في ذكري وفاتها.. محطات في حياة ملكة الضحك «زينات صدقي»
الإثنين، 02 مارس 2020 03:00 م
تحل اليوم الذكري الثانية والأربعين على وفاة صاحبة أشهر جمل في السينما المصرية فمن منا لم يستخدم «إفيهات» ملكة الكوميديا زينات صدقي في حواراته مع أصدقائه مثل «يا سارق قلوب العذارى، ويعوض عليا عوض الصابرين، الوحش الكاسر الأسد الغادر، إنسان الغاب طويل الناب»، وغيرها من الكلمات التي خلدتها السينما المصرية في أكثر من 115 عملا سينمائيا.
ولدت زينب محمد سعد في 5 مايو عام 1912 في حي الجمرك في مدينة الإسكندرية، درست في «معهد أنصار التمثيل والخيالة» الذي تأسس من قبل الفنان زكي طليمات في الإسكندرية لكن والدها منعها من إكمال دراستها وقام بتزويجها ولم يستمر الزواج لأكثر من عام، بدأت حياتها الفنية كمغنية في بعض الفرق الفنية، شاهدها الفنان نجيب الريحاني وعرض عليها دورا في مسرحية له، وأطلق عليها اسم زينات حيث تسمت باسم صديقتها المقربة «خيرية صدقي» حين أخذت منها اسم صدقي، وكانت القاسم المشترك في دور سليطة اللسان أو الخادمة أو المرأة بنت البلد في عدد الأفلام المصرية.
3 رجال تزوجتهم زينات صدقي
بعد زوجها الأول الذي لم يستمر سوي عام واحد وانتهى بالانفصال، تزوجت زينات صدقي للمرة الثانية من الملحن إبراهيم فوزي، ثم انفصلا، ثم تزوجت للمرة الثالثة من ضابط وكان أحد رجال ثورة يوليو وكان زواجهما سريا ولكنه لم يستمر طويلاً، لم تفيق زينات من صدمة الطلاق حتى عاجلها القدر بلطمة أخرى بوفاة والدها الذي كان عطوفاً عليها ورحيماً بها، وخلال هذه الرحلة لم تخل حياتها من المآسي والمعاناة التي عاشتها ملكة الضحك.
تكريم الرئيس السادات
فبالرغم من النجومية الكبيرة التي حققتها بأعمالها الكوميدية الكثيرة، لم تكفِ الراحلة زينات صدقي، لتعيش حياة مستقرة على المستوى المادي، لدرجة جعلتها تعتذر عن عدم حضور تكريمها من رئيس الجمهورية الراحل، أنور السادات، عام 1976 في عيد الفن.. التكريم الذي انتظرته طويلًا وكانت في أشد الحاجة إليه بعد تدهور حالتها المادية وعدم وجودها على الساحة بعد تقدمها في العمر؛ كانت على وشك الاعتذار النهائي عنه لأنها لا تملك ملابس تليق بالخروج على جمهورها ومقابلة الرئيس وحضور التكريم.
اعتذار الفنانة القديرة كان بمثابة مفاجأة، والأغرب منه كان سبب الاعتذار، فلم يكن أحد يتوقع أن فنانة مثل زينات صدقي لا تمتلك فستانًا مناسبًا للتكريم، فعندما تحدثت مع رشاد رشدي رئيس أكاديمية الفن وقتها، عن حجتها لعدم الحضور، انسابت دموعها، ما جعل رشاد يعرض عليها أن تقوم أخبار اليوم بإقراضها «سُلفة» على أن تردها بعد أن تتسلم الجائزة التي بلغت قيمتها 1000 جنيه، لكنها رفضت العرض.
وفي صباح يوم الاحتفال فوجئ الجميع بأن زينات ترتدي «جيب وبلوزة» تغلب عليهما البساطة، وفي نهاية التكريم، حاول أكثر من مخرج أن يسند إليها أدوار جديدة، لكنها رفضت أيضاً قائلة: «أرفض الشفقة». وظلت على هذه الحال عفيفة النفس حتى في ظل أمراض الشيخوخة التي لحقتها حتى وفاتها في 2 مارس 1978 عن عمر يناهز 66 عام بعد مرض استمر 3 أشهر.