أخفت السادات في منزلها وساعدت الفدائيين.. حكايات نضال تحية كاريوكا في ذكرى ميلادها

يعتبرها النقاد من أهم فناني الرقص الشرقي في القرن العشرين على الإطلاق، إنها الفنانة تحية كاريوكا التي وُلدت قبل ذلك اليوم الـ 22 من فبراير بنحو 102 عام، وبدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض فرقه بديعة مصابني وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها.

مدرسة تحية كاريوكا
وعرفت تحية كاريوكا بأنها آخر العظماء في تاريخ الرقص الشرقي، حيث طورت تحية أسلوبها الخاص الذي اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة في الرقص وهو الأسلوب الذي تأسست عليه مدرسة كاملة في الرقص الشرقي، في مقابل مدرسة سامية جمال التي لجأت إلى مزج الرقص الشرقي بالرقص الغربي، فيما تطور بعد ذلك إلى حدوث خلط كبير بين أساليب الرقص الشرقي والإستربتيز - رقص تعري- ، وفي منتصف الخمسينات اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقي وتفرغت نهائياً للسينما حيث شاركت في عدد ضخم من الأفلام السينمائية البارزة التي حملت بصمتها الفريدة منها.

مواقفها النضالية

وكانت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا معروفة بمواقفها الوطنية، حيث كان لها نشاط سياسي وثوري منذ عام 1948، نظرًا لمساعدتها الفدائيين لدرجة أنها كانت تنقل السلاح لهم في سيارتها الخاصة دون خوف، وكان بداخلها إيمان قوى بدورها تجاه بلدها، كما أنها شاركت في المقاومة خلال العدوان السياسي عام 1956م، وتم إلقاء القبض عليها أكثر من مرة.

كما كان للفنانة الراحلة دور كبير مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث قدمت له المساعدة من أجل الهروب من الاحتلال الإنجليزي، قبيل الحرب العالمية الثانية، عندما أخذته إلى الإسماعيلية حتى يختبئ عند أخوتها، وهناك امتهن العديد من المهن وهو متنكر.

تحية والسادات

وبالتالي عندما منحها الرئيس الراحل جائزة في عيد الفن، أحب أن يذكرها بموقفها، فصافحها وأشاد بوطنيتها وتاريخها النضالي المشرف، وقال لها " فاكرة يا تحية لما خبتينى عند اخواتك في الإسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟ فردت: أنت لسه فاكر يا ريس؟ طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ اطلبي أي حاجة؟.

ولكن لكثرة عطائها لم تطلب أي شيء لنفسها ولكنها فكرت في غيرها من الفنانين، وقدمت الشكر للرئيس السادات، وقالت له: هو بس فيه حاجة كنت عايزة أطلبها من سيادتك مش ليا لكن لزينات صدقي، هي كبرت وما بقتش تشتغل ومريضة وبتمر بظروف قاسية أوي، ياريت يا ريس تأمر لها بمعاش تقدر تعيش منه.

ونفذ السادات طلب تحية، وصرف معاشاً استثنائياً لزينات صدقي، ورغم هذه العلاقة الوطيدة بينهما، إلا أنها كانت أول من عارضته بمجرد أن أفصح عن نيته في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وظل الخلاف قائمًا حتى اغتياله عام 1981.