بتنسيق مع الميليشيات.. أمريكا تسرق الأثار السورية
الثلاثاء، 14 يناير 2020 12:00 مصابر عزت
8 سنوات من الحرب أنهكت سوريا، وجعلت تخسر كل ما هو نفيس وغالي، فبعد أن تفشى «ورم الميليشيات، والجماعات الإرهابية»، في بدن دمشق، أصبح كل شيء مباح، والتنافس على مقدرات سوريا واغتنامها أصبح هدف جميع الجهات والفصائل المتناحرة في الداخل السوري، ومؤخر، بدأ يتضح شكل المؤامرة الجديدة لبيع مقدرات أقدم مدن العالم.
كانت تقرير ومعلومات نشرت، على مواقع إخبارية سورية، إضافة إلى موقع «سبوتنيك» تؤكد، أن الجيش الأمريكي، بالتعاون مع مسلحين من ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية»، وعدد من الخبراء الأجانب على تنفيذ عمليات حفر وتنقيب وسرقة للآثار، ضمن المواقع التاريخية الأثرية المعروفة في محافظة الحسكة.
وقالت وكالة «سبوتنيك»، إن عمليات تنقيب وسرقة منظمة تتعرض لها المواقع الأثرية السورية، حيث بدأ الجيش الأمريكي بالتعاون مع تنظيم «قسد» وخبراء أجانب من جنسيات مختلفة، منذ عدة أيام، عمليات تنقيب جديدة، ضمن قرية الغرة في منطقة جبل عبد العزيز الواقعة على بعد 35 كم جنوب غرب محافظة الحسكة، وذلك بهدف سرقة الآثار والكنوز السورية في المنطقة».
وأوضحت، أن مجموعة من الخبراء الأجانب تفقدت، بحماية عسكرية، موقع قرية الغرة الأثري منذ نحو أسبوع، لتبدأ بالفعل عمليات حفر وتنقيب بالتزامن مع منع السكان من الاقتراب من مواقع التنقيب. وأشارت إلى أن عمليات التنقيب والحفر والسرقة تتم في عدد من المواقع الأثرية ضمن قرية الغرة، أهمها مسجد الشيخ عبد العزيز الأثري القديم، وفي موقع البرغوث «آثار القلعة القديمة»، وفي موقع العلاجة «نبع المياه والكنيسة القديمة».
ونقلت الوكالة عن مصادر في مديرية الآثار والمتاحف في الحسكة أن عدداً كبيراً من المواقع والتلال الأثرية في المحافظة تتعرض لتعديات، تضمنت حفريات بأدوات بدائية وتخريباً للسويات الأثرية مثل موقعي قبة منصور والمدينة الأثريين في الريف الشرقي لمدينة الحسكة وتل طابان الأثري وموقع تل عجاجة الأثري.
وأوضحت المصادر، أن أكثر المواقع التي تعرضت للسرقة والتخريب هي المواقع والتلال الأثرية في المنطقة الجنوبية وخاصة المحيطة بالتلال الأثرية في تل طابان وتل تنينير وقلعة سكرة جنوب غرب مدينة الحسكة وتل الشدادي.
وأشارت إلى أن القوات الأمريكية تعمل منذ سنوات على سرقة الآثار والكنوز التاريخية السورية بالتعاون مع «قسد»، مبينة أن مجموعات من مسلحي الميليشيا يرافقها خبراء أجانب من جنسيات مختلفة بينها أعضاء بالجيش الإسرئيلي وأخرى الأمريكي قامت خلال العامين الماضيين بعمليات تنقيب وسرقة للمواقع الأثرية السورية في المحافظة، وتهريبها باتجاه إقليم كردستان العراق ومنها إلى دول أوروبية.
وأشارت إلى أن السنوات الماضية من عمر الحرب شهدت أكبر سرقة في تاريخ محافظة الحسكة الأثري، ومن قبل المجموعات المسلحة التي تناوبت على السيطرة على المناطق الريفية بدءاً من ميليشيات «الجيش الحر» ثم تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وبعدها تنظيم داعش الإرهابي وصولاً إلى ميليشيا «قسد» والجيش الأمريكي الذي عمل بالتعاون مع «قسد» على حفر عشرات التلال الأثرية بحجة إقامة الدشم والتحصينات العسكرية في عمليات سرقة ممنهجة ومنظمة للآثار السورية.