ألقى ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بتداعياته على الطقوس الدينية، حيث دفع الكنائس في مصر والمهجر، إلى اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب تفشي المرض بين المصلين.
الكنيسة القبطية اضطرت إلى إغلاق كنائسها في إيطاليا تطبيقًا لقرار حكومي، وعملت على اتخاذ بعض التدابير في مصر تخص طقس التناول أو سر "الافخارستيا" وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة المقدسة.
الأفخارستيا أو سر التناول أو القربان المقدس هو أحد الأسرار السبعة المقدسة في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية وهو تذكير بالعشاء الذي تناوله يسوع بصحبة تلاميذه عشيّة آلامه (لوقا 19:22 ومتى 26:26 ومر22:14 و1قور23:11-25).
ويُحتفل بها في جماعة المؤمنين في صلوات القداس لأنها التعبير المرئي للكنيسة، الاحتفال يكون بصيغة تناول قطعة صغيرة ورقيقة من الخبز (تعرف بالقربان) التي تمثل جسد يسوع وملعقة من الخمر وتمثل دم المسيح.
يتطلب ممارسة سر التناول استعدادات خاصة كالصوم من الليلة السابقة لصلاة القداس، والطهارة الجسدية، فلا يمكن للسيدات التقدم للتناول أثناء الحيض.
ويمارس المسيحيون في الكنيسة القبطية هذا السر من خلال ملعقة واحدة تسمى "الماستير"، ومن كأس واحد يطلق عليه "أواني المذبح المقدس" يقف القساوسة في نهاية صلوات القداس الإلهي يحملون الأسرار المقدسة المتمثل في القربان، و"دمه" المتمثل في الخمر، بعدها يتقدم المستعدون للتناول ويصطفون في طوابير، يضع القس في فم كل منهم ملعقة من الخمر وقطعة من القربان لإتمام سر "الافخارستيا" أحد أسرار الكنيسة السبعة.
وعن الكنيسة الكاثوليكية، قال الأنبا باخوم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة: إن ممارسة طقس التناول تتم من خلال وضع القربان في الخمر ثم وضعه مباشرة في فم المصلي دون استخدام الملاعق وأواني المذبح.
وإذ تستعمل النساء إيشاربات تغطي بها رأسها أثناء ممارسة سر التناول المقدس، وقد كانت الكنائس توفر هذه الإيشاربات، أما باقي المصلين أي الرجال والنساء على حد سواء فإن ممارسة الطقس تتطلب تغطية اليد وهي لفائف أيضا كانت تترك في الكنيسة للاستخدام العام.
وحظرت الكنيسة القبطية استعمال الإيشارابات مكررة، وطلبت من روادها بإحضار الإيشاربات الخاصة بهم ولفائف التناول وكذلك أكواب مياه للاستخدام الشخصي بعد التناول من السر المقدس وذلك لتجنب تكرار الاستخدام ونقل العدوى، فيما سمحت بملعقة التناول المسماة بالماستير والكأس المقدسة التي يحمل فيها القس "دم المسيح"، وقالت على لسان متحدثها الرسمي القس بولس حليم، إنها لن تغير في استخدام هذه الأدوات باعتبارها جزء من الطقس القبطي ويتطلب هذا التغيير الحصول على إذن من المجمع المقدس للكنيسة القبطية الهيئة العليا في الكنيسة.
جدير بالذكر إن فيروسات كورونا هي فصيلة كبيرة من الفيروسات التي قد تسبب المرض للحيوان والإنسان. ومن المعروف أن عدداً من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسي التي تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (السارس). ويسبب فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً مرض فيروس كورونا كوفيد-19.
مرض كوفيد-19 هو مرض معد يسببه فيروس كورونا المُكتشف مؤخراً، ولم يكن هناك أي علم بوجود هذا الفيروس وهذا المرض المستجدين قبل تفشيه في مدينة يوهان الصينية في الأول من ديسمبر 2019.
تتمثل الأعراض الأكثر شيوعاً لمرض كوفيد-19 في الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعاني بعض المرضى من الآلام والأوجاع، أو احتقان الأنف، أو الرشح، أو ألم الحلق، أو الإسهال. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتبدأ تدريجياً. ويصاب بعض الناس بالعدوى دون أن تظهر عليهم أي أعراض ودون أن يشعروا بالمرض. ويتعافى معظم الأشخاص (نحو 80%) من المرض دون الحاجة إلى علاج خاص. وتشتد حدة المرض لدى شخص واحد تقريباً من كل 6 أشخاص يصابون بعدوى كوفيد-19 حيث يعانون من صعوبة التنفس. وتزداد احتمالات إصابة المسنين والأشخاص المصابين بمشكلات طبية أساسية مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب أو داء السكري، بأمراض وخيمة. وقد توفى نحو 2% من الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. وينبغي للأشخاص الذين يعانون من الحمى والسعال وصعوبة التنفس التماس الرعاية الطبية.