المراغى والطهطاوى وطه حسين أشهر أبناء المشيخة المغضوب عليهم بسبب «التجديد»

 

الأمر الغريب أن المقاومة لهؤلاء المجددين، لا تخرج إلا من وطنهم الأزهر الشريف، تطبيقا للمثل العربى الشائع: «مزمار الحى لا يطرب».

 

الشيخ رفاعة رافع الطهطاوى، واحد من الذين التف حولهم طلاب الأزهر الشريف لسنوات طويلة، يطلبون منه العلم فى المنطق والبلاغة والحديث، قبل أن يصفه علماء الأزهر برائد حركة التشريق والتغريب، وضياع الهوية، ولاسيما بعدما عاد من فرنسا، مناديا بتعليم المرأة وحقها فى التعليم ومشاركتها فى العمل فى مجتمع كان تسوده الذكورية.

 

من أشهر مؤلفاته كتاب «كتاب تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» الذى زاد عليه الهجوم من قبل علماء الأزهر ووصفوه بأنه يروج للفساد والتبرج.

 

كما ألف كتاب المرشد الأمين فى تربية البنات والبنين، الذى اضطر علماء الازهر أن يعلنوا غضبهم منه بسببه.

 

كما تعرض محمد مصطفى المراغى، شيخ الأزهر الأسبق الذى تولى منصب شيخ الازهر 1929، ويعد من كبار المجددين، لحملة شرسة من أصحاب العمائم وتعرض للعديد من الضغوط والمشكلات الشديدة، ومن أشهر مواقفه رفضه إصدار فتوى للملك فاروق خلال حكمه البلاد، عندما طلق زوجته الأولى الملكة فريدة فأرسل له تكليفا بأن يصدر فتوى بعدم صحة زواجها بغيره، ورفض المراغى هذا الأمر.

 

ونفس الأمر حدث مع الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي، الذى بدأ حياته العلمية بصدام مع علماء الأزهر، بسبب مناهج التعليم فى الأزهر، مما اضطره أن يستكمل تعليمه بالجامعة المصرية الأهلية عام 1908، حيث حصل منها على أول دكتوراة، ثم سافر إلى فرنسا عام 1914، كما أحدث كتابه ورسالته حالة من الجدل، لمواقفه المتعارضة ضد أحد نواب البرلمان لأنه ألف كتابا اتهم فيه بالإلحاد، وكان ذلك سببا فى نفيه للسودان، ولم يحدث تصالح بين طه حسين والأزهر إلا فى عام 1919. 

 

وكانت قد اندلعت مظاهرات أزهرية ضد طه حسين، وتقدم طلاب الأزهر وشيوخه ببلاغ ضد طه حسين بسبب كتابه عن الشعر الجاهلى.