الانتخابات البلدية الفرنسية هدف الإخوان القادم.. وصحافة باريس تدق ناقوس الخطر

الجمعة، 17 يناير 2020 02:40 م
الانتخابات البلدية الفرنسية هدف الإخوان القادم.. وصحافة باريس تدق ناقوس الخطر
تميم بن حمد أمير قطر

فضحت وسائل الإعلام الفرنسية، تورط الدوحة في محاولاتها المستميتة للسيطرة على المنظمات الإسلامية في فرنسا من أجل استغلالها لصالحها في الانتخابات البلدية المقبلة المقرر عقدها في مارس المقبل.

وفي محاولة منها لإنقاذ مواطنى الجمهورية الفرنسية من الغرق فى دوامة وإرهاب إمارة قطر الداعم الأول للتطرف، حذرت صحيفة ماريان الفرنسية، من تأثير قطر وتمويل موالين لها فى فرنسا، من حاملى الفكر الإخوانى الإرهابى المتطرف، فى الانتخابات البلدية الفرنسية المقرر عقدها فى مارس المقبل، حيث أشارت الصحيفى إلى أن قطر تتبنى خطة لتمويل الأحزاب والجمعيات التى تعمل لصالح جماعة الإخوان فى السر، وهو ما وصفته بالتحول الخطير.

وأشارت الصحيفة إلى وجود مخاوف من فوز أو ظهور الأحزاب التى تمولها قطر وتتنبنى إيديولوجيات الإخوان، مثل حزب الاتحاد الديمقراطى لمسلمى فرنسا. وفى مقالتها التى تحمل عنوان: «خلف قوائم المرشحين فى المحليات: تأثير نفوذ قطر والإخوان المسلمين»، قالت الصحيفة إن قطر والإخوان يعملان على دعم القوائم المجتمعية التى تعمد على عرق أو ديانة فى الانتخابات البلدية المبقلة وهى ما تمثل لها الحصان الفائز.

ونقلت المجلة الفرنسية، عن رجل الأعمال الفرنسى جون بيير مارونجى، السجين السابق لدى الدوحة، الذى احتجز 7 سنوات دون محاكمة، قوله: «نشعر بالقلق إزاء انتشار القوائم المجتمعية للانتخابات البلدية فى مارس المقبل فى ظل تقاعس الحكومة الفرنسية عن اتخاذ إجراء لمنع التدخل الخارجي وقوائم الإخوان فى فرنسا». وسبق لرجل الأعمال الفرنسى أن سرد قصته مع النظام القطرى في كتابين «الرحلة إلى نهاية الجحيم القطرى» و«فرنسى رهينة قطر».

وأشار مارونجي إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سبق وأعلن أمام مؤتمر رؤساء البلديات في فرنسا مؤخرا عزمه فرض حظر على «القوائم المجتمعية» في السياسة وخاصة في الانتخابات البلدية المقبلة. وفي ديسمبر الماضي، دعا أحد الموالين لقطر في مؤتمر لمؤسسة تمولها الدوحة وهي «المركز العربي للبحث والدراسات السياسية في باريس» (كاريب) إلى استخدام المسلمين المقيمين كميزان قوى انتخابي في صناديق الاقتراع، قائلا: «هناك 6 ملايين صوت فى متناول أيدينا في القوائم المجتمعية للانتخابات البلدية».

كما يلعب «المركز العربى للبحوث والدراسات السياسية»، صاحب العديد من الفروع فى مختلف بقاع العالم العربى والغربى، على بث نفوذ الإمارة الصغيرة عبر فرعيها الرئيسيين أحدهما في تونس والآخر أوروبي في باريس التي تعد أكبر تجمع لتنظيم الإخوان في أوروبا عبر منظمة «مسلمي فرنسا»، «اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا سابقا».

ووفقاً لمجلة ماريان الفرنسية، فخلف الستار الأكاديمي لهذا المركز البحثي القطري لوبي سياسي وجماعات ضغط ممولة من قطر بهدف دعم الإخوان، وذلك عبر عزمي بشارة، البرلماني السابق في الكنيست الإسرائيلي، الذي يعد إحدى الشخصيات الأكثر نفوذا وتأثيرا في الدوحة، باعتباره المستشار الخاص لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وقالت مجلة «ماريان» إن إحدى القوائم المجتمعية المعنية هي قوائم «الاتحاد الديمقراطي لمسلمي فرنسا» (UDMF) المحسوبة على تنظيم الإخوان، ويصفها مؤسسها نجيب أزرقي بأنها حركة غير طائفية وعلمانية وجمهورية بعمق، ولكنها في حقيقة الأمر إحدى أذرع الجماعة في فرنسا. وأضافت المجلة الفرنسية أن (UDMF) وضعت لافتات الدعاية على جدران عدد قليل من المدن المستهدفة: مارسيليا، أميان، وليون، وأفينيون، وهي المدن التي يتركز فيها عناصر إخوان فرنسا من بين 50 بلدية في جميع أنحاء البلاد.

ولفتت المجلة الفرنسية إلى أن معركة النفوذ بدأتها قطر عبر نشر فكر الإخوان في أوروبا الذي يشكل جوهر استراتيجيتها. وأضافت أن «تلك الاستراتيجية تحولت من مجرد تمويل جمعيات ومؤسسات لأنشطة تتخذ المساعدات الإنسانية ستارا لها إلى أحزاب سياسية رسمية». ووفقاً لوسائل إعلامية فرنسية فإن قطر تتبع استراتيجية الإخوان باللعب على وتر الأقليات لإثارة الكراهية والانقسام واستفزاز المسلمين للتصويت لصالح المرشحين الموالين لقطر في القوائم «المجتمعية» بالانتخابات البلدية المقبلة، لافتة إلى أن الدوحة تريد تحويل اختزال مسلمي فرنسا في تنظيم الإخوان.

 ويشار إلى أنه قبل 3 أسابيع من المظاهرة الباريسية فى 10 نوفمبر الماضي ضد الإسلاموفوبيا، بدأت هذه الحملة السياسية لتحفيز مسلمي فرنسا خلف أبواب مقر المركز البحثى القطرى للسيطرة على الانتخابات البلدية الفرنسية. ويدور حول مؤسسة قطر الخيرية القريبة من العائلة الحاكمة في قطر كثير من التساؤلات، ليس في فرنسا فقط ولكن حتى في أوروبا، وأصبحت في نظر كثيرين الذراع الاقتصادية الرئيسية في تمويل الإخوان المسلمين حول العالم، حسب الباحثين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، بينما تخضع هذه المنظمة القطرية غير الحكومية للمراقبة من قِبَل السلطات في بريطانيا، بسبب الاشتباه في تمويل الإرهاب، كما قُتل في فرنسا موظف سابق في جمعية تدعمها «قطر الخيرية» على يد الشرطة بعد أن كان شريكًا في هجوم إرهابى داخل البلاد.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق