«الإنجازات التي تشهدها مصر في كافة المجالات تلتهمها الزيادة السكانية».. هكذا علقت الدكتورة ديزيريه لبيب، مدير مشروع «2 كفاية» بوزارة التضامن الاجتماعي على ارتفاع أعداد المواليد في مصر بعد تسجيل بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء وصول تعداد المواطنين المصريين إلى 100 مليون مواطن.
وأكدت «لبيب»، أنه وفقا لمعدل المواليد الجدد فإنه من المتوقع أن يصل معدل المواليد في مصر إلى مليون و300 ألف سنويا، وهو مايهدد كافة موارد الدولة وإنجازاتها ومشروعاتها، كون كل مولود يحتاج إلى رعاية صحية وتعليم وتموين وخدمات عامة، وأن تلك الزيادة تعني استهلاك واستنزاف لموارد الدولة، مطالبة المواطنين بالتحكم في الإنجاب، لأن عدد الأبناء أمر لا يدعو للتفاخر وأن الأب والأم هما أول المتضررين من تلك الزيادة.
يأتي ذلك بعدما رصدت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن زيادة التعداد السكاني في مصر، أمس الأربعاء مليون و 4 آلاف و274 مولود، وذلك خلال 24 ساعة من إعلان تسجيل المولود رقم 100 مليون.
وأكدت مدير مشروع «2 كفاية»، أنه تم تدشين حملة تمهيدية لتوعية الناس بخطورة تلك الزيادة في القاهرة، وسيتم التوزع في مختلف محافظات مصر، فضلا عن حملة أبو شنب التي شارك فيها الفنان أكرم حسني، موضحة أنه خلال يومين فقط سكان مصر زادوا أكثر من 4000 نسمة وهذا التزايد في المواليد يمثل رعب على ما تم إنجازه في مصر، ومؤشر سلبي على جميع المجالات.
وشددت في تصريحات إعلامية لها على ضرورة تغليظ معاقبة الزواج المبكر لأنه له مساهمة كبيرة في الانفجار السكاني الذي تشهده مصر حالياً، وتغليظ عقوبة عمالة الأطفال، فضلا عن توعية الجيل القادم من خلال المناهج التعليمية، بالإضافة إلى الأدوار التي تلعبها دور العبادة والكنيسة والأزهر والهيئات وغيرهم، موضحة أنه تم التعامل مع أزمة الانفجار السكاني بطريقة علمية بحتة، وحددت الوزارة دورا لكل هيئة ووزارة لتقوم به لمواجهة هذه الظاهرة، وكان ضمن الخطة العمل على التوعية في القرى الأكثر فقرا، وتضم 10 محافظات بداية من الجيزة ومحافظات الصعيد ومعهم محافظة الجيزة، وتم استهداف مليون و148 ألف أسرة، وتم العمل على سيدات في عمر الإنجاب.
وكان وصل تعداد سكان مصر إلى 100مليون نسمة بعد قدوم الطفلة ياسمين رمضان من قرية «وسيلة» التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا وتسجيل اسمها فى مكتب الصحة، والتقى اليوم السابع أسرة الطفلة من داخل منزلهم بمحافظة المنيا، وعقد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مؤتمرا صحفيا للإعلان عن وصول عدد سكان مصر بالداخل لنحو 100 مليون نسمة، وذلك بحضور الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، واللواء خيرت بركات رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء، ويستعرض المؤتمر أبرز وأهم وأحدث معدلات الزيادة الطبيعية وتأثير تلك الزيادة على التنمية الاقتصادية.
وأجرى الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أول تعداد إليكتروني في تاريخ التعدادات المصرية عام 2017، والرابع عشر في سلسلة التعدادات المصرية، والذي تم تنفيذه باستخدام وسائل تكنولوجية حديثة بالحواسب الكفية «التابلت»، والتي ضمنت شمول ودقة وسرعة استخراج نتائج التعداد من خلال الحصول على بيانات دقيقة لصانعي القرار والباحثين والدارسين.
ورصد التعداد تطور عدد السكان المصريين في الفترة من "1996-2017"، وسجل عدد السكان المصريين من 59.2 مليون نسمة عام 1996 إلى 27.6 مليون نسمة عام 2006، ثم إلى 94.8 مليون نسمة عام 2017، كما ارتفع معدل السنوي للسكان المصريين من 2.04% خلال الفترة من "1996-2006" إلى 2.56% خلال الفترة "2006-2017".
وتم تنفيذ تعداد 2017، وفقا لأسلوب العد النظري "محل الاقامة المعتاد"، بدلا من مكان التواجد الفعلي الذي كان مستخدما في التعدادات السابقة، علما بأن محل الإقامة المعتاد هو المكان الذي يقضي فيه الفرد معظم الوقت خلال الفترة الزمنية المرجعية "عادة العام الميلادي".