بعد نفوق عددٍ من خيولها.. محطة الزهراء لتربية الخيول العربية تدخل مرحلة الخطر

تتعرّض محطة الزهراء، لتربية الخيول العربية الأصيلة، والتي تتبع الهيئة المصرية الزراعية، التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، لحملة مُمنهَجة خلال هذه الفترة، للنيل من سُمعتها وشهرتها المصرية والعربية والعالمية، حيث طالتها الشائعات والأخبار السلبية، التي تتحدّث عن ارتفاع مُعدّلات النفوق بين خيولها.

وهو ما ردّت عليه الوزارة، عن طريق أكثر من مسؤول وقيادة زراعية، على صِلة بالمحطة والهيئة المصرية الزراعية، بالتأكيد على نفى نفوق هذه الأعداد من الخيول، والتي تراوحت ــ حسب هذه الروايات- مابين 28 إلى 40 رأساً من الخيول، وأكدت وزارة الزراعة، أن مُعدّلات النفوق بالمحطّة، في حدودها الطبيعية، ولم تصل إلى هذه الأرقام المُتداوَلة، والسؤال الآن ماهى محطة الزهراء لتربية الخيول العربية، وماهى قيمتها، وكيف يتم رعاية الخيول بها، حتى لا تتعرّض للنفوق؟

محطة الزهراء للخيول عمرها 112 عاماً
وللتعريف بمحطة الزهراء، لتربية الخيول العربية الأصيلة، بمنطقة عين شمس محافظة القاهرة، قالت الدكتورة نجلاء رضوان، رئيس الإدارة المركزية للمحطة، في تصريحات صحفية، إنها تُعدّ من أقدم المحطات فى العالم، وأضافت أنها تحافظ على سُلالات الخيول العربية الأصيلة الأم، وتمتلك 5 أنساب من أهم 5 عائلات للخيول في مصر.

ومنها الصقلان والكحيلان والهدبان والعبيان، والأخير هو أشهر وأجمل وأندر وأغلى أنواع الخيول في العالم مع الصقلاوي، ويرجع كل اسم لهذه الأنواع في نسبه إلي القبائل العربية، التي اشتهرت بهذه الخيول، وكانت هي مصدرها في العالم بمنطقة الجزيرة العربية، منذ حوالى 4500 عام، وقد انتقلت لمصر مع الفتح الإسلامي والحروب.

وأضافت الدكتورة نجلاء رضوان، أن الدول الأجنبية، مثل روسيا وأمريكا، وجميع مزارع الخيول العربية، بها خيول من محطة الزهراء، وكذلك الدول العربية أيضاً، ولفتت الدكتور نجلاء إلى أن محطة الزهراء، هى المحطة الأولى عالمياً، فى تصدير الخيول العربية، وأوضحت أن المحطة مُقامة على مساحة حوالى 50 فداناً، بمنطقة عين شمس في القاهرة، وتضمّ 500 رأس من الخيول، تمثّل أهم سلالات الخيول العربية.

بداية إنشاء المحطة
وقد أُنشئت محطة الزهراء، لتربية الخيول العربية الأصيلة عام 1908م، حينما تم تكليف قسم تربية الحيوان، في الجمعية الزراعية الملكية المصرية، بالمباشرة في تربية الخيول العربية الأصيلة، وفي عام 1928، في عهد الملك فؤاد الأول، اشترت الجمعية أرضها في عين شمس، لتتوسع في الحفاظ على أنساب الخيول العربية.

وأشارت رئيسة الإدارة المركزية لمحطة تربية الخيول العربية، إلى أن المحطة تعمل على الحفاظ على الأنساب، من خلال التزاوج والتلقيح، وأكدت الدكتورة نجلاء على أن كل ما تتم تربيته بالمحطة، هى خيول عربية نقية أصيلة، يتم تناسلها بين الأنساب العربية فقط، وأضافت أن الخيل العربية، واحدة من أهم 10 سلالات خيل في العالم، وتتميز بالقوة والسرعة والدقة والصبر، ولذلك تتصدر خيولنا سباقات الخيول في العالم.

وأوضحت نجلاء رضوان، أن المحطة تحرص دائماً على عملية التدريب للخيول بها، وأيضاً للمدربين فى المزارع الخاصة، حيث تقام  في يوم السبت من كل أسبوع ندوات داخل المحطة، لتوعيتهم فى تربية الخيول، مضيفًة أن المُهر الصغير يتم تدريبه علي العروض الجمالية في سن 6 أشهر، وتدريبه علي الركوب في سن 3 سنوات، ويعيش حتي 30 عاماً، وتوجد مدرسة تعليم فروسية وركوب خيل بالمزرعة، ويتم عمل مزادات لبيع السلالات بالمحطة مرتين فى العام الواحد، حيث وصل سعر بعض المُهر من سلالة العبيان لمليون جنيه.

مهرجان سنوى للخيول العربية الأصيلة
وقالت نجلاء رضوان، إن محطة الزهراء، تنظم في مصر مهرجاناً دولياً سنوياً، للخيول العربية الأصيلة، تشارك فيه خيول عربية من مختلف الدول، ويجري خلاله تنظيم مسابقة، لاختيار أجمل الخيل.

كما تنظم المحطة مزادين في العام، لبيع الخيول وشرائها، ويُقام المهرجان في الفترة من15 نوفمبر، وحتى 18 نوفمبر من كل عام، ويتم الإعلان عن موعد الانطلاق، قبل شهر على الأقل، حتى يستعد أصحاب الخيول لتقديم الأفضل، وأوضحت رئيس الإدارة المركزية لمحطة تربية الخيول العربية، أن هناك شروطاً للمشاركة فى المهرجان، يجب اتباعها، وهي على المُشارك في المهرجان، اختيار أحصنة من إناث وذكور بالغين، أكثر من 4 سنوات، إضافة إلى تناسق الأعضاء والرأس الجميل، والعيون المستديرة الواسعة، والأذنان الصغيرتان، وعظمة الأنف المُقعّرة، وفتحات الأنف الواسعة، والرقبة الكبيرة المُقوّصة، واستقامة الأرجل، وهى من الشروط، التى يجب توافرها، فى الحصان المشارك فى المهرجان.

وأشارت نجلاء رضوان، إلى أن المهرجان، يمنح الحصان الفائز فى المسابقة درجة الجودة، التي تساعده في المشاركة بالمسابقات الدولية، وترفع من أسهمه السعرية، ويقوم بالتحكيم في هذه المسابقات حُكام دوليون لسباق الخيول، وتستعين المحطة بالمهندسين الزراعيين، لوضع أنظمة غذائية للخيول، حيث يتكلف الحصان الواحد، ما يقرب من ألف جنيه مصري شهرياً، كمصاريف للتربية والأكل والإقامة داخل المزرعة، بخلاف الرعاية البيطرية.

وقالت نجلاء رضوان، إن مصر بها حوالى ألف و  ‏300 مزرعة خاصة بتربية الخيول العربية، وأن الهيئة الزراعية المصرية، هى المعنية بإصدار شهادات نسب الخيول العربية الأصيلة، وتصدر الشهادة حتى ستة أجيال لكل الخيول المُصدّرة للدول الأخرى، بالإضافة إلى ختم كل الخيول المملوكة للمحطة أو المحطات الخاصة، بختم دائم لا يزول "Freeze Marking"، كما يوجد مكتب خاص لإعداد الأوراق الرسمية، اللازمة لعمليات التصدير تابع للمحطة، لمن يرغب فى تصدير الخيول التابعة له.

وزير الزراعة يُدعم المحطة
من جهته، كان السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، قد أجرى اتصالاً هاتفياً، مع الدكتورة نجلاء رضوان، رئيس الإدارة المركزية للمحطة، وأكد خلال الاتصال دعمه لها وللمحطة، وأنه سوف يقوم بزيارة المحطة في القريب العاجل.

كما نفى الدكتور خالد توفيق، رئيس الهيئة المصرية الزراعية، ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، على التريند "أنقذوا محطة الزهراء للخيول"، من نفوق عدد من الخيول العربية الأصيلة.

وقال الدكتور خالد توفيق، إن المحطة مُجهّزة بجميع أنواع اللقاحات والأغراض الطبية، وأن عدد الرؤوس التي نفقت لا يتجاوز 28 رأساً، من إجمالي 600 رأس في عام 2019، وهذا الرقم مُسجّل بالفعل، وهو أقل رقم بلغته المحطة في النفوق، ولفت إلى أن المحطة سجّلت أعلى الأرباح، بالإضافة إلى نجاح مهرجان الخيول العربية الأخير، الذي حقق إشادات كبيرة وواسعة في الأوساط الإعلامية والصحفية.