مصر الأولى عالميا في إنتاج «زيتون المائدة» فلماذا نستورد 96% من زيوت الطعام؟

بدأت المشروعات القومية الزراعية العملاقة، سواء كانت استصلاح وزراعة المليون ونصف المليون فدان، أو الـ 100 ألف صوبة زراعية، وكذلك إنشاء أكبر مزرعة نخيل في العالم،  وغيرها من المشروعات القومية، تؤتى ثمارها وإنتاجيتها، وكانت البداية، في قطاع وملف زراعة الزيتون في مصر، والذى تشتهر به المحروسة منذ آلاف السنين، وسجله القرآن الكريم، في سورة "التين"، عندما تحدّث الذكر الحكيم عن سيناء، وجبل الطور وزراعة الزيتون، في هذه البقعة الطاهرة المُقدّسة، وقد حافظت مصر، على هذه الرقعة الزراعية، وتنميتها وتطويرها وزيادتها كمّاً وكيفاً، حتى وصلت مصر إلى موقع الريادة، في زراعة وإنتاجية، هذا المحصول الاقتصادى العالمى الهام، غير أن المُحزن في الأمر، أننا نستورد حوالى 96% من الزيوت، وهو مايعنى أن كمية الزيتون المُنتجة في مصر، لايتم الاستفادة منها على المستوى القومى.

السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي

مساحة زراعة الزيتون في مصر

تعد الزيوت النباتية، من السلع الغذائية الأساسية، وعلى الرغم من أنها سلعة هامة، إلا أن مصر تقوم  باستيراد حوالى 98% من احتياجاتها، لسد العجز ما بين الإنتاج والاستهلاك من زيت الطعام، وبداية من وقت كتابة هذه السطور، وإلى أن يأذن الله بوجود مسئول عن الزراعة والصناعة والتجارة، يقوم بتصحيح هذا الاعوجاج والتناقض، الذى مازلنا نعيشه في زراعة وإنتاجية الزيتون والمحاصيل الزيتية، وفى المقابل استيراد الزيوت بملايين الدولارات سنوياً، سنظل نكتب ونقول ونؤكد، على ضرورة الاستفادة من هذا الإنتاج الهائل، في وقف الهدر من العُملة الصعبة، في استيراد الزيوت من الخارج، ولابد من استثمار واستغلال هذه الطفرة الإنتاجية والبناء عليها، حيث نستورد الزيوت، وخاصة زيت الزيتون، والذى تصل نسبته إلى 98%، بينما يضيع حوالى 75%، من إنتاجنا السنوي على صناعة "الطُرشى" و المخللات، مع أن زيت الزيتون، من أنقى الزيوت في العالم، ويُعدّ غذاء ودواء وعلاج.

الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية

فمن خلال مارصدته التقارير والدراسات، التى أكدت على أن 75% من المساحات المزروعة بالزيتون حالياً، هي من أصناف زيتون التخليل، بإجمالى كميات بلغت 750 ألف طن، يُستخدم منها للتصدير، حوالى 150 ألف طن، والباقى يُستخدم في الاستهلاك المحلى، بالإضافة إلى فاقد يصل لحوالي 10% من إجمالى الإنتاج، وأشارت الدراسة إلى أن إجمالى المساحة غير المثمرة، تصل لحوالى 25 ألف فدان، ومعظمها من أصناف زيتون المائدة "التخليل"، وإنتاجها خلال الأعوام المقبلة يُغطى الزيادة في الاستهلاك المحلى والصادرات، وقالت الدراسة إن إنتاج مصر من أصناف الزيت، حوالى 30 ألف طن، معظمها للاستهلاك المحلى، والصادرات في حدود 6 آلاف طن سنويا، وألمحت الدراسة، إلى أن مصر تعانى من زيادة في الفجوة الزيتية، حيث يتم استيراد أكثر من 95% من الاستهلاك المحلى من زيت الزيتون، بسبب أهميته الغذائية والصحية.

وتابعت الدراسة، أن مصر تخطط لاستكمال زراعة 100 مليون شجرة زيتون، بدلاً من 35 مليون شجرة حالياً، على أن يتم تنفيذ الخطة بزراعة 65 مليون شتلة، خلال 3 سنوات لاستكمال الـ100 مليون شجرة، ويتم الاعتماد على تدبير هذه الشتلات، من القطاعين الخاص والحكومى، عن طريق طرح كراسة شروط لتوريد الشتلات.

زراعة الزيتون فى مصر

مصر في المركز الأول لإنتاج زيتون المائدة

من ناحية أخرى، تلقّى السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى تقريراً، من قطاع العلاقات الزراعية الخارجية بالوزارة، يفيد باحتلال مصر للمركز الأول عالمياً، في إنتاج زيتون المائدة، طبقاً للتقرير الرسمي، الذي أصدره المجلس الدولي للزيتون، "IOC" حول الإنتاج العالمي لزيتون المائدة، خلال الفترة من 2019 وحتى 2020، وقال السيد القصير، إن هذه الانطلاقة والقفزة الجديدة، هي أهم ثِمار المبادرة، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عام 2015، بزراعة 100 مليون شجرة زيتون، بالإضافة إلى التعاون البنّاء، بين وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، وبين المجلس المصري للزيتون، وأيضاً المجلس الدولي للزيتون، الذي كانت تترأسه مصر، خلال الفترة من عام 2019 وحتى 2020.

زراعة الزيتون فى سيناء

وتضمّن تقرير المجلس الدولي للزيتون، والذي يتخذ من أسبانيا مقراً له، زيادة الإنتاج العالمي، بنسبة 13.9%، لتصل إلى 2 مليون و925 ألف و 500 طن، مقارنة بـ 2 مليون و 569 ألف طن، تم إنتاجها في موسم 2018/2019، وقد أشار التقرير، إلى أنه من المتوقع، أن تأخذ مصر زمام المبادرة من أسبانيا، بمحصول يبلغ 690 ألف طن من الزيتون، مقارنة بـ 497 ألف طن في العام الماضي، في حين ستتراجع أسبانيا إلى المركز الثاني بـ 500 ألف طن، وبانخفاض 16٪ عن العام الماضى، والذى سجّلت فيه إنتاجاً، بلغ 580 ألف طن، وأشار التقرير، إلى أن كبار المنتجين الآخرين مثل الجزائر والمغرب سيحتفظون بمستويات العام السابق للمحصول، حيث بلغ الإنتاج 300 ألف طن للجزائر، و 130 ألف طن للمغرب على التوالي، ومن المتوقع أيضا انخفاض طفيف في إنتاج تركيا، حيث يقدر المحصول هناك بـ 414 ألف طن، مقارنة بـ 423 ألف طن في الموسم السابق، ومن ناحية أخرى، حققت إيطاليا زيادة كبيرة، بنسبة 85٪، حيث قفز إنتاجها من 40 ألف طن العام الماضي، إلى 74 ألف طن في موسم 2019/2020، لكنها لا تزال إنتاجية منخفضة، من حيث الحجم مقارنةً بمنافسيها الكبار.

الدكتور عادل خيرت رئيس المجلس المصري للزيتون

من ناحيته، قال الدكتور عادل خيرت، رئيس المجلس المصري للزيتون، إنه تم زراعة حوالي 53 مليون شجرة زيتون، ضمن مبادرة رئيس الجمهورية، والتي تهدف لزراعة 100 مليون شجرة زيتون، وأن أمام مصر فرصة واعدة، للاستثمار في زراعة الزيتون، لأنه يتناسب مع الظروف المصرية، في ظل تحديات نُدرة الأرض والمياه، حيث تجود زراعته في المناطق الصحراوية، ويتحمل درجة ملوحة مياه عالية، بالإضافة إلى فوائده الكثيرة، الاقتصادية والصحية والبيئية، كما يحقق الزيتون أهداف التنمية المستدامة، التي تنشدها الدولة ، وأضاف خيرت أن المؤتمر الدولي، الذي عُقد بالقاهرة في أبريل الماضي، حول فرص الاستثمار، في مجال زراعة الزيتون بمصر، بدأ يعطى نتائج طيبة، وتؤتى ثماره، من خلال، توافد مستثمرين أجانب، للاستثمار في زراعة الزيتون، بمشروع المليون ونصف المليون فدان، وأيضا من خلال زيادة التعاون، مع المؤسسات الدولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة العالمية، "الفاو" والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار.

زيت الزيتون من أنقى زيوت الطعام كغذاء وعلاج ودواء

زيوت طعام مستوردة