فتش عن «كورونا».. حالة رعب وتخبط تصيب سلطات فرنسا
الإثنين، 27 يناير 2020 01:00 م
تشهد فرنسا حالة من الذعر والتخبط على خلفية انتشار الفيروس الصينى القاتل "كورونا"، وخشية من تفشى الوباء فى مختلف بقاع الجمهورية، وعلى أثر ذلك تحاول السلطات الصحية الفرنسية طمأنة المواطنين بانه لا يوجد ما يقلق وأن الأمور تحت السيطرة، بينما من جهة اخرى تتخذ تدابير تبرز خوفها، وانتشر ذلك الذعر بعدما اعلنت البلاد وجود اكثر من حالة مصابة.
وتتمثل حالة التخبط لدى السلطات نفسها فى إعلان وزارة الصحة الفرنسية أن الحالات الثلاث المصابة بفيروس كورونا الجديد في فرنسا بحالة جيدة، وأن وضع انتشار الفيروس لا يزال تحت السيطرة، واشارت تقارير صادرة عن الفريق الطبي الفرنسي المسؤول بمتابعة حالتين مصابتين بالفيروس بمستشفى "بيشا" في العاصمة باريس، إنهما بحالة جيدة.
وأوضح رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى بيشا، يزدان يزانبانه، أن المصابين هما "رجل 31 عاماً وامرأة 31 عاماً"، مضيفاً أنهما فى حالة طيبة، ولكن أحدهما لا يزال يعاني من حمى صغيرة وتم وضعهما في غرف منفصلة".
وأضاف يزانبانه: "لم يكن لدى المريضين أعراض (السعال والحمى) عند الوصول قادمين من الصين"، موضحاً أن "أعراض المرض ظهرت عليهما بعد بضعة أيام". وأشار الطبيب الفرنسي إلى أن "هذا المرض أقل خطورة من السارس"، موضحاً أنه "لا يوجد سبب للقلق لأن خطر انتشار الوباء في فرنسا لا يزال منخفضاً".
بدوره، قال مدير الصحة العامة في فرنسا جيروم سالومون، إن "الحالات الفرنسية الثلاث المصابة بالفيروس لم تعد تقلق الأطباء". وأوضح سالومون، المتخصص في الأمراض المعدية والخبير في الأوبئة، في مقابلة لصحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، إن خطر انتشار وباء في فرنسا لا يزال منخفضاً لأن الوضع تحت السيطرة.
وفيما يتعلق بحالة المرضى الثلاثة، فإنهم بحالة جيدة لكون السلطات اتبعت معهم الإجراءات الصحيحة، لكونهم أبلغوا في الحال الخط الساخن المخصص للاشتباه في حالات كورونا، وتم نقلهم على الفور في ظروف جيدة إلى مستشفيات متخصصة في بوردو وباريس، لذا فإن وضعهم لم يعد يقلق الأطباء.
وتابع: "هذا يدل على أن نظامنا الصحي جاهز وأن نظام الرعاية فعال". وحول إمكانية إصابة ذوي المصابين بالعدوى، أوضح المسؤول الطبي الفرنسي أنه يتم طرح أسئلة على المريض تتعلق بالأشخاص الذين التقوهم منذ شعورهم بالأعراض، ويتم استدعاؤهم والكشف عليهم واستجوابهم للتأكد من عدم إصابتهم.
وذلك بعدما أعلنت سلطات فرنسا عن نيتها لإجلاء المواطنين الفرنسيين الذين تقطعت بهم السبل نتيجة الإغلاق الذي فرضته الحكومة الصينية في مدينة ووهان بعد انتشار فيروس كورونا الجديد، ووفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، نقلا عن رسالة بالبريد الإلكتروني من القنصلية الفرنسية.
ووفقا لما ذكرته الصحيفة، جاء في الرسالة أن "القنصلية العامة تعتزم، وبالتعاون مع السلطات المحلية، إنشاء خدمة حافلات للسماح للمواطنين الفرنسيين، وزوجاتهم الصينيات والأجنبيات وأطفالهم بالسفر من ووهان إلى تشانجشا".
ومن جانبها قالت عمدة العاصمة الفرنسية باريس، آن إيدالجو، إنه تم إلغاء الاحتفالات الخاصة بالعام الصيني الجديد في باريس، وذلك بعد لقاء جمع البعض من أبناء الجالية الصينية ومسئولين محليين، وطالبوا هم أنفسهم بإلغاء الفعالية، من أجل الصالح العام للمواطنين، ومنعا من وجود مناخ خصب لنقل أى عدوى من فيروس كرورنا الجديد.
كما كشف تقرير صحى لباحثى معهد " Inserm" المعهد الوطنى الفرنسى للصحة والابحاث الطبية، أن خطر وصول مرضى مصابين بفيروس كورونا الجديد الذى انتشر مؤخرا فى الصين إلى فرنسا، يتراوح بين 5٪ و 13٪ ، واعتمد الباحثون على تطوير نموذج تقييم إحصائي يعتمد على الحركة الجوية، وقالت فيتوريا كوليزا الباحثة التى تراس فريق البحث: " نتائجنا ليست تنبؤات، إنها تتيح ببساطة تحديد مكان وجود الخطر وحيث من الضروري استخدام وسائل مراقبة ووقاية متزايدة"، وتم تطوير نموذج لتدابير الاحتواء من المرجح أن تقلل من هذا الخطر بعد فترة حضانة الفيروس، التى لا تزال مجهولة ولكن يقدر بنحو 14 يوما.
وفي فرنسا ، يتعلق الخطر بشكل رئيسي بـ "المطارات في منطقة باريس" ، وفقًا لـ Inserm، أما بالنسبة إلى أوروبا بأسرها ، يتراوح هذا الخطر بين 33٪ و 70٪. "وفقًا لتدفقات الهواء ، وأكثر الدول تعرضًا هي ألمانيا والمملكة المتحدة" ، وفقًا للمعهد البحثى الفرنسى.
يذكر ان السلطات الصحية فى الجمهورية الفرنسية، قد اعلنت مساء أمس الجمعة عن ثلاث حالات مؤكدة في فرنسا ، منهم مريض دخل المستشفى في بوردو وحالتين أخريين في باريس، وقد وصل الجميع مؤخراً من الصين وأقاموا في ووهان ، المدينة الكبيرة التي ظهرت فيها هذه العدوى الجديدة في ديسمبر.
وتعدى عدد قتلى تفشي فيروس كورونا في الصين، لـ76 شخص، بعد أن كان 26 يوم الجمعة الماضية في حين تم تأكيد إصابة أكثر من2000 شخص فى الصين فقط.