في ذكرى ميلاد الضاحك الباكي.. حقيقة إسلام نجيب الريحاني أواخر أيامه
الثلاثاء، 21 يناير 2020 07:46 م
قبل اليوم الـ 21 من يناير بنحو 131 عاماً وُلد أحد أبرز رواد المسرح والسينما في الوطن العربي عموما ومصر خصوصا، ومن أشهر الكوميديين في تاريخ الفنون المرئية العربية الفنان نجيب الريحاني، الذي وُلد في حي باب الشعرية بمدينة القاهرة في زمن الخديوية، لأب عراقي كلداني يدعى إلياس ريحانة، كان يعمل بتجارة الخيل.
وخلال مسيرة فنية امتدت على مدار 30 عامًا، ترك الريحاني، بصمة فارقة في تاريخ المسرح والسينما العربية، من خلال أعمال جمعت بين الفكاهة والدراما، والتي عكست بدورها ملامح الحقبة التي عاش فيها، لتمنحه بجدارة لقبي زعيم المسرح الفكاهي والضاحك الباكي.
إرث الريحاني
وأصبح الريحاني يجذب انتباه المؤلفين لإنتاج عمل تلفزيوني يحمل هذا الاسم، بدأ إنتاج الريحاني المسرحي من خلال أعمال مسرحية بسيطة قدمها في الملاهي الليلية بداية من شخصية كشكش بك، ليسطع نجمه فيما بعد، بينما لم يتجاوز إنتاجه السينمائي عشرة أفلام، إلا أنه استطاع أن يخلد اسمه على المستوى الفني والجماهيري، وقد استطاع أن يُسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية الصعبة للبلاد من خلال أسلوب فني ساخر.
وبعد وفاته في 8 يونيو عام 1949، تم تقديم الكثير من مسرحياته كأفلام سينمائية قام ببطولتها إسماعيل ياسين ومحمد فوزي وعباس فارس وفريد شوقي وشكري سرحان، كما أعاد فؤاد المهندس تقديم بعض مسرحياته في الستينات وحققت نجاحًا ساحقًا.
وبعد ساعات من رحيل نجيب الريحاني، دخل محرر آخر ساعة شقته بعمارة الإيموبليا ليسجل ما بقي من أغراضه، فوجد أربعة وأربعين بذلة وعشرين بيجامة وجلبابًا وخمسة عشر حذاءًا، ومصحفًا وإنجيلًا وصورة للقديسة تريزا، التي كان يتخذها شفيعة له، إضافة إلى مذكرات تشرشل بالفرنسية وكتاب حسن البيان في تفسير مفردات القرآن، وألفية ابن مالك، وبعض مسرحيات روايات لشكسبير، بالإضافة إلى وجود كلبته ريتا، التي امتنعت عن الطعام حزنًا على فراقه، وما لبث إلَّا أن نفقت بعده بيومين أو ثلاثة.
حقيقة إسلامه
وعن وجود القرآن في منزله وإلى جانب منضدته بالمستشفى، أشار الفنان التشكيلي حمدي الكيَّال نقلًا عن بديع خيري أن الريحاني أخبره أنه سيُشهر إسلامه قبل وفاته وأنه قرأ جميع الكُتب السماويَّة وقرَّر أن يُشهر إسلامه، وأردف قائلًا عن وجود نسخة من القرآن على المنضدة المجاورة لسريره في المستشفى قبل وفاته، وأشار إلى أنه سأل شيخ الأزهر حينها عن موقف الريحاني، حيث أخبره بأنه تُوفي مسلمًا.
فيما أكدت ابنته جينا أنه مات مسيحيًا، وأنها تعرف والدها أكثر من أي شخص آخر، فنفت حقيقة إشهاره لإسلامه وأنها ما هي إلا مجرد ادعاءات يُروجها بعض المُتخصصين في هذا النوع من التفضيل بين الأديان في مصر بصورة عُنصريَّة تعتمد المُنافسة بين الأديان كأُسلوب حياة. وتبقى مسألة إشهار الريحاني إسلامه مُبهمة رُغم تعدد الأقاويل.