المواطنين، مثل أدبيات الحوار، وفقه الصيام، ونعمة الماء، والتعاملات البنكية، التى يتم تطبيقها فى أمور الحياة، حيث سيتم عرض هذه القضايا بالاتفاق مع الهيئة العامة للإعلام واتحاد الإذاعة وتليفزيون، وسيتم تحويل ٢٠ كتابا لبرنامج «حوار فى كتاب».
من ناحية أخرى انتهت وزارة الأوقاف من تسجيل 87 حلقة ستذاع على شبكة «القرآن الكريم» قبل الإفطار مباشرة، خلال شهر رمضان، على أن يتم استكمال تسجيل باقى الحلقات وعرضها بعد شهر رمضان.على جانب آخر أطلقت مشيخة الأزهر الشريف إعلانها الخاص بعرض فيلم روائى بعنوان «شاهد عدل»، من إنتاج صحيفة «صوت الأزهر» التى تصدر عن المشيخة، ويتناول قضايا مجتمعية مرتبطة بالدين بمشاركة الإعلاميين معتز الدمراش وجابر القرموطى وإخراج محمود العراقى وإعداد احمد الصاوى، حيث شارك فى تمثيل الفيلم الروائى الشيخ أحمد المالكى وهو باحث شرعى بالأزهر.
من جانبه قال المخرج محمد نور فى تصريح لـ«صوت الأمة» بأن هناك عددا من الممثلين وافقوا على تمثيل مؤلفات المجلس الأعلى للشؤن الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف فى أعمال درامية لتوصيل المعلومات الصحيحة حول القضايا الفقهية، بل إنهم وافقوا على عدم تقاضى أية مبالغ نظير القيام بهذا العمل.
وقال الكاتب الصحفى أحمد الصاوى، رئيس تحرير مجلة «صوت الأزهر» ، إن الأزهر لا يتخذ أى مواقف سلبية تجاه الفن الهادف، مؤكدا أن هناك فرقا تمثيلية فى الجامعات والمعاهد الأزهرية.
وأضاف «الصاوى»، فى تعليقه على طرح المجلة التابعة لمشيخة الأزهر فيلما روائيا قصيرا يشارك به أحد المشايخ، قائلا: إن مناهج الأزهر بها مسرحيات، كما يتم تمثيل يعض الدروس وأشياء من السيرة النبوية.
وبسؤاله عن كيفية ظهور هذه الفكرة، قال إن الفكرة جاءت تزامنا مع المؤتمر العالمى للتجديد، حيث كانت فى البداية عبارة عن نص مسرحى، لكننا رأينا أنه من الأفضل أن تكون فى شكل فيلم، بما يساعدنا على عرضها على اليوتيوب وفى المؤتمرات والندوات».
وأشار إلى أن الفيلم صور بميزانية بسيطة، وبمشاركة صحفيين فى المجلة وطلبة من المعاهد، كما أن مخرج الفيلم محمود العراقى، وهو مصور صحفى، وخريج الأزهر أيضا.
ولفت إلى أن التصوير جرى فى يوم ونصف فقط، ومدة الفيلم 20 دقيقة فقط، موضحا بأنه هو من قدم الفكرة ووجد دعما كبيرا من كل المشيخة، ووفروا لها كل الدعم اللوجيستى للتصوير.
وعن سبب مشاركة الشيخ أحمد المالكى فى بطولة الفيلم، أوضح أنه كان لا بد أن يكون الممثل الموجود فى هذا العمل الدرامى شيخا حقيقيا من الأزهر، كما أن الباحث كان متحمسا للأمر، خاصة وأنه سبق له تقديم برامج كثيرة ويستطيع التعامل مع الكاميرا.
وأضاف «الصاوى»، كان مخططا مشاركة بعض الفنانين فى الفيلم، لكننا وجدنا أن معظمهم مشغولين بتصوير أعمال درامية، متابعا: «لكن بمجرد التواصل مع الإعلاميين معتز الدمرداش وجابر القرموطى رحبا بالأمر».
واختتم قائلا: «سيتم طرح الفيلم كاملا خلال 10 أيام عبر اليوتيوب، وهو يناقش حوالى 10 قضايا مهمة، ومن الممكن تكرار التجربة مستقبلا».