في ذكرى وفاتها.. حكاية فاطمة رشدي أشهر ممثلة في الأربعينيات التي أنهت حياتها فقيرة

قبل اليوم الـ 23 يناير بنحو 24 عاماً توفيت أحد أشهر فناني القرن العشرين الفنانة فاطمة رشدي الذي أُطلق اسمها على أحد شوارع القاهرة الكبرى بمنطقة الهرم بالجيزة إحياءً لذكراها واعترافًا بفضلها.

فهي ممثلة مصرية قدمت العديد من المسرحيات والأفلام تنقلت بين عدد من الفرق المسرحية وكونت فرقة مسرحية خاصة بها، أسمها فرقة فاطمة رشدي المسرحية، من أهم مسرحياتها النسر الصغير والصحراء والحرية والقناع الازرق وميرامار وبين القصرين ومن الافلام ثمن السعادة الطريق المستقيم ومدينة الغجر والعزيمة والجسد.

فيلم العزيمة

ظلت فاطمة رشدي في ذلك إلى أن ظهر لمعانها في منتصف الثلاثينيات عندما أصبحت بطلة فيلم العزيمة وصفها النقاد لكثرة مواهبها بـ المعجزة الفنية التي لن تتكرر، بدأت حياتها الفنية في فريق الكورس والإنشاد مع سيد درويش ونجيب الريحاني، ثم ظهرت كممثلة في مسرحية البدوية عام 1919م مع فرقة عبد الرحمن رشدي، وفى العاشرة من عمرها بدأت كمغنية في فرقة أمين عطا لله حتى أسند لها دور ثانوي في إحدى عروضه المسرحية، وتنقلت بين فرق مسرحية أخرى حتى تعرفت على الفنان عزيز عيد.

ظهورها على أرصفة وسط البلد

وفي أحد ليالي القاهرة، تسعينيات القرن الماضي وفي شارع الجمهورية وسط القاهرة المزدحمة، وجد المارة امرأة مسنة تجلس وحيدة وعلى وجهها علامات الزمن، تستطيع أن تقرأ في ملامحها بقايا جمال أخاذ وعمر مليء بالذكريات والأحداث، من عينيها تقرأ الكثير ويطل شبح ماضي غني زاخر، لكن صمتا يغلفها وحزنا يملأ العيون، التي طالما تغنى بجمالها الشعراء ولا أحد يدري بها، يمرون جانبها ربما يتوقفون لحظة ليعطوها شيئا تعيش به.

وكانت قد اعتزلت الفن في أواخر الستينات وانحسرت الأضواء عنها مع التقدم في السن وضياع الصحة والمال وكانت تعيش في أواخر أيامها في حجرة بأحد الفنادق الشعبية في القاهرة، إلى أن كشفت جريدة الوفد المصرية عن حياتها البائسة التي تعيشها، ثم تدخل الفنان فريد شوقي لدى المسؤولين لعلاجها على نفقة الدولة وتوفير المسكن الملائم لها وتم ذلك بالفعل، فقد حصلت على شقة.

إلا أن القدر لم يمهلها لتتمتع بما قدمته لها الدولة، لتموت وحيدة تاركة ورائها ثروة فنية عملاقة تزيد عن 100 - 200 مسرحية و16 فيلم سينمائي، وحياة عاشتها طولا وعرضاً عاصرت خلالها جيل من عمالقة المسرح ورواد السينما وتوفيت في 23 يناير 1996 الموافق 3 رمضان عام 1416 هـ عن عمر يناهز 87 عاماً.