إنتاجها حوالى 8 ملايين طن سنوياً.. تجفيف الطماطم والصناعات الزراعية هو الحلّ

الثلاثاء، 18 فبراير 2020 10:00 م
إنتاجها حوالى 8 ملايين طن سنوياً.. تجفيف الطماطم والصناعات الزراعية هو الحلّ
تجفيف الطماطم حفاظا على أسعارها وتوفيرها للتصدير
كتب ــ محمد أبو النور

شهدت الزراعة المصرية، في السنوات الأخيرة، طفرة كبيرة، في تنامى وزيادة الرقعة الزراعية والإنتاجية، وخاصة فيما يتصل بالمحاصيل البستانية، من خضروات وفاكهة، علاوة على المحاصيل الاستراتيجية أيضا، غير أن مايدعو إلى الفخر فى قطاع الخضروات والفواكه، تمكنه من توفير الاحتياجات المحلية، حتى أصبح صِمام الأمن الغذائي، لحوالي 100 مليون نسمة في مصر، علاوة على التصدير للخارج، وبكميات كبيرة، تعود بالعُملة الصعبة، على خزينة الدولة، وعلى رأس هذه القائمة 13 سلعة زراعية، وهى الموالح والبطاطس والبصل والعنب والرمان والثوم والمانجو والفراولة والفاصوليا والجوافة والخيار والفلفل والباذنجان، إضافة إلى الطماطم، وتنتج مصر من هذه القائمة الزراعية، أكثر من 10,5 مليون طن سنوياً، حتى أن كميات الطماطم، يأتي عليها وقتٌ، تفيض في إنتاجها عن الاستهلاك المحلى والتصدير، وتتراجع أسعارها إلى درجة الإضرار بالمُزارعين، عندما يصل سعر كيلو الطمام إلى أقل مستوى له، وهو جنيهان أو جنيهان ونصف، وهو مايدفع المزارعين والفلاحين إلى تركها في الحقول، وعدم جمعها، حتى لا تتزايد الخسائر عليهم، ويكون الحل في الصناعات الزراعية وتجفيف الخضروات، ومن ضمنها الطماطم، لتخفيف الخسائر، وتوجيه فائض الإنتاج، في شهور الوفرة، إلى شهور يتراجع فيها الإنتاج.

السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي
السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي

 

ارتفاع حجم الصادرات الزراعية المصرية

كانت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، قد أعلنت عن ارتفاع حجم الصادرات الزراعية، إلى أكثر من 5 ملايين طن، وكان السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قد تلقّى التقرير الأسبوعي، حول الصادرات الزراعية، من الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، حول إجمالي الصادرات، خلال الفترة من الأول من يناير 2019 وحتى 18 ديسمبر من نفس العام، وأكدت وزارة الزراعة، أن الصادرات بلغت 5 ملايين و365 ألفا و635 طنا، من المنتجات الزراعية، بزيادة 238 ألفا و743 طنا عن نفس المدة من العام الماضي، وضمت القائمة، أهم الصادرات الزراعية، عن هذه الفترة، وهى الموالح، والبطاطس، والبصل، والعنب، والرمان، والثوم، والمانجو، والفراولة، والفاصوليا، والجوافة، والخيار، والفلفل، والباذنجان، وأضافت الوزارة، أن إجمالي الصادرات الزراعية من الموالح، بلغت مليونا و772 ألفا و281 طنا، بالإضافة إلى تصدير 687 ألفا و842 طن بطاطس، لتحتل المركز الثاني في الصادرات الزراعية بعد الموالح، بينما تم تصدير 586 ألفا و296 طن بصل، محتلا المركز الثالث في الصادرات، واحتل العنب المركز الرابع في الصادرات الزراعية، بإجمالي 113 ألفا و319 طنا، في حين احتل الرمان المركز الخامس في الصادرات، بإجمالي 119 ألفا و261 طنا، بينما احتلت صادرات مصر من الثوم المركز السادس، بإجمالي كمية بلغت 30 ألفا و420 طنا، بينما احتلت صادرات مصر من المانجو المركز السابع، بإجمالي 36 ألفا و299 طنا، تليها في المركز الثامن الفراولة بإجمالي 23 ألفا و25 طنا، بينما حصلت الفاصوليا على المركز التاسع في الصادرات، بإجمالي كمية بلغت 18 ألفا و223 طنا، بينما حصلت الجوافة على المركز العاشر في الصادرات الزراعية، بإجمالي 10 آلاف و173 طنا، وحصل الخيار على المركز الحادي عشر، بإجمالي 8399 طنا، وحصل الفلفل على المركز الثاني عشر بإجمالي 6562 طنا، وحصل الباذنجان على المركز الأخير بإجمالي 2934 طنا.

إنتاجية الطماطم فى ازدياد لتكفى السوق المحلية والتصدير
إنتاجية الطماطم فى ازدياد لتكفى السوق المحلية والتصدير

 

العروات المُحيّرة

من ناحيتها، واصلت الإدارة العامة للخضر، بالإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية بوزارة الزراعة، متابعة بشائر العروة الشتوية "المبكرة"   للخضروات، لزيادة المعروض بالأسواق المحلية، وخاصة الطماطم، بمحافظات تركيز الإنتاج "بوادى النطرون والبحيرة والإسماعيلية والفيوم وقنا الجيزة والإسكندرية الشرقية، كما تواصل وزارة الزراعة، تدقيق المساحات، وتقدير إنتاجية محاصيل الخضراوات في العروات "المُحيّرة"، لتوفير المعلومات اللازمة لاحتياجات السوق المحلى، من خلال الخريطة الزراعية، لتحقيق الجودة والإنتاجية من حيث الكم والكيف، وقال المهندس علاء البحراوى، مديرعام إدارة الخضر بالإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية، فى تصريحات صحفية، إنه يتم حاليا طرح إنتاج العروة الشتوية المبكرة لمحصول الطماطم، بمحافظات تركيز الإنتاج وخاصة "وادى النطرون والبحيرة و الإسماعيلية  والفيوم وقنا الجيزة والإسكندرية والشرقية، وأضاف أن هناك متابعة مستمرة، للمحصول على زيادة الإنتاج بالأسواق المحلية، وأضاف مدير إدراة الخضر، أن محصول الطماطم، لن يتعرض إلي ارتفاع كبير، حتي بداية طرح العروة الصيفية المبكرة، بداية من مارس، وأكد أن جميع أصناف وهجن محصول الطماطم، تتحمل الشتاء، حيث تزدهر زراعة الطماطم، في زراعات الأنفاق البلاستيكية والصوب الزراعية والزراعات المكشوف،  وأكد "البحراوى"، أن إجمالى مساحات الطماطم، حوالى 400 ألف فدان، تزرع فى 3 عروات، وهى ثانى محصول بعد البطاطس، موضحا أن عروات الطماطم، منها العروة النيلى التى تصل مساحتها إلى مساحة 49 ألف 252، بينما تصل مساحة العروة الشتوى إلى 141 ألف 78 فدانا، في حين تصل مساحة العروة الصيفى لـ 192 ألفا  و262 فدانا، ومتوسط الإنتاجية من 15 -  18  طنا  للفدان، بإجمالى إنتاج كلى لمصر، يصل إلى أكثر من 6 ملايين و500 ألف طن، على حسب تقدير الإنتاجية.

زراعات الطماطم فى مصر
زراعات الطماطم فى مصر

 

إنتاج وفير من الطماطم

 وأوضح مدير إدارة الخضر، أن المشكلة التي تؤثر في انخفاض المعروض من محصول الطماطم، تكون فى تقاوى الأصناف المستوردة، التى تزرع خلال شهور الصيف شديدة الحرارة، وهى شهور يونيو ويوليو وأغسطس، والتي يظهر إنتاجها في الأسواق في آواخر سبتمبر وطوال شهر أكتوبر، مشيرا إلي أن إجمالى الإنتاج، يتجاوز 6 ملايين طن سنويا، وأشار مدير عام إدارة الخضر إلي أن أعلي العروات، التى تحظى بإنتاجية كبيرة للمعروض من الطماطم، هي التي تزرع خلال شهور فبراير ومارس وأبريل، وأقل العروات هي العروة الصيفي، ومن ناحية الإنتاجية الكبيرة، تكون للعروات المتأخرة، التي تزرع خلال أشهر الصيف شديدة الحرارة، مشددا علي أهمية تطبيق التوصيات الفنية خلال مراحل الزراعة لضمان إنتاجية أفضل وزيادة المعروض من المحصول في الأسواق.

زراعة الطماطم فى المحافظات
زراعة الطماطم فى المحافظات

 

ولفت "البحراوى": إلى أن الاستثناء الوحيد من استقرار أسعار الطماطم وتعرضها لزيادة "غير مبررة"، لظروف خارجية عن التقديرات الحقيقية لحالة زراعة محصول الطماطم، أو زيادة التوجه نحو تصنيع الطماطم في منتجات الطماطم الأخرى، مثل الصلصة وعصائر الطماطم، أو ظهور أمراض مفاجئة تهدد إنتاجية الطماطم، وتابع مدير الخضر، إن هناك لجان مكثفة تعمل على دوريا بالمرور على جميع زراعات الخضروات بجميع المحافظات لتقديم جميع الارشادات والتوصيات الفنية للمزارعين لمواجهة المناخ المتغير، موضحا أنه فى حالة وجود شكوى تتوجه اللجان على الفور بحل المشكلة وتقديم كل الدعم للمزارعين من خلال غرف العمليات المركزية المشكلة لتلقى شكاوى المزارعين، بينما  قال المهندس محمود عطا، رئيس الإدارة المركزية للبساتين والمحاصيل الزراعية، فى تصريحات صحفية، إن إنتاج العروة الشتوية المبكرة للطماطم  مبشرة، بزيادة الإنتاج والمعروض بالأسواق واستقرار أسعارها، مضيفا أن هناك لجان تعمل دوريا على حصر البيانات الزراعية للخضر بصورة دقيقة، من خلال الخريطة الزراعية، ووضع تصور كامل وصحيح، للعمل على أرض الواقع لحل كافة المشكلات الزراعية، لضمان تحقيق الجودة الإنتاجية من حيث الكم والكيف، وتوفير المعلومات اللازمة لاحتياجات السوق المحلى، من المنتجات الزراعية بالمحافظات، وتوفير المعلومات للجمعيات الاستهلاكية والجمعيات التعاونية، عن مصدر المنتجات الزراعية الهامة، دون تدخل الوسطاء.

b8847689-cf76-43b7-a203-b5f52e1af510
تجفيف الطماطم

 

الثقة المفقودة بين التصنيع والإنتاج

من جانبه، كان المهندس أيمن قرّة، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية السابق، قد أكد في تصريحات صحفية، أن مصر خامس دولة فى إنتاج محصول الطماطم، حيث تنتج 8 ملايين طن سنويا، يدخل منها 4 – 5% فقط فى عمليات التصنيع، فى حين يصل الفاقد من المحصول إلى 40%، وأشار إلى وجود فرص كبيرة فى التصنيع وتقليل الفاقد، وأوضح قرّة، خلال ندوة بعنوان: "الخدمات فى سلسلة القيمة للمنتج الصناعى: المُحرك المهمل"، أن هناك مشكلة تتعلق ببُعد مناطق التصنيع عن الزراعة، فى حين أن هناك أراضى بور وغير مُستغلّة، يجب إقامة مناطق تصنيع زراعى عليها، وأشار عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، إلى أن الثقة مفقودة بين المُنتِج الزراعى والمصنع، مدللا على ذلك بأنه عندما يرتفع سعر محصول الطماطم لا يورد المُنتِج الزراعى الكميات المتفق عليها بالكامل للمصنع، وإذا انخفض السعر بصورة كبيرة لا تشترى المصانع كافة الإنتاج، وهو ما يتطلب ضرورة تفعيل عقود الزراعة التعاقدية المتزنة، وأوضح قرّة، أن المحصول الزراعى يتضاعف سعره فى المرحلة من المنتج إلى المستهلك مرة واحدة على الأقل، لعدم جود أسواق جملة، وتحميله بتكلفة نقل مرتفعة جدا، علاوة على طريقة التعبئة، ودعا عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية، إلى إيجاد آلية لتحسين وتطوير العملية الإنتاجية، بتعاون جميع الأطراف من الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، مع ضرورة تحديد مسئولية ودور كل قطاع حتى يحدث التأثير المطلوب.

8eeeaa44-82af-428e-87fe-1a133ae5b805
عمليات تجفيف الطماطم للتصدير 

 

التصنيع الزراعى الغذائي

وحِفاظاً على الزراعة والمزارعين والفلاحين، كانت مصر سبّاقة في إسدال ثوب الحماية عليهم وعلى إنتاجهم الزراعى، عندما يفيض عن الحاجة والاستهلاك المحلى، وبدلاً من تردّى أسعاره وتسببه في خسائر على المزارعين والاقتصاد المصرى، نجحت برامج وخطط ثورة 23 يوليو عام 1952، بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في إنشاء قِلاع الصناعات في عددٍ من المحافظات، ومنها الصناعات أو التصنيع الزراعى، في القليوبية والمنوفية والبحيرة والإسكندرية منذ الستينات، مُتمثلاً في صناعات "قها" و"إدفينا" وغيرها، لتحويل الفاكهة إلى عصائر، مع تجفيف البصل والبامية وتجميد الخضروات، من وقت وفرة المحصول، حتى وقت الحاجة إليه، وإذا كانت هذه الصناعات، قد واجهتها بعض الأزمات في السنوات الأخيرة، إلاّ أن هذا الدور الهام والحيوى، تحملته شركات القطاع الخاص حالياً، منعاً لإهدار الإنتاج الزراعى الفائض عن الحاجة.

9a4a79f6-918b-4bfb-b7c3-64abe2339aa3
توفير فرص عمل فى تجفيف الطماطم للتصدير

 

وفى هذا الصدد، تلقّى السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى تقريراً، من الدكتور علي حزين، رئيس الجهاز التنفيذي، لمشروعات التنمية الشاملة بالوزارة، حول مشروع تجفيف الطماطم بالاقصر، وقال القصير، إن المشروع، يأتي في إطار سعى الوزارة، إلى تعزيز سلاسل القيمة المُضافة للحاصلات البستانية، وتعظيم العائد الاقتصادى، بما يخدم صِغار الحائزين، فى المناطق الجغرافية الأولى بالرعاية، فى صعيد مصر ، وذلك تماشياً مع خطة الدولة، فى توفير فرص عمل للمجتمعات الريفية، مع التركيز على السيدات، حيث أنشأ الجهاز التنفيذى لمشروعات التنمية الشاملة، من خلال مشروع التغيرات المناخية، وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمى 7 مناشر شمسية، لتجفيف الطماطم، لإنتاج طماطم مُجففة لتصديرها للأسواق الأوروبية، ومن ناحيته، قال الدكتور حزين، إن محافظات الصعيد، تمتاز بإنتاج الطماطم المُجففة شمسيا في فصل الشتاء، وقد تم تجهيز المناشر بالمعدات اللازمة، وكذلك تدريب السيدات والفتيات، بالإضافة إلى ربط المنتجين بالأسواق العالمية، وتذليل العقبات التسويقية . واضاف "حُزين" أن هذه الجهود، تأتي ضمن التعاون الوثيق، بين المشروع والجمعيات الشريكة فى صعيد مصر، والتى لها الدور الرئيسى فى إدارة وتشغيل هذه الوحدات، حيث ساهمت هذه الوحدات فى زيادة قيمة الطماطم المُنتجة بنسبة 100 % بالإضافة إلى توفير 200 فرصة عمل فى الموسم، للسيدات الريفيات فى صعيد مصر .

c813dfe7-8a7e-4a5f-a0de-67932c3f0975
تجفيف الطماطم للحفاظ على أسعارها وتوفيرها وقت الحاجة إليها

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة