في ذكرى وفاتها.. حكاية صورة جمعت بين السادات وأشهر عانس في تاريخ السينما المصرية زينات صدقي
الإثنين، 02 مارس 2020 09:54 م
في مثل هذا اليوم الـ 2 من مارس عام 1978 توفيت الفنانة المصرية زينات صدقي التي اشتهرت بأدوارها الكوميدية على الشاشة، واشتهرت زينات بأنها كانت أشهر عانس في السينما المصرية، فقد خاضت تجاربها السينمائية منذ أربعينيات القرن الماضي.
حيث يقول المؤرخ الفني محمد شوقي، إنها كونت ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي، ومن أشهر أفلامها كان ابن حميدو، والقلب له أحكام، ولسانك حصانك، وبنت الأكابر، وشارع الحب والآنسة ماما، وأيامنا الحلوة إلى جانب سلسلة أفلام إسماعيل ياسين.
زواجها
وأضاف المروخ الفني محمد شوقي أنها تزوجت للمرة الثانية من أحد رجال ثورة يوليو ١٩٥٢ وأحبته فكان حب عمرها فاشترط عليها أن تترك الفن وتتفرغ له، وأن تترك والدتها في أحد دور المسنين، فقالت له "أنت كده وقفت قدام القطر"، فطردته وضربته بالتليفون وظلت مع أمها القعيدة ترعاها.
وكانت هناك علاقة طيبة بينها وبين عبد الحليم حافظ، الذي كان يحبها وأثناء تصوير فيلم شارع الحب، كان معها أكلها فعزمت عليه بالطعام فقال لها، "ده أكلى يا ماما زينات وأخرج من جيبه علبة دواء" فبكت ولم تأكل.
زينات صدقي والسادات
وفي لفتة إنسانية كرمها الرئيس محمد أنور السادات بعد أن علم بمأساتها في المرض والوحدة وعدم القدرة على العمل ومنح لها معاش السادات وهمس في أذنيها إن احتاجت شيئا عليها الاتصال به عن طريق يوسف السباعي، بل وقام بالاتصال بها شخصيًا في زفاف ابنته الكبرى وكانت جالسة بالطاولة المجاورة له، وكانت قد انحسرت عنها الأضواء فلم تعد مطلوبة مثل للعمل الفني كسابقاً.
وقتها كانت تعمل في العام الواحد عشرة أفلام، ثم أصبحت لا تعمل إلا قليلاً، حتى أصبحت لا تعمل نهائياً، فكان آخر فيلمين لها السراب عام ١٩٧٠ والفيلم الآخر بنت اسمها محمود عام ١٩٧٦، وظلت في أيامها الأخيرة وسط أولاد أختها ولم تبع أثاث منزلها أو تتسول كما أشاع عنها البعض، بل عندما كرمها السادات أعطى لها مكافأة مالية قدرها ١٠٠٠ جنيه ومعاش ١٠٠ جنيه شهريًا يكفى احتياجاتها الضرورية، إلا أنها حزنت حزنا شديداً وظلت تبكى وحدها على ما آل إليه حالها بعد الشهرة والمجد والأضواء فقالت "الفن أخدنى لحم ورمانى عضم»، وفى يوم ٢ مارس ١٩٧٨ رحلت في هدوء وصمت ولم تكن جنازتها تليق بمكانتها الفنية.