الفيروس يصل 13 دولة..

«كورونا» يحصد أرواح الصينين.. ومصر تعلن الطوارئ بالمطارات والموانئ

الأحد، 26 يناير 2020 05:00 ص
«كورونا» يحصد أرواح الصينين.. ومصر تعلن الطوارئ بالمطارات والموانئ
فيروس ومرض كورونا يهدد العالم
كتب ــ محمد أبو النور

يوما بعد يوم، يواصل فيروس ومرض كورونا حصده للأرواح في الصين، وسط حالة من القلق والترقب في الدول المجاورة لهذا العملاق، وكذلك الدول ذات العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المُتشعّبة معها، بسبب السفر والسياحة والعمل والتعليم منها وإليها، خاصة بعد أن أودى هذا المرض الغامض، حتى الآن، بحياة أكثر من 41 شخصاً، وبلغ عدد المصابين ألف و 287 إصابة.

و تتزايد هذه المخاوف أيضا، نتيجة لعدد السكان الصينيين الرهيب، والذى يتجاوز الـ المليار و 433 مليون و 783 ألف نسمة، إلى جانب اقتصادها الذى يسيطر على المعمورة، ويحتل المرتبة الثانية عالميّاً، بعد اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، بقيمة احتياطي نقدى تتجاوز الـ 3.119 تريليون دولار، وهو ما يفرض انتشاراً لاقتصادها وعلاقتها بالعالم، وعلى وجه الخصوص، محيطها الآسيوى، وكذلك الدول العربية والإسلامية، بالقارتين الإفريقية والآسيوية.

إجراءات صارمة لحِصار المرض

كانت السلطات الصينية، قد أعلنت يوم الخميس الماضى، عن وفاة أول حالة، نتيجة فيروس كورونا الجديد خارج مقاطعة هوبي، التى تُعدّ مصدر انتشار المرض القاتل، ليرتفع إجمالى حالات الوفاة المؤكدة إلى 18 حالة، ومع تسارع انتشار الفيروس، أمرت السلطات فى مقاطعة هوبى بإغلاق 8 مدن بما فى ذلك العاصمة ووهان، وحظر السفر منها، وهو مايعنى عزل أكثر من 40 مليون نسمة، حسبما ماقالت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست».

وقد سُجلت 17 حالة وفاة بالفيروس الجديد فى مقاطعة هوبى، لكنه تم أيضا تسجيل حالة واحدة فى مقاطعة خبى بالقرب من بكين، وهى لرجل يبلغ من العمر 80 عاماً، وتوفى الأربعاء الماضى، لكن لم يتأكد سبب الوفاة حتى اليوم، وتبين أن الرجل، هو من سكان خبي، وكان يزور أقاربه فى ووهان منذ أكثر من شهرين، وفقاً لصحيفة «Hebei Daily»، الناطقة بلسان الحزب الشيوعى فى المقاطعة، مشيرة إلى عزل السلطات الصحية 76 شخصاً ممن كانوا على اتصال وثيق به، ولم يتبين إصابة أيّاً منهم.

مصر تفحص الركاب الصينيين
فحص الركاب الصينيين بمطار القاهرة الدولي 

كما أوقفت مدينة ووهان الصينية، التى تعد منبع انتشار فيروس كورونا الجديد، رحلاتها الخارجية وخدمات السكك الحديدية، فى محاولة لاحتواء المرض الآخذ فى الانتشار، ولم يعد الخروج من المدينة الصينية ممكناً في الغالب، حيث ذكرت شبكة تلفزيون الصين الدولية، أن السلطات علقت حتى السفر بالسيارات ومترو الأنفاق والعبّارات، قائلة إنه ليس بمقدور المواطنين مغادرة المدينة دون أسباب خاصة، ومن جانبها، طالبت منظمة الصحة العالمية المجتمع الدولى، بالاستعداد لتطور محتمل لفيروس كورونا الجديد إلى وباء، وأشارت إلى أنه من المبكر للغاية، إعلان حالة الطوارئ العالمية، وأنها لا توصى بأى قيود أخرى على السفر أو التجارة.

وقال المدير العالم للمنظمة، تيدروس أدهانوم، إن لجنة الطوارئ التابعة للمنظمة، انقسمت مجدداً حول ما إذا كان ينبغى اعتبار ظهور فيروس كورونا الجديد حالة طوارئ دولية. وأضاف:  «لا توجد أدلة على انتقال الفيروس عبر البشر خارج الصين، لكن هذا لا يعنى أنه أمر مستبعد، الوضع فى الصين يشكل حالة طوارئ الآن، لكن الأمر لم يتطور بعد إلى حالة طارئة على الصعيد العالمي، ربما تصبح كذلك فى وقت لاحق». وتابع: «لا ينبغى اتخاذ القرار باعتباره دليلاً على أن المنظمة لا تعتقد أن الموقف خطير، أو أننا لا نتعامل معه بجدية، لا شيء مُستبعد، نتابع هذا المرض دقيقة بدقيقة كل يوم».

قلق وترقب في الدول المجاورة للصين

من ناحيتها، اتخذت الدول المجاورة للصين، والتي تشترك معها في الحدود الجغرافية، إجراءات مُشددة لمنع وصول المرض إلى مواطنيها، ومع ذلك تم اكتشاف حالات مصابة بالفيروس في تايلند، حيث سُجلت أول إصابة خارج الصين في تايلند يوم 8 يناير الجاري، لسيدة عائدة من مدينة ووهان، ثم سُجلت 3 حالات أخرى، وهو ما يرفع الإصابات إلى أربع حالات، وقد أعلنت استراليا اليوم السبت، عن أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بولاية فيكتوريا، مع نقل المريض إلى المستشفى في حالة مستقرة، في إحدى ضواحي مدينة ملبورن، حسب ما قاله مسؤولو الصحة بالولاية، وفى كوريا الجنوبية سُجّلت أول إصابة بالمرض، وكانت لسيدة صينية تبلغ 35 عاماً، وصلت إلى سول يوم 19 يناير الجارى، على متن طائرة قادمة من مدينة ووهان.

انتشار فيروس كورونا فى الصين
انتشار فيروس كورونا فى الصين

كما سُجلت إصابة امرأة في الخمسين من عمرها، كانت تعمل في المدينة أيضا، وفى الولايات المتحدة الأمريكية، دخل رجل في الثلاثين من عمره، مستشفى قرب سياتل، وفقاً لما أعلنت السلطات، وكان قد زار منطقة ووهان، وعاد منها في 15 يناير الجارى، وفى فرنسا، كشفت وزارة الصحة الفرنسية، عن وجود حالتين «مؤكدتين»، من الإصابة بفيروس كورونا المُستجَد، وهما أول إصابتين في أوروبا، وفى اليابان، تم تسجيل الحالة والإصابة الأولى لرجل في الثلاثين من العمر، دخل إلى المستشفى في 10 يناير، كما سجّلت حالة أخرى لآخر في الأربعين من عمره، ويسكن في ووهان، ووصل إلى اليابان في 19 من هذا الشهر، وفى نيبال، جرى الإعلان عن أول حالة إصابة، في 24 يناير لطالب جامعي.

وفى سنغافورة، أعلنت السلطات السنغافورية في الـ 23 من هذا الشهر، عن الإصابة الأولى، وهي لرجل يبلغ من العمر 66 عاماً، بعد 3 أيام من وصوله من مدينة ووهان، وهو يعاني من الحرارة والسُعال، وثبتت إصابة ابنه الذي رافقه أيضا والبالغ من العمر 37 عاما، وكذلك لسيدة في الخمسين من عمرها، وفى تايوان، سُجّلت الحالة الأولى لسيدة خمسينية، وصلت من مقر إقامتها في ووهان، وفى فيتنام، أدخل صينيان وهما رجل وابنه إلى المستشفى في 17 و18 يناير الجارى، نتيجة الإصابة بالمرض، وفى هونج كونج،  ثبتت إصابة شخصين زارا ووهان، وهما الآن مازالا يتلقيان العلاج هناك.

وفى ماكاو، أعلنت سلطات ماكاو في 22 يناير، عن إصابة سيدة أعمال تبلغ من العمر  52 عاما، وصلت قبل 3 أيام بالقطار، القادم من مدينة تشوهاى الصينية، وفى السعودية، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الهند، إن ممرضة تعمل في إحدى المستشفيات السعودية، أصبحت أول هندية تُصاب بفيروس كورونا الجديد، وفى ماليزيا، أعلنت السلطات الماليزية اليوم السبت عن أول 3 حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، وقال وزير الصحة، إن المصابين الثلاثة صينيون، وتربطهم صلة قرابة بالرجل، الذي أكدت السلطات الصحية في سنغافورة، أن الاختبارات التي أجريت له بشأن الفيروس كانت إيجابية.

فيروس كورونا وأعراضه

ويُعرف المرض الغامض في الصين، والذى يُطلق عليه فيروس كورونا، والذى تسبب في وفاة العديد من الأشخاص، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، بإنه يسببه فيروس بدأ في الانتشار بعدة دول بالعالم، وفقاً لتقرير ووزارة الصحة الصينية، فالمرض يعد نوعا مما أطلق عليه «التهاب رئوي شرق أوسطي»، وينتقل هذا النوع من الفيروسات عن طريق الحيوانات، وتحديدا الخفافيش، ولكن منظمة الصحة العالمية قالت إنه تعدى ذلك للانتقال بين البشر.

فيروس كورونا فى صورة مكبرة

فيروس كورونا فى صورة مكبرة

وأكد التقرير، أن فيروس كورونا من الفيروسات التاجية، وتتشابه أعراضه مع الإصابة بنزلات البرد العادية إلى التهاب الجهاز التنفسي الحاد، وتتمثّل أعراض هذا الفيروس، في ارتفاع في حرارة الجسم بشكل ملحوظ والتهاب في الأنف ويصاحبه السيلان و العطس الشديد، والسعال الشديد الملحوظ، وكذلك الصداع الشديد، الذي يتسبب في عدم القدرة على الحركة أو ممارسة الحياة بشكل طبيعي، مع ألم شديد في الحنجرة وعدم القدرة على الكلام، وكذلك آلام في العضلات وعظام الجسم بشكل كبير، ويصاحب هذا الأمر ضيق شديد في التنفس، كما يتعرض الأشخاص المصابون بفيروس كورونا للإسهال الشديد.

وأكد التقرير علي ضرورة عدم  التعامل مع الشخص الذي يعاني من هذه الأعراض، مع ضرورة أخذه إلى مستشفى قريبة للقيام باللازم، وقالت الدكتورة مايسة شوقى، أستاذ الصحة العامة بجامعة القاهرة، في تصريحات صحفية، إن «فيروسات كورونا سلسلة كبيرة تسبّب الكثير من الأمراض، التى تتراوح ما بين نزلات البرد الشائعة، والأمراض التنفسية الحادة مثل سارس»، وأشارت إلى أن الخطر فى الإصابة به أن أعراضه تشبه الإنفلونزا الموسمية، مثل ارتفاع فى درجة حرارة الجسم، تكسير فى العظام، احتقان فى الحلق، وقد يصاحبه إسهال وقىء وآلام فى المعدة، وتابعت الدكتورة مايسة قائلة: «المرض يصيب كبار السن والصغار ومرضى «المناعة».

وأوضحت خبيرة الصحة العامة أن «خطورة هذا الفيروس تتمثل فى احتمال تطوره إلى التهاب رئوى للإنسان المصاب، الذى بدوره يؤدى إلى حدوث وفاة فى بعض الحالات"، وختمت حديثها أنه يستهدف كبار السن والأطفال، والذين يعانون من نقص المناعة».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق