الصراع بين البلاستيك والورق..من يفوز بلقب "صديق البيئة"؟
الثلاثاء، 14 يناير 2020 04:33 م
فرص حماية البيئة والإضرار بها نسبية بين الطرفين
صراع أزلي بين الورق والبلاستيك، ومعضلة تستحق عناء البحث والدرس لتحقيق هدف أسمى يجمع بين تلبية حاجة البشر، وبين الحفاظ على البيئة بشكل يصب في النهاية في مصلحة بني الإنسان، فمنذ عقود طويلة كان الاعتماد على الورق في شتي التعاملات اليومية، واليوم أصبح للبلاستيك دورا محوريا فى تلبية احتياجات الانسان،،بداية من أكياس التسوق وتغليف الأطعمة وحفظ المشروبات وتعبئتها،وحتى الصناعات المختلفة كالغزل والنسيج التي لا يمكن الاستغناء عن البلاستيك بها لما يقدمه من حماية لمنتجات تلك الصناعات من التلف والتلوث والهدر.
وتزداد حدة هذا الصراع عندما نجد أن البلاستيك أصبح عنوانا لمشكلة بيئية باتت محور جدال الساعة، بسبب صعوبة التخلص منه بعد الاستعمال، ولكن هذه الإشكالية تجعلنا نعود بالزمن الى الوراء؛ لنجد أن البلاستيك تم الترويج له سابقا بمميزات جعلته مؤهل ليكون بديلا أساسيا ورئيسيا للورق، لما يتميز به من خفة الوزن والقوة والمتانة وإمكانية البقاء لفترة طويلة.. وهنا يكمن سر الصراع وهو إمكانية بقاء البلاستيك لفترة طويلة، فقد باتت هذه الميزة النوعية غير محبذة اذ ما نظرنا الى جانب الخطر الذي يشكله على البيئة.
ويتأجج الصراع مع تقييم المستخدمين للأكياس الورقية، الذى يظهر مساوئها، فعلى سبيل المثال تعرض الأكياس الورقية الأطعمة للتلف، وتفقده قيمته، وتصعب من عملية تخزينه، أما فيما يتعلق بالأثر البيئي نجد أيضا أن الورق كصناعة له أثر بيئي سيء لما يترتب على صناعته من تدمير الغابات حيث تدخل الاشجار في صناعة هذا النوع من ورق الاكياس.
فإذا افترضنا تأثير البلاستيك الدارج فى الأسواق على البيئة، والذي يدفعنا الى دراسة التوجه لاستبداله بالورق مثلا لسهولة التخلص منه، نجد أن أمام هذا التوجه إضرار وتدمير آلاف الكيلومترات من الغابات سنويًا مما يعتبر ضررا بيئيا أكبر من تأثير البلاستيك، إلى جانب أن الورق لا يتمتع بالمرونة ويسهل قطعه مما يتسبب في ضياع المواد الموجودة به وفقدها. فمن الممكن البحث عن أنواع أخرى للبلاستيك أكثر امانًا وصداقة للبيئة كالأكياس البلاستيك القابلة للتحلل، التي تحقق مزايا الأكياس البلاستيكية الخاصة من متانة وتكرار الاستخدام الى جانب ضمان حماية البيئة على عكس البلاستيك أحادى الاستخدام، كما أن صناعته ذاتها تعد صناعة صديقة للبيئة حيث انها تقوم على استخدام نسبة ضئيلة جدا من الطاقة على عكس صناعة الورق واعادة تدويره؛ التى تهدر الكثير من الموارد الطبيعية.
ولإنهاء هذا الصراع، نجد أنفسنا مطالبين أولا بتحديد مسبباته، وفي الوقت نفسه ايجاد منتج يلبي احتياج المستخدم، مما يجعلنا ندرك أنه ليس من الضروري لإنهاء الصراع إزاحة أحد طرفيه للأخر، ولكن توظيف الإثنين كل على حسب استخدامه، مع الأخذ في الاعتبار تلك الأنواع من البلاستيك التى تحقق مميزاته وتتجنب التأثيرات غير المقبولة على البيئة، ومن ناحية أخرى استخدام الورق بشكل غير توسعي حتى نحافظ على الموارد الطبيعية.