عشرون عاما فى نبض الأمة
الأحد، 23 فبراير 2020 02:54 م
«صوت الأمة» اسم يحمل نبض الأمة وأنينها منذ عشرين عاما، هدفها رصد كل خطوات المجتمع بهدف معالجة الأخطاء ومحاسبة كل مخطئ، وليس النقد من أجل النقد.
التحقت بالعمل بها منذ أكثر من عشر سنوات، واستفدت منها الكثير من الخبرات ممن سبقونى من زملائى الأجلاء ومن رؤساء تحريرى الذين توافدوا على الجريدة خلال فترة عملى بها والذين شرفت بالعمل معهم، كالأستاذ سيد عبدالعاطى والأستاذ عبدالحليم قنديل والأستاذ وائل الإبراشى، عملت بقسم التحقيقات والذى كان الأصعب لارتباطه بقضايا المجتمع المختلفة، من تواجد بالشارع لرصد معاناة الناس ونقلها من خلال صفحات الجريدة التى كانت تئن فى كل عدد يصدر من الجريدة بآلام الناس على جميع المستويات، ثم تخصصت لتغطية كل ما يخص وزارة الصحة سواء من تقديمها خدمات للمجتمع أو تقصيرها فى حق المجتمع، ومنذ بداية عملى بالجريدة لم يكن هناك انتشار واسع لاستخدام أى وسيلة إلكترونية لنقل الأخبار أو الكتابة على الواتس آب أو أى من مواقع السوشيال ميديا الموجودة الآن، ولم نكن نعرف وقتها سوى الورقة والقلم (ورق الدشت)، الذى لا يوجد غيره للكتابة بالجريدة، وبالطبع تختلف الكتابة بالورقة والقلم عن الكتابة على الكمبيوتر والموبايل، فإذا حدث خطأ فى كلمة واحدة أثناء الكتابة كنت أقوم بإعادة كل ما سطرته من كلمات مرة أخرى، حيث إنه لا يليق أن أسلم أوراقا بها تحقيق وبها شطب أو مسح لخطأ، وهو ما كان يشعرنا بلذة النجاح والفرحة نتيجة هذا المجهود الذى كنا نبذله أثناء تغطية التحقيق وكتابته على الورق، إلى أن يتم ظهوره للنور على صفحات الجريدة ويكون له رد فعل وسط القراء، ومن أهم التحقيقات التى لاقت صدى وسط القراء تحقيق كشفنا فيه عن كذب أحد وزراء الصحة أثناء أزمة أنفلونزا الطيور وترويج الوزارة للتطعيم الخاص بهذه الأنفلونزا، وفضح الوزير حيث كان يوهم المجتمع وهو يكشف عن ذراعه بأنه يأخذ المصل الخاص بأنفلوانزا الطيور والخنازير، وفى حقيقة الأمر أنه يأخذ حقنة فيتامين، وأيضا كشفنا بالجريدة أسماء الوزراء الذين كانوا يحصلون على علاج على نفقة الدولة والسفر للخارج هم وأبناؤهم وزوجاتهم ليتقاسموا بذلك حق المريض الغلبان فى علاجه على نفقة الدولة، الأمر الذى كان له أثر كبير على تعديل قرارات العلاج على نفقة الدولة ومحاسبة كل من تهاون فى ذلك الأمر، إلى جانب إلقاء الضوء على مشكلات المستشفيات والتأمين الصحى ومعاناته، والتى كانت الجريدة ترصدها صوتا وصورة، ولم تبال «صوت الأمة» بأى تهديدات من جهات عدة قامت الجريدة بالنشر ضدها أو فضحها أو حتى قضايا رفعت ضد الجريدة تحملت الجريدة تبعاتها مقابل كشف الحقائق وإظهار الفساد، حتى ولو كانت ضد جهات كبيرة ومسئولة بالدولة آنذاك، ولم تتوان الجريدة فى كشف ما يحدث من انتهاكات داخل السجون وأقسام الشرطة ورفع الظلم عن الكثيرين تعرضوا له داخل السجون وداخل أقسام الشرطة وكان أشهرها قصة خالد سعيد الشاب السكندرى الذى تعرض للموت جراء تعامل بعض أفراد الشرطة معه بطريقة مهينة وظالمة وبها انتهاكات أدت لموته، والتى تناولتها الجريدة بإصرار للحصول على حقه ممن انتهكوا إنسانيته، وكان القشة التى أدت لقيام ثورة يناير2011 فى مصر، وتصدر هاشتاج «كلنا خالد سعيد» مواقع التواصل وقتها.
ثم تأتى محطة انضمام الجريدة إلى الشركة المتحدة، التى وبلا شك أضافت لنا كصحفيين بشكل خاص وجريدة صوت الأمة بشكل عام، وعلى المستوى الشخصى تعرفت على زملاء وزميلات تشرفت بالعمل معهم واستفدت منهم الكثير وعلى رأسهم الأستاذ خالد صلاح الذى لا يخلو اجتماع معه إلا وأضاف لى بشكل شخصى الجديد فى كل شىء سواء على مستوى العمل الصحفى بشكل خاص أو على المستوى الإنسانى بشكل عام، وزميلى ورئيس تحريرى يوسف أيوب، الذى يتعامل معنا أولا بروح المحبة والزمالة قبل أن يكون رئيسا للتحرير، وأيضا الأستاذ عادل السنهورى، وغيرهم من الزملاء والأساتذة الذين شرفت بالعمل معهم سواء ممن تركوا العمل بالجريدة أو ما زالوا يعملون معنا.
هناك الكثير والكثير من المواقف التى كان بها الفرح والألم داخل أروقة الجريدة التى نشعر أن انتماءنا لها لم يكن مجرد مكان عمل ولكن شعورنا بها أنها بيتنا الثانى، والتى لن تكفى صفحات لسردها، ولن أنسى فى مقالى هذا أستاذنا الجليل عصام إسماعيل فهمى وزملاء أعزاء عملت معهم ولى ذكريات معهم غالية طيلة عملى بالجريدة توفاهم الله .
بداية من زميلتى الغالية «سمر الضوى» التى أحتسبها عند الله شهيدة والتى أدمى فراقها قلوبنا، حيث توفيت فى حادث قبل زفافها بأيام - رحمها الله - ثم وفاة الأستاذ عصام إسماعيل فهمى رئيس مجلس إدارة الجريدة والذى توفى بعد صراع مع المرض، وقد بكيناه جميعا، فرغم مرضه طيلة سنوات طويلة إلا أنه لم يتوان فى مقابلة من كان يعمل بالجريدة ويطلب مقابلته ليستمع لشكواه ويحلها فى الحال، رحمة الله.
وأخيرا كان عم طلال مدير مكتب رئيس التحرير، والذى فقدناه منذ عدة أسابيع - رحمه الله - ولن يكفى ملء صفحات تصف خلقه واحترامه وأخلاقه الطيبة معنا جميعا داخل وخارج الجريدة.