هل العواصف والجو المليء بالأتربة ينقل فيروس كورونا؟ (إليك الإجابة)
الجمعة، 13 مارس 2020 07:00 ص
أثار إعلان هيئة الأرصاد الجوية عن عدم استقرار الأحوال الجوية والعاصفة الترابية والأمطار الغزيرة خلال الفترة من الخميس وحتى السبت القادم، المزيد من التساؤلات حول تأثير هذا الجو الملئ بالعواصف والأتربة على فيروس كورونا وهل هذه الأجواء العاصفة تقتل الفيروسات بالفعل.. في هذا التقرير نحاول الإجابة على هذه التساؤلات.
حتى الآن لا يوجد أي دليل علمى على أن الأتربة والغبار الموجود في الجو يمكن أن ينقل فيروس كورونا أم لا، لكن قد أظهرت العديد من الدراسات أن الأتربة والعواصف تزيد من انتشار الفيروسات والجراثيم والبكتيريا والأمراض المختلفة.
ووفقاً لموقع الجارديان البريطانية فإن العواصف الترابية يمكن أن تنشر الفيروسات والأمراض والأوبئة الفتاكة في جميع أنحاء العالم، ويمكنها أيضًا امتصاص انبعاثات تغير المناخ.
وأوضح خبراء الأرصاد الجوية أن العواصف الترابية الكبيرة تحمل جزيئات دقيقة من التربة المفيدة والمواد المغذية بالإضافة إلى البكتيريا والفيروسات والجراثيم الضارة المحتملة.
قال لورنس باري، كبير الباحثين في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) في جنيف، قال أن عواصف الغبار هي ظاهرة طبيعية، لكنها تتأثر بالأنشطة البشرية وأصبحت الآن بنفس خطورة التلوث الجوي والهوائي الصناعي، حيث إن الجسيمات الدقيقة الناتجة عن العاصفة تتصرف مثل الضباب الدخاني في المناطق الحضرية أو الأمطار الحمضية، ويمكن أن تخترق عمق جسم الإنسان ".
ويرى العلماء أن العواصف الترابية مسؤولة عن انتشار التهاب السحايا في جميع أنحاء إفريقيا الوسطى، حيث يصاب ما يصل إلى 250 ألف شخص، وخاصة الأطفال، بالمرض كل عام ويموت 25 ألف شخص، حيث أن هناك أدلة على أن الغبار يمكن أن يعبئ التهاب السحايا في مجرى الدم.
وترتبط درجات الحرارة المرتفعة والعواصف الأكثر شدة أيضًا بمرض "حمى الوادي"، وهو مرض يسببه الفطريات في تربة الصحراء بكاليفورنيا، وتقدر الأكاديمية الأمريكية لعلم الأحياء المجهرية أن حوالي 200 ألف أمريكي يصابون بحمى الوادي كل عام ، ويموت 200 منهم.
كما يرى العلماء أن الأمراض لا تنتقل فقط من الناس أو الحيوانات، والغبار من ضمن أجهزة نقل محتملة لفيروسات الأنفلونزا والسارس والقدم والفم، وهي مسؤولة بشكل متزايد عن أمراض الجهاز التنفسي.
وقد ارتبط ارتفاع عدد حالات الإصابة بالربو لدى الأطفال في جزر الكاريبي بزيادة الغبار القادم من إفريقيا عبر المحيط الأطلسي، وأظهرت دراسة كبيرة أن معدل الإصابة بالربو أكبر 17 مرة مما كان عليه في عام 1973 عندما بدأ الجفاف الأفريقي الكبير.
كما وثق الباحثون المزيد من حالات دخول المستشفى عندما تكون العواصف الترابية في أسوأ حالاتها. وقال وليام سبريج ، خبير المناخ بجامعة أريزونا: "لقد بدأنا للتو في تجميع الأدلة على آثار الغبار المحمولة على الهواء على الصحة".
وأرجع بعض العلماء سبب تفشي الحمى القلاعية عام 2001 إلى عاصفة عملاقة في شمال إفريقيا حملت الغبار وربما جراثيم من الحيوانات حتى شمال بريطانيا قبل أسبوع واحد فقط من ظهور الحالات الأولى المبلغ عنها.
وذكر موقع جريدة "الهافنتون بوست" أن منطقة إفريقيا بين السنغال وإثيوبيا أكثر عرضة لأوبئة التهاب السحايا، التي تشير الأبحاث الآن إلى أنها مرتبطة جزئيًا على الأقل بالعواصف الترابية.
وفي آسيا والشرق الأوسط وجد الباحثون أن الربو ومشاكل التنفس لدى الأطفال الآخرين أكثر شيوعًا في الأسبوع الذي يلي العواصف الترابية.
وعثر النقيب البحري مارك لايلز، من مركز دراسات الحرب البحرية في كلية الحرب البحرية في نيوبورت، ريتشيستر ، على مستويات عالية من الألمنيوم والمعادن الثقيلة، وكذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات في عينات من متناهية الصغر، وبالتالي قابل لاختراق الرئتين.