هل ينسحب محمد علي من المشهد كما وعد؟
السبت، 25 يناير 2020 10:14 م
مرت الذكرى الـ 9 لثورة 25 يناير، وشهدت احتفالات عديدة على مستوى محافظات الجمهورية، للاحتفاء برجال الشرطة البواسل على مرور 68 عاما على موقعة الإسماعيلية، التي كانت شاهدا على قوة ووطنية رجال الشرطة المصريين، بعد ما استدعى القائد البريطاني بمنطقة القنال، الجينرال «البريجادير أكسهام»، صباح يوم الجمعة 25 يناير 1952، لضابط الاتصال المصري، «شريف العبد»، لتسليمه إنذارًا بتسليم جميع أسلحة البوليس المصري، وإجلاء القوات المصرية عن مبنى محافظة الإسماعيلية، وانسحابها إلى القاهرة، بحجة أنه مركز لإخفاء الفدائيين فيه، لكن فؤاد باشا سراج الدين، وزير الداخلية المصري في ذلك الوقت، رفض مطالب جيش الاحتلال الإنجليزي، وأصد أوامره إلى القوات المصرية بالمقاومة وعدم الاستسلام، والتصدي بحسم للجيش الإنجليزي المحتل، فما كان من الجنود الإنجليز إلا محاصرة مبنى المحافظة وقسم بوليس الإسماعيلية والقوات المتمركزة بداخلهما، بـ 7 آلاف جندي و6 دبابات بريطانية، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين، انتهت بمجزرة حقيقية، قاوم خلالها رجال الشرطة المصرية ببسالة حتى نفاذ أخر طلقة معهم، انتهت باستشهاد 50 شهيدًا و80 مصابًا، من أفراد البوليس المصري، إلى جانب إصابة 70 أخرين، من المدنيين وأسر مَن بقي منهم، بينما قٌتل 18، وأصيب 12 من جنود جيش الاحتلال الإنجليزي.
كانت لـ 25 يناير 2020 مزاقا خاصا وطابعا متميزا هذه المرة، إذ لقن الشعب المصري على مستوى محافظات الجمهورية، جماعة الإخوان الإرهابية والمقاول الهارب محمد علي، درسا لن ينسوه ما حيوا، ففي ظل الدعوات المشبوهة التي أطلقها المقاول الهارب وحلفائه الضالين وقنواتهم الفضائية المشبوهة، للنزول إلى الشارع وقطع الطرق والاعتصام في الشوارع والميادين، تحت مسمى ثورة يناير والمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتسليم مقاليد الحكم لرئيس مدني منتخب، وجميعنا يعلم من هو ذلك المدني المنتخب، الذي سيتحمل عبء مسؤلية إدارة دولة بحجم مصر، وتحمل مسؤلية 104 مليون مواطن يعيشون على أرضها.
تلاحم الشعب المصري، وتلبيته لنداء الوطن، كان القلم الذي صفعوه على وجه المقاول الهارب محمد علي، وحلفاءه أبناء الشيطان حسن البنا، وأجهزة استخبارات تركيا وقطر، فقد خرج المصريين في كل محافظات الجمهورية، للاحتفال مع جنود وأفراد وضباط الشرطة المصرية، بل وجهوا كل هتافاتهم ضد محمد علي، ومعتز مطر، ومحمد ناصر، وكل دعاة الفوضى وإسقاط الدولة والعودة بنا مرة أخرى إلى المربع صفر، وتسليم مصر، إلى براثن أعدائها السفهاء.
ووجه الشعب المصري العظيم، جم هتافاته لمساندة مؤسسات الدولة الوطنية، وقالوا: «الشعب والشرطة إيد واحدة.. الشرطة المصرية رجال.. تحيا مصر الجيش والشرطة ايد واحدة.. ويسقط الإخوان»، كما هتفوا ضد المقاول الهارب محمد علي، بسبب تحريضه ضد مصر من الخارج، وقالوا له: «يا محمد يا علي يا خاين.. الشرطة المصرية أحسن رجال.. محمد علي الخاين العميل»، كما مزقوا صوره التي وضعوها على هيئة كلب وحمار وقرد.
بعد الهزيمة الساحقة التي مٌني بها المقاول الهارب محمد علي، وفشل دعواته التحريضية ضد مصر، هو وجماعة الإخوان الإرهابية، أتمنى عليه أن يعلن انسحابه من الحياة السياسية والاختفاء من مواقع التواصل الاجتماعي التي صنعت منه بطلا من ورق، وبكل تأكيد بدعم جماعة الشيطان له، وأن يعلن أمام جمهوره المزيف على مواقع التواصل الاجتماعي، هزيمته النكراء وفشله في فك رباط الشعب المصري، تنفيذا لما صرح به من قبل، عندما ظهر مع محمد ناصر في إحدى لقاءاتهم، وقال وقتها: «لو الناس منزلتش في 25 يناير أنا هنسحب من المشهد نهائي»، فهل يفعلها محمد علي، ويتفرغ لإدارة أعماله في أسبانيا وصديقاته الأسبانيات، ويثبت أنه رجلا استطاع أن يحافظ على كلمته بعد فشله، فالمثل المصري يقول: «الراجل بيتربط من لسانة».
وأخيرا، كل التحية والتقدير والإعزاز، للشعب المصري العظيم الذي لا يتوانى لحظة عن مساندة بلده ومؤسساتها الوطنية ودعم جيشها وشرطتها، وهم على يقين أن الأفراد والضباط والجنود، هم أبناء الأسر المصرية التي لا يخلو بيتا فيها إلا ولها فرد داخل أي من هذه المؤسسات الوطنية.