"لمن يظن أن المشكلة عضوية".. دراسة تثبت أن الضغط النفسي يسبب الشيب المبكر

"كثيرًا ما اندهش الناس لما تمر به الفتاة العشرينية، فكلمات نظروا إلى ملامحها لاحظوا علامات الشيب على وجهها ليتبين إنها أكبر من عمرها، بل يظن من لا يعرفها أنها في الأربعينيات من عمرها، ما جعل الفتاة تعتقد إنها تمر بمشكلة صحية، إلا أنها فوجئت بعكس ذلك عندما توجهت إلى الطبيب، الذي أخبرها بدوره إنها لا تعاني من أي مشكلة عضوية، بل أن مشكلتها نفسية بحتة، وتستعدي العرض على استشاري صحة نفسية".. منطق قد لا يصدقه البعض ولكنه مسلم به وفقًا لما أثبتته الدراسات العلمية الحديثة.

أكدت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة العلوم اليومية، وجود علاقة بين التوتر والشيب، موضحة أن الإجهاد الحاد يستنزف الخلايا الجذعية المجددة للصباغ بشكل مستمر، ما يفيد بأن التوتر والضغط النفسي والإرهاق عوامل تؤثر على الصحة الجسدية.

وأظهرت الدراسة التي أجراها باحثون، وجود علاقة فعلية بين الإرهاق وتغيرات لون الشعر، وساعدهم على ذلك أن نظام تصبُّغ الشعر يمكن الوصول إليه وتتبعه.

وافترض العلماء، أن الإجهاد يسبب نوبة مناعية تؤثر في الخلايا المنتِجة للصباغ.، مؤكدين أن الخلايا الجذعية تعمل كمستودع للخلايا المنتِجة للصباغ، وعندما يتجدد الشعر، تتحول بعض الخلايا الجذعية إلى خلايا منتجة للصباغ لتلون الشعر، ووجدوا أن إفرازات الأعصاب الودية تؤدي إلى تنشيط الخلايا الجذعية بشكل مفرط. تتحول جميع الخلايا الجذعية الصباغية إلى خلايا منتجة للصباغ، تستنفد الخزان قبل الأوان.

وفي هذا السياق، تسلط الدراسة الضوء على الآثار الأوسع للتوتر على مختلف الأعضاء والأنسجة، وستمهد هذه الدراسة الطريق أمام الدراسات الجديدة التي تسعى إلى تعديل أو منع الآثار الضارة للإجهاد.